كم من سلطان !! في عُمان !!
سلطان العامري ذلك الشاب العماني الطموح ، باختصار رجل صنع نفسه من العدم ، قرأ وتعلم ودرس وطور من نفسه وأسس تجارة وأبتكر منتجات بعلامة تجارية تحمل مسمى لا ينم إلا عن حب وعشق لهذا الوطن هو " مجان " ، ذلك الشاب المحب للوطن المميز الذي أحب أن يخدم عمان من خلال إقامة أول مصنع للسيارات في المنطقة وليس في عمان فقط !! حلم بدأ في صياغته منذ الصغر دون دعم من أية جهة بالبلد ، دفع كل " بيسة " لتطوير ذلك المشروع من جيبه الخاص !! كان بالإمكان أن يلجأ إلى " الغير " وأقصد هنا الخارج لتمويل مشروعه بل وأكاد أجزم بأن هنالك من عرض عليه ذلك من تلقاء نفسه بل وأبعد من ذلك ، قد يكون هنالك من عرض عليه التسهيلات مقابل عمل المشروع في الخارج !! إلا أنه ومع ذلك أبى إلا وأن يكون المشروع عمانيا خالصا يحمل علم سلطنة عمان ، سنوات مرت وعندما ظن سلطان أن المولود الجديد على وشك أن يصل ليحتضنه تفاجأ أن هنالك من يحاول جاهداً لإجهاض ذلك الحلم !! والسبب !! أن الجهات المختصة في البلد تقول أن قطعة الأرض المزمع إقامة مشروع مصنع السيارات عليها تقع في مسار الأودية وأن بها أشجار " سمر " !! ياسلام !! ماهذه الوطنية المتفجرة التي ظهرت فجأة في تلك الجهات !! ماهو حب البيئة الخيالي الذي طرى أخيراً على بالهم !! بل هل أصبحت تلك الجهات تخاف على المواطن كل ذلك الخوف من أن يأتي الوادي ويدمر حلمه !! أنا لا أعتقد ذلك ، فالواقع يقول أن هنالك قطع من الأراضي تتجاوز مساحتها آلاف أو عشرات الآلاف أو مئات الآلاف بل ملايين المترات بل إقطاعيات كاملة في " عمان " تمنح بلا وجه حق ولمجرد " التحويط " إلى فلان أو علان ، وكذلك فإن قطع الأراضي التي تمنح للمواطن الفقير البسيط أغلبها تقع في مسارات ومجاري الأودية ولم يفكر بل لم يخطر على بال أحد من أحبابنا ما الذي قد يواجهه ذلك الانسان البسيط الذي سيبقى طوال عمره يدفع أقساط ذلك المنزل الذي من المحتمل أن يدخل إليه الوادي ويفسده في أي وقت من الأوقات !! عليه فإني غير مقتنع بالمبرر الخاص بوجود القطعة في مسار الوادي !! أما الرد ذا الطابع البيئي العجيب من نوعه وهو وجود أشجار السمر في الموقع فمردود عليه كيف أن أراضي فيها رمال عمرها ملايين السنين أعطيت لفلان وعلان دون أن تتحرك البيئة لتحمي " البيئة " !! وكيف أن وضيع بن ساعد يحوط آلاف المترات في مواقع مليئة بالسمر والغاف بل وحتى البحر لم يسلم فأوصل حدود أرضه في داخله !! فأين الضمير البيئي للبيئة وقتها !! أم أن نداء الضمير وصحوته كعادته لا يطبق إلا بالنسبة للمواطن البسيط الذي لا يملك ظهراً !! هذه الأعذار مع احترامي للجميع وفي ضوء المعايير المزدوجة التي تتعامل بها تلك الجهات والتي مازالت تحاول أن تتملص من مسؤولياتها تجاه بعض قضايا الفساد التي يتحدث عنها الناس والشارع والبرلمان هذه الأيام فإنها تجعلنا نجمع ونتفق جميعا على أنها ليست سوى أعذار واهية لا تهدف إلا إلى الوقوف في وجه التطوير في البلد وتحطيم أحلام الشباب لأهداف خفية لا أعلم من ورائها وما الغاية التي يسعى إليها ، لكن ما أنا متأكد منه أن من وراء ذلك هو انسان لا يحمل في قلبه مقدار ذرة من الوطنية ، بل يؤكد أن هنالك لوبي مايزال يعمل على الوقوف في وجه كل ما من شأنه تطوير البلد وإصلاحه .
كم من شاب كحال سلطان في عمان محب لوطنه أصطدم بالواقع مادفعه إلى اليأس والبحث عن تحقيق الأحلام في الخارج ، فاستغلت بعض الدول " سلاطيننا " المبدعين ووظفوهم في تحقيق تقدمهم ، وحقاً أبدعوا في عطائهم وساهموا في كتابة قصة نجاح تلك الدول ، في حين أن هنالك مجموعة من " السلاطين " الذين مايزالون ينتظرون الفرصة ليصبحوا في عداد " الطيور المهاجرة " التي لا أرى أملاً في عودتها في القريب العاجل إلى عمان في ظل وجود بضعة ممن يعيثون في الأرض فسادا لا يهمهم سوى ملأ كروشهم ونفخها حتى تكون متناسبة ولبس " الخنجر " .
سعود الفارسي
23/4/2012م
السلام عليكم أخي سعود ، أتفق معك في معظم المقال ولكن أراك توجهت بمقالك من القوة إلى الضعف في نهايته ، أتمنى عليك أن تعيد صياغته وتكمل أسطره لكي نستمتع به أكثر وأكثر ، وبما أن مقالك خارج من قلبك الصافي فلا تشك انه يلامس شغاف قلوب القراء، شكراً أخي .
ردحذف