قبل سنة تقريباً من الآن وتحديداً بتاريخ 26 فبراير 2011م كنت قد كتبت مقالا تحسباً لما كنت اتوقع ان يحدث في البلد .. وفعلا حدث ... اترككم مع المقال الذي كنت قد نشرته عبر سبلة عمان قبل أن يتم حظر معرفي نت قبل الادارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أيا (( حكومتي ))
في ظل الظروف الحالية والتي تجتاح المنطقة العربية وفي ظل الفقر المقدع الذي تعيشه نسبة كبيرة جدا من العمانيين ، نلاحظ بأن هنالك الكثير من الشرر التي بدأت بالتطاير هنا وهناك على ارض الطيبة عمان منبأة عن اضطراب قد بدأ في المجتمع الأمر الذي يجب معه أن تقف الحكومة وقفة جادة عاجلة لاخماد اندلاع النيران قبل ابتدائها ...
فالتظاهرات والاعتصامات التي شهدتها وتشهدها بعض الدول الشقيقة والعمانيون في أحوال معيشية مجتمعية تتشابه وتلك التي يعيشها مواطنو تلك الدول بالرغم من اننا دولة نفطية مثلنا كباقي الدول الخليجية تعد بالنسبة للعمانيين بصيص امل قد يكون هو السبيل الوحيد للخلاص بالنسبة لهم ، نعم فالعماني يعيش مثله مثل المصري والتونسي والليبي واليمني مع اختلاف الكيف ، فلا احد منا ينكر
أن نسبة العمانيين العاملين في القطاع الخاص - والذي يعمل اغلبهم سواق وغيرها من وظائف دنيا - والذين لا تتجاوز رواتبهم ال 200 ريال تتجاوز ال 75% من نسبة العاملين العمانيين في القطاع الخاص ككل !! هذه النسبة الرسمية التي تم الاعلان عنها قبل ايام قلائل في الصحف المحلية وكانت تصريح لوزارة القوى العاملة !! ولا احد ينكر أن متوسط رواتب اغلب موظفي الحكومة (( العمانيين )) هو 650 ريال !! فهل مايتقاضاه العماني العامل سواء في القطاع العام او القطاع الخاص يتناسب ودخل الدولة ومقدراتها ؟؟ في حين ان مبنى المسافرين فقط بلغت اتفاقية انشائه 706 مليون ريال عماني ؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله .. ماهذا العبط الذي نعيشه .. ماهذا الاستهتار بمقدرات الشعب ؟؟؟
حكومتنا الرشيدة .. اتمنى ان تكوني هنا فعلا متوافقة وكلمة (( الرشيدة )) التي يتغنى بها الاعلام العماني (( المطبل )) منذ الأزل .. فمنذ أول يوم فقهت فيه اللغة العربية في حياتي وانا اسمع هذه العبارة ،، ارجوا كل الرجاء ان تكوني فعلا رشيدة وتفهمي بأن كل المظاهرات التي حدثت وتحدث هي من فئة الشباب مايجب معه ان (( تحاولي )) ان (( تنزلي )) لمستوى الشباب من قمة الهرم الذي انتي فيه وتفهمي متطلباتهم وتفهمي بأن الحياة التي رسمتها للآباء والاجداد ماعادت متناسبة والفترة الزمنية الحالية والحياة التي يطمح لها الشباب ، فجدي وابي رضو بحاتهم لانهم عاشوا فترة اللاشيء التي كانت قبل عام السبعين وفترة الشيء الكثير - من وجهة نظرهم - التي بدأت بعد ذلك العام ، في حين انني وابناء جيلي وحتى بعض الاجيال السابقة عاصرو ويعاصرون هذا الزمن والتي يقارنون فيها انفسهم وحياتهم مع ابناء جلدتهم من الدول الخليجية المجاورة ، وبالتالي وإن كان جيلنا قد سكت عن الكثير وصبر وعمل مقابل الفتات والشيء اليسير فإن ذلك لا يعني أن نعيش حياة وهن وذل وضعف الى الابد ، فصدقيني ياحكومتي (( الرشيدة )) فإن ذلك الصبر مامنبعه الا حب القائد المفدى واحترام الشعب له ، ولولا ذلك لكنتي تفاجأتي منذ زمن بالكثير ، وعليه ياحكومتي (( الرشيدة )) أعتقد أن الوقت قد حان لتراجعي نفسك وأن تعتذري لكل (( عماني )) صغيرا كان ام كبيرا ، وذلك بأن ترفعي من مستواه المعيشي وتعاملينه بعقلية المتعقل الفاهم لما يجري حوله من عبث وفساد ، وأن تضربي بيد من حديد كل فاسد أو مفسد ممن ينتمون إليك ، لا سيما وأن الكثير من الشرر بدأت تلوح في الأفق هنا وهناك ..
أول تلك الشرر كانت المسيرة الخضراء الأولى والتي حاول الكثير ممن لا نعرف من هم واية جهة يتبعون أن يقللوا من شأنها بل وهمشوها وحاولو ردع منظميها ولكنها رأت النور بفضل رب العالمين رغم قلة عددها .
ثاني تلك الشرر كان اعتصام المعلمين .. واسمحي لي ياحكومتي فأنا لست بمعلم لكني اشفق على تلك الفئة من الموظفين والتي تعاملينها باحتقار واذلال وتصغير ، مع احترامي للكلمات ، أيا حكومتي أولا تعلمين بأن تلك الفئة هي اهم فئة مجتمعية والتي تراهن عليها الشعوب بكل ماتملك ؟؟ أولا تعلمين يا (( حكومتي )) أن المعلم هو من يبني الاجيال ويعدهم ويؤسسهم لخدمة الوطن في شتى المجالات ؟؟ اولا تعلمين ياحكومتي بأن تقدم المجتمعات يبنى ويقاس على مستوى التعليم لديها ؟؟
ثالث تلك الشرر .. المسيرة الخضراء الثانية والتي وصفها الاعلام العماني (( المطبل )) بأنها مسيرة ولاء وعرفان مفرغا اياها من المضمون والمحتوى ؟؟ فحمل المتاظهرين لبعض اللافتات تتضمن عبارة (( قابوس .. اذا كانت الحكومة قد خذلتك فالشعب معك )) تحمل معنى ابعد بكثييير عن معنى الولاء والعرفان وإن كان ذلك جزء منها.
رابع وخامس وسادس ..... ووو ... الخ ... مظاهرات واعتصامات بظفار والباطنة الشرقية وباقي المناطق ،، أيا (( رشيدتي )) لا يغرنك قلة العدد المشارك في هذه المظاهرة وتلك .. فتلك الاعداد وان كانت صغيرة بالمكان الواحد الا ان عددها يكون كبيرا حينما تتفق ، فخذي حذرك يا (( حكومتي )) ولتحاولي ان تتعاملي وذلك المخلوق الذي تعتقدينه ضعيفا (( للأمانة العلمية )) باحترام وقدر ، وحاولي ان تسبقي ((( نفسك ))) بأن تتداركي الوضع وتجرين التعديلات المناسبة بما من شأنه أن يطفيء تلك الشرارة قبل وصولها الى الفتيل ، فالعماني والله ليس كمثل غيره بشهادة الجميع من شتى الجنسيات ومن شتى بقاع العالم ، فحاولي أن تستغلي الوجه الطيب المشرق للعماني قبل أن يلتهم الوجه الاخر المتمثل في طلب الحق ذلك الجزء الحسن ...
فإني والله يا حبيبتي (( حكومتي )) أخاف أن نصل بذلك القوم لطريق اللا عودة ومن ثم نندم جميعا نحن وانتي حيث لا ينفع ندم ، اولم تفكري يا (( حبيبتي )) أن مايحصل لربما قد تكون ارادية ربانية لا تستطيعين ايقافها بالقوة وبالقمع الأمني ؟؟
تقبلي تحياتي حبيبتي
العاشق المتيم بك
عاشق بنفسجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق