العنوان ؟؟؟ عند الغافة !!!
الهاتف يرن .. ترررن ترررن ... ترررن ترررن ...
خالد يرفع السماعة قائلاً : ألو ... نعم ؟
المتصل : السلام عليكم .
خالد : عليكم السلام .
المتصل : عزيزي معك سالم مندوب التوصيل التابع لشركة .... للبريد السريع .. لدينا طرد لك .. كيف نصل لمنزلك ؟
خالد : طيب عزيزي أين أنت الآن ؟
المتصل : سأتحرك الآن من مقر الشركة لولايتكم ، فهل من الممكن أن تصف لي عنوان منزلك ؟ اقصد المربع الذي يقع فيه منزلك واسم الشارع والسكة ورقم المنزل ؟
خالد : عزيزي وين عايش انت ؟ نحن بعمان الحبيب ما عندنا بولايتنا لا اسماء شوارع ولا سكيك ولا منازل مرقمة !!
المتصل : طيب كيف أوصل لك عزيزي ؟
خالد : شوف عزيزي ... انت من توصل لدوار ولايتنا تعال يمين .. وأمشي سيده .. بتجيك أول لفه على يمينك أتركها واتبع الطريق ولفة على يسارك اتركها لين ماتوصل عند " غافة " عوووودة أول لفه بعدها على يسارك ادخلها ، تعال سيدة ... لين ماتوصل جنب محلات قديمة مهجورة بعدها بيجيك مطب طوف المطب الأول والثاني والثالث وتعال يمين .. وبعد امشي سيدة بتشوف بيت بني كبير طابقين قبله لفه على اليمين بابه لونه أزرق خليه على يسارك وتعال سيده لين ما توصل لدرام زبالة البيت وراه لونه أزرق فيه درايش زرقاء قدامه كورولا بيضاء واقفة تحت شريشه يابسه هذاك بيتي .
المتصل : الحبيب السموحة .. ما ممكن تجي انت تلاقيني عند الدوار تستلم الطرد لاني لو جلست ادور سنة ماراح أعرف أوصل بيتك وكما تعرف عندي طرود وايد لازم اوصلهم بسرعه !!
خالد : طيب لما توصل قريب اتصل وبلاقيك عند وكالة خلفان للسيارات بالمواقف .
المتصل : تمام عزيزي .
تييييت .. تيييت .. تيييت .. يغلق الخط
القصة الواردة أعلاه أجزم أنها تتكرر آلاف المرات يوميا لآلاف المواطنين العمانيين والمقيمين بكل تأكيد ، نحن الآن بالعام 2012م ومازلنا نفتقر للتنظيم في المباني والمدن والقرى ، عشوائية في تخطيط المجمعات السكنية ، عدم وجود توجه أو نية واضحة أو معلنة إلى إيجاد آلية معينة تعنى بترقيم المنازل وتسمية الشوارع بحيث يسهل الوصول إلى الوجهة المطلوبة في يسر وسهالة !! أتعجب !! أين هي وزارة البلديات الاقليمية عن ذلك ؟ أوليس ذلك من مسؤولياتها ؟ ؟ بل أوليس من شأن ذلك تسهيل وصول الخدمات الحكومية مثلا وسهولة توصيل الخدمات العامة كالكهرباء والمياه وكذلك سهولة جميع المعلومات ؟ إلى متى سنظل نعاني كلما قصدنا ضيف أو اشترينا سلعة في سبيل ايجاد وتحديد معالم نستطيع من خلالها وصف أماكن سكننا !! في احدى المرات وبينما كنت بأحد المطاعم المشهورة قال لي صاحب المطعم نود أن ندشن خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل ولكن لا نستطيع لعدم وجود عنونة حقيقية للمنازل !! عزيزتي وزارة البلديات .. الآن الغاف والسمر والشريش موجود ومجمعات القمامة موجودة ولكن ماذا لو تغير مكان مجمع الزبالة القريب من مكان بيتي كيف سأصف الطريق لزوار منزلي J !!
لا أدري متى سنحس بأن تلك الجهات تقوم فعلا بواجباتها نحو التطور والمدنية ، نعم بعض عواصم المحافظات بها عنونة وترقيم ولكن هل يعني ذلك بأن باقي الولايات ليس بها ناس أم أن الذين يعيشون فيها ليسوا من البشر ؟؟!! يجب على الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة البلديات الاقليمية النظر بجدية في هذا الموضوع فلقد سئمنا هذا الوضع ، لقد أضحكني أحد الأصدقاء من دولة البحرين الشقيقة عندما كنا نتحدث مرة وتفاجأ عندما قلت له بأنه لن يستطيع الوصول لمنزلي لأن منازلنا ليست مرقمة وشوارعنا دون أسماء فقال لي متعجباً " معقول !! المعروف عندنا أن عمان بلد التنظيم وهي من أفضل الدول الخليجية في هذا الجانب " .. نعم معقول ... وسيظل معقولا إلى حين تولي عقليات مسؤولة للجهات المعنية يكون شغلها الشاغل خدمة الوطن والمجتمع أولاً وأخيراً .
سعود الفارسي
8/2/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق