لا حول ولا قوة الا بالله ... ياعُمان
في الوقت الذي لم نصدق فيه أن الأمور قد بدأت تهدأ.. وبدأت لغة العقل تدب بين الكتاب والمغردين ، وفي الوقت الذي عاهدت نفسي على عدم الاستمرار في الكتابة عن هموم الوطن لأن معايير الوطنية اصبحت غير واضحه وبالتالي فالكتابة في هذا المجال بحد ذاته مخاطرة ، وقلنا لندع الأمور للقضاء النزيه يقول كلمته ذلك القضاء الذي لا يختلف اثنان على أنه في قمة النزاهة ، وبعد أن قال القضاء كلمته – المبدئية – نتفاجأ أن هنالك من يبدوا أنه لا يريد ولا يرغب في أن تهدأ الامور بل ويسعى الى تصعيد الأمور لحكمة لم استطع حتى لحظة كتابة هذا المقال فهمها وأهدافها ، والدليل أن يوم الأثنين صدر حكم المحكمة " الابتدائية" على مجموعة من المتهمين في قضايا الإعابة ومخالفة قانون تقنية المعلومات لنفاجأ بعدها بسويعات ان لم تكن بعدها بدقائق بقيام وكالة الانباء العمانية بنشر صور اولائك المتهمين في صور وأوضاع أقل مايكمن وصفها بأنها غير لائقة ولا تتناسب والبيئة العمانية أو على الأقل لم نتعود على رؤيتها منذ أن حفظنا العقل والمنطق بل انها غير انسانية البته !! في حين أن هنالك قضايا لا تقل جرماً عن الجريمة المنسوبة إلى المتهمين المذكورين لم يتم التشهير بمرتكبيها بتلك الطريقة فمثلا في قضايا المخدرات والتي يكون فيها المتهمون غير عمانيين في كثير من الأحيان تجدهم ينشرون الصور ووجوه اصحابها غير واضحه بل وفي كثير من الأحيان لا تذكر اسمائهم اكتفاء بذكر الحرف الاول فقط ، بل وأبعد من ذلك .. في قضية التجسس المشهورة والمعلن عنها في العام الماضي او الذي قبله - لا أذكر تحديدا - لم يتم نشر صور المتهمين بل حتى أسمائهم لم تعلن !! هل هذا يعني أن الجريمة المنسوبة إلى المتهمين في القضية الأخيرة هي أكثر تأثيرا على أمن الوطن من تلك التي تستهدف أمن الوطن المباشر ونظام الحكم !! ناهيك عن كون أن الحكم مازال ابتدائيا وهنالك ماتزال درجتين للتقاضي هي مرحلتا الإستئناف والتمييز مايعني أن الحكم لم يصبح نهائيا بعد بل أنه مايزال عرضة للنقض وبالتالي مايزال الحكم لم يحز قوة الأمر المقضي ولم يصبح بعد عنواناً للحقيقة !! والقواعد القانونية تنص على أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته ، والإدانه لا تثبت الا بصيرورة الحكم نهائي وهو مالم يتحقق بعد في القضية المعروضة !! فكيف يتم التشهير بتلك المجموعه بتلك الطريقة ؟ ولما تم استباق درجتي التقاضي ؟؟ إلى الآن أحاول معرفة الحكمة من ذلك التشهير وبتلك الطريقة ؟؟ حاولت ان اقنع نفسي بأن الهدف من ورائها أن يكونوا عبرة ولكني لم اقتنع ؟؟ قلت ربما للردع العام !! لكن عقلي حدثني أن ذلك سيكون أولى في جرائم أمن الدولة كجريمة التجسس والخيانة !! لم اجد حكمة استطيع استقرائها من بين كل حجج العالم !!
مايجب معرفته أني لم أكتب مقالي هذا تعاطفا مع أحد .. فالمتهمين لا اعرفهم شخصياً ولم ألتقيهم يوماً في حياتي بل أنهم ليسوا حتى من أصدقائي عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك !! مادفعني للكتابة هو الجانب الانساني والقول المعروف " الساكت عن الحق شيطان أخرس " وأعذروني حاولت أن أكون أخرساً ولكن الألم يلتهمني ، مادفعني للكتابة تلك الصور الغريبة التي كنت أراها في الأفلام السينمائية الأمريكية فقط ولم أتعود على رؤيتها بوطني !! مادفعني للكتابة مالاحظته من ردة فعل من كثير من الناس حتى اولائك الذين اشتهروا بكتاباتهم العقلانية من دكاترة وقضاة سابقين تستهجن تلك الممارسة التي أكاد أجزم أن مولانا صاحب الجلالة حفظه الله لو علم عنها فإنه لن يرضى .. فهو كما شهدنا وعلمنا واسع القلب متسامح يحب الستر فأين أنت يامولانا أين أنت!!
أعلم سيأتي البعض ويقول لقد نصحنا المتهمين أكثر من مره ولم يرتدعوا !! لنفترض فرضا انهم لا يعرفون مصلحتهم وارتكبوا الجرم .. اولا ينظم القانون التقاضي واسند للقاضي مهمة أصدار الاحكام والعقوبات المناسبة لكل جريمة !! فلما التشهير !! ومن وراءه !! هذا السؤال كذلك يجب الوقوف معه .. دعونا نحاول أن نحلل ادوار الجهات ذات العلاقة بالقضيه .. الجهات الأمنية من المفترض أن ينتهي دورها بمجرد تسليم الملف للإدعاء العام .. الإدعاء العام ينتهي دوره بتسليم الملف للقاضي ويقتصر دورهم على متابعة القضية اثناء الجلسات كممثل " للمجتمع " ، والقضاء قال كلمته بالادانة إلا أني لم أجد بمنطوق الحكم توجيها بنشر الصور بل ان ماعلمته أن الجلسات كانت سريه !! سبحان الله كيف ينقلب الوضع من جلسة سرية إلى تشهير بكل وسائل الاعلام !! إذاً أرجوا من الجهة التي صدر منها قرار النشر أن تطالعنا من هي وماهي الحكمة المستوحاة من النشر !! اعتبرونا اطفالا صغارا نتعلم وانتم الفطاحلة العلماء .. أفيدونا أفادكم الله .. فنحن بشر ومن المفترض أن الإنسان يتعلم إلى آخر يوم في حياته !!
سؤال مهم جدا جدا لم اتطرق اليه بعد .. ماذا لو حكم قاضي الاستئناف بنقض حكم المحكمة الابتدائية !! هل سيتم رد اعتبار تلك المجموعة ؟؟ وكيف ؟؟ ومالذي سيحصل بعدها ؟؟ والسؤال الذي يسبق السؤال السابق منطقياً .. لماذا جاء منطوق الحكم بإمكانية الافراج بكفاله !! لو كان القاضي يرى أن تلك المجموعة من الخطورة بما كان ولو كان مقتنعا تمام بأن حكمه هو آخر مراحل المحاكمة لما سمح بالافراج .. ولكن القاضي يعلم أن هنالك درجات أخرى للتقاضي من الممكن أن تنقض حكمه !! فهل سيكون من أمر بالتشهير أكثرحكمة من القاضي !! ياللعجب !! بل أني أرى أن من حق المشهر بهم التوجه الى القضاء لرفع دعوى تشهير لأن التشهير تم قبل صيرورة الحكم نهائي ومن ثم وحتى ولو ثبت حكم الاستئناف وأيد حكم الابتدائية فإن ذلك لا يمنع من رفع الدعوى على من أمر بالنشر بل وعلى الجهات الناشرة كون أن التشهير كما سبق وقلت حصل قبل صيرورة الحكم نهائي .. بل وأبعد من ذلك .. وحتى بعد صيرورة الحكم نهائيا .. لا أرى شخصيا جواز التشهير خصوصا وأن القاضي هو من يملك حق تقرير العقوبة والتشهير قد يشكل عقوبة بحد ذاته وبالتالي هل يجوز لأي كان أن يفرض عقوبة غير القاضي ؟؟
ياجماعة الخير رفقا بعمان رفقا بعمان رفقا بعمان ، أنا كما عاهدت نفسي لم أخرج عن الوسطية ، ولكوني كذلك كنت ومازلت ضد التحريض والفتن ولذلك فمن حقي أن أتسائل : أليس مثل تلك الممارسات من شأنه أن يزرع الفتن !! سؤال أرجوا أن أجد له عن إجابة أيضاً .
سعود الفارسي
10/7/2012
جميل ان نتسائل ونحاول تحليل ما يحصل، الحقيقة هو ليس جميل فحسب هو ضروري جدا..
ردحذففقط الجماد لا يتأثر بالمحيط، لا والله حتى ان الجماد يتأثر، فكيف يُطلب منا نحن البشر ان نتجرد من الانسانية. ببساطة لا نستطيع!
لا نستطيع الا ان نفكر ونشعر ونتحدث كما خلقنا الله في احسن تقويم، لن نتخلى عن حواسنا التي وهبنا الله اياها.
وفاء جبر البوسعيدي
لم أجده سوا رغبة في التشهير بعيدا عن اي هدف اخر قد توهمنا تلك الجهة انه الهدف من وراء النشر... لكن وبالتأكيد ان الجريدة قد اخذت تصريح مسبق او انها بالاحرى سبق صحفي غير محسوب اتمنى ان يندم عليه رئيس التحرير .. الاجمل ان طلقت اشتراكك بهذه الجريدة التي اعتبرها دائما ركيكة..
ردحذفأتمنى كذلك مقاضاة الجريدة، وكالة الانباء العمانية ومن اعطى الأمر بنشر تفاصيل الاحكام وصور الشباب
لا زلت لا اعلم نهاية الطريق المظلم الذي تمشي عليه البلد
زياد