هل تعلم : أن لجنة حقوق الانسان حكومية !!
بالأمس القريب عند حدوث أحداث صحار وما آلت إليه من تطورات وما حصل خلالها مما قد يمكن وصفه بأنه – انتهاكاً صريحاً – لحقوق الإنسان لم نر ولم نلمس أي تحرك من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الانسان – الحكومية – المعين فيها مجموعة من مسؤولي البلد !! وإذا كنت على خطأ فليصوبني أي منكم ، هل فعلا كان هنالك تحرك لتلك اللجنة أثناء أحداث صحار ؟ هل كان هنالك تحرك تجاه طريقة الاعتقالات التي تمت أثناء تلك المرحلة ؟ هل فعلا كانت هنالك تحركات لمتابعة المساجين في السجون خلال تلك الفترة إلى ما قبل أيام قليلة !! وحتى في زيارة اللجنة الأخيرة لسجن سمائل هل كان تحركها طوعاً بمعنى أنها لم تكن على أساس الأخبار والشائعات والمطالبات بل والأخبار المتناقلة عالمياً عن وجود اضراب في السجون !! يوم الأمس كان أحد الأحبة يناقشني عن حلقة حديث الشباب وبأنها ستكون عن لجنة حقوق الانسان عارضاً علي المشاركة في البرنامج باتصال مثلا !! طبعا كان ردي الرفض الكامل للمداخلة لعدم اقتناعي بتلك اللجنة وبأدائها الضعيف جداً والذي لا يمكن وصفه في أي حال من الأحوال إلا بأنه في قمة التواضع !! بل ولا أخفيكم بأنني لم استمع إلى الحلقة حتى لا أحرق أعصابي " على الفاضي " ولم أعرف عنها شيئاً سوى ما قرأته اليوم في إحدى الصحف المحلية ، حديثي هنا لا يعنى تعاطفي مع أحد بل أنني أتحدث بشكل موضوعي جدا وعلمي وعملي كذلك ، وعمل اللجنة ذلك متوقع في ضوء كون تشكيلها لا يخرج عن كونها تضم مجموعة من المسؤولين الحكوميين في البلد بدرجات متفاوتة ، بل أن بعض الأسماء من أعضائها كانت فاعلة مجتمعياً قبل ان يتم ضمها لعضوية اللجنة وخفتت بعد الضم فلم نعد نسمع لها أي صدى !! وأرجع لنقطة دائماً ما أركز عليها في كتاباتي نقطة عكستها في مقالي " السوبر مسؤول " وهي كيف للعضو أن يركز في عمله كعضو في لجنة من المفترض أن تكون مهمة جداً وحساسة في حين أنه عضو في العديد من اللجان قد تصل لعشرات اللجان الحكومية !! وكذلك كونه مسئولاً حكوميا في حد ذاته يعد عائقاً يحول دون أداءه لما هو مأمول منه كعضو لجنة حقوق إنسان وإذا كان ذلك بالنسبة للمسؤول الحكومي فماذا نقول لو علمنا أن من بين أعضاء اللجنة أناس أصلاً كانوا ينتمون للسلك العسكري أو الأمني في البلد !! ، ولقد اضحكني تعليق ممثل اللجنة كما قرأته في الصحيفة من أن اللجنة تعمل في صمت !! يا حبيبي !! لجنة بتلك الأهمية يجب أن يكون من أولويات عملها إعلام العامة بما هو حاصل ومتعلق بحقوق الانسان وبما تقوم به فعلا كلجنة حيال ذلك !! كذلك قوله بأنها لجنة " أنشأت حديثاً " !! اللجنة انشأت في العام 2008 وإلى اليوم مازالت حديثة ؟؟ إذاً متى ستفعل ؟ في العام 2020 مثلا ؟!! للأسف المتابع لمرحلة إنشاء تلك اللجنة يعرف بأنها ما أنشأت إلا بعد التقرير الذي وضع عن انتهاكات حقوق الانسان أو الاتجار بالبشر بالبلد وبالتالي كان الهدف الرئيسي منها هو الالتزام بالمعايير الدولية في مكافحة الاتجار بالبشر وانتهاكات حقوق الانسان ، كان حرياً بالحكومة فعلاً أن تسعى إلى تفعيل لجنة حقيقية تعنى بحقوق الإنسان تشكل من أناس من القطاع الأهلي يكون شغلهم الشاغل هو متابعة حقوق الانسان فقط يفرغون لهذه المهمة بل ويتم منحهم الصلاحيات اللازمة لأداء مهمتهم تلك على أكمل وجه بحرية وبعيداً عن المنغصات والعراقيل بل وبما يمكنهم من التدخل المباشر لرفع الأذى عن البشر والانتهاكات التي تتم .
سعود الفارسي
17/1/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق