شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الأحد، 26 أغسطس 2012

وماذا ... بعد ؟؟!!

وماذا ... بعد ؟؟!!
 مقال كنت قد نشرته في صحيفة البلد الالكترونية في وقت سابق ، أرجوا ان ينال على استحسانكم ،،،


مشكلات تتابع وازمات تتوالى .. والامور بين مد وجزر .. والسؤال المنطقي الذي يجب الوقوف معه في كل تلك الأحوال بتمعن وتدبر حتى تكون لدينا استراتيجية واضحه نسير عليها لتحقيق ما نصبوا اليه يكمن في كلمتين فقط لا ثالث لهما هما " وماذا بعد؟؟"

مشكلتنا جميعا حكومة وشعب عندما نتحدث عن مشكلات نركز على طرح المشكلات كما هي دون محاولة تحليلها والوصول إلى " نواتها " ومن ثم ايجاد ووضع وخلق الحلول الناجعة التي من شأنها اجتثاث تلك المشكلات واقتلاعها من جذورها ، فمن جهة تجد أن الرأي العام تجد يطرح المشكلات في شكل نقد لاذع وبصيغة ملؤها الحسرة والبئس واليأس من الحياة مع توجيه اصابع الاتهام الى فلان وفلان وفلان دون التفكر في اصل المشكلة من أين أتت وماهي الحلول المثلى للتخلص منها ومادوره هو في القضاء عليها وهل كان هو أحد أسباب وجود مثل تلك الاشكالات او احد اسباب تفاقمها ؟؟ وبالمقابل تجد الجهات الحكومية والتي في كثير من الأحيان تفتقر إلى وجود استراتيجيات واضحة وخطة عمل منطقية عملية علمية بل وتعاني من جمود في فكر كثيرين من صناع القرار بها الذين يرفضون التجديد رغم كل المتغيرات ومايستتبعه ذلك من لزوم التطوير .. تجد الحكومة عاجزة عن ايجاد الحلول الحقيقية لتلك المشكلات مما يدفعها للعمل على ايجاد حلول وقتية لا تمثل في حقيقتها سوى ابر مخدرة لوقت من الزمان لعلها تجد مصباحا سحريا في لحظة ما يخرج منها الجني الذي سيأتيها بأفضل الحلول للمشكلات وماهي إلا أيام وتصدم الحكومة أن تلك الحلول الارتجالية التي تكون قد كلفت خزانة الدولة ملايين الريالات تجدها انتجت مشكلات أكثر وأكبر من تلك التي وضعت لعلاجها!! وتضطر بعدها لعلاج تلك المشكلات الناتجه بحلول وقتية أخرى .. وهكذا دواليك .. المشكلات تتفاقم وتتكاثر والحكومة لم تخرج بعد من المأزق الأول لتجد نفسها واقعة في مأزق آخر ، ونتيجة لذلك يزداد السخط الشعبي وتتكبد الخزانة العامة ملايين الريالات من الخسائر والمواطن يسمع عن تلك الريالات التي تصرف يمنة ويسرة في الوقت الذي يكون هو محتاج فيه الى الريال !! من كل ذلك تتولد أزمة ثقة حقيقية بين الحكومة والمواطن تتمثل في أن المواطن يرى أن الحكومة تقتر عليه تقتيرا في حين أن خزائنها مفتوحة على مصراعيها في الإنفاق على المشروعات الحكومية !! وما أن يزداد السخط الشعبي وتتعالى الهتافات وتجد الحكومات نفسها في مأزق حقيقي لا تجد أمامها سوى اللجوء إلى الحلول الأمنية لاحتواء المواقف وفرض السيطرة ، إلا أن تلك الحلول غالباً ماتكون نتائجها عكسية وتقابل بسخط أكبر وتتعالى وتيرة التعامل بين الأطراف لنصل إلى نوع من المواجهة .. والضحية الأكيدة في كل تلك المواقف هي " الوطن " !!

شخصيا أعول كثيرا على المجلس الأعلى للتخطيط لانتشال الوطن من الحالة التي يمر بها ، لذلك كنت قد اشرت في إحدى مقالاتي السابقة والذي كان عنوانه " هل سيولد المجلس الأعلى للتخطيط ... مشوهاً ؟؟ " كنت قد أشرت إلى ضرورة أن تكون عضوية ذلك المجلس من غير رجالات الحكومة وكذلك من غير رجالات الأجهزة الأمنية .. بل يجب أن تكون العضوية لعقول مبتكره لديها بعد نظر ذات خبرة في التخطيط والادارة تتمتع باستقلال حقيقي عن جهات التنفيذ .. وذلك لايماني التام من أن التخطيط ووجود استراتيجية واضحة موضوعة من قبل جهة محايدة لا تتبع الحكومة بشكلها التنفيذي ولا تتبعها كذلك في شكلها الأمني من شأنه ضمان حيادية تلك الاستراتيجيات وموضوعيتها .. ولايماني كذلك أن الحكومة الحالية من واقع مشاهد ليس لديها من جديد تقدمه كما أن الكثير من الحلول التي تقدمها كما سبق وقلت ماهي الا وقتيه سرعان مانفاجأ بأنها تولد مشكلات أكبر وأكثر ، فمثلا .. مشكلة البطالة " البحث عن عمل" هل يكون حلها بمثل تلك الطريقة من التوظيف العشوائي !! نعم أمر مولانا حفظه الله بتوفير عشرات الآلاف من الوظائف لكن ليس معنى ذلك ان يكون التوظيف عشوائيا !! من المشكلات التي نتجت عن ذلك الاستعجال والعشوائية أن كثير من الموظفين تم توظيفهم على غير تخصصاتهم مما دفع بكثير منهم الى اللجوء لمحكمة القضاء الاداري مايعني أنهم يختصمون جهات عملهم في تلك المحكمة مايعني أن تلك الجهات الان تبذل الكثير من الجهد والمال للدفاع عن نفسها وغيره !! وهذا بدوره يؤدي لمشكلة أخرى وهو تشتت تركيز الجهات فبدلا من أن تركز على أداء وظيفتها واختصاصها كل التركيز تجد أن جزءاً كبيرا من ذلك التركيز يتوجه الى كيفية حل المشكلات الأخرى الجديدة !! وحتى وان سلمنا ان التوظيف بتلك الطريقة كان حلاً .. السؤال الذي يليه هل فعلا الحكومة محتاجة لكل تلك الالاف من الموظفين ؟؟ الاجابة وبشكل قاطع ستكون لا !! هذا يعني ان هنالك أعداد من البطالة المقنعة في بعض الجهات في حين أن بعض الجهات الاخرى تعاني من نقص وعجز في عدد الموظفين !! اذاً ما الحل ياترى ؟؟!! دعونا نحلل المشكلة منطقيا .. أولا يجب ان نعترف أن ظاهرة البطالة هي ظاهرة عالمية ترتبط بظروف عالمية كثيرة ، ولكن مايهمنا أن نركز عليه هنا هو كيفية تعامل كثير من الدول مع تلك الظاهرة وكيف تعاملنا نحن ؟! كثير من الدول تعمد إلى مد شبابها بسلاح العلم والشهادة ، بالمقابل نحن ولفترة طويلة من الزمن كنا نرمي بمن لم يحصل على معدل مرتفع جدا في الثانوية العامة في الشارع ، فلا نحن اعطيناه وظيفة يعتاش منها ولا نحن مددناه بسلاح العلم والشهادة ليبحث لنفسه عن وظيفة بل حتى قد يستطيع استخدام الشهادة للعمل في الخارج كما هو الحال بكثير من الموظفين بالشركات الوطنية من الأجانب ، وسنة بعد سنة كانت تتكدس آلاف الاعداد من مخرجات الثانوية دون محاولة ايجاد حل حقيقي لهم !! طيب .. الآن .. ما الحل ؟ الحل بسيط جدا لا يحتاج الى اختراع .. يكمن في توسيع قاعدة الجامعات الحكومية فلا جامعه ولا اثنتان ولا حتى ثلاث جامعات تكفي لمجتمع كالمجتمع العماني الذي يتميز بأنه مجتمع فتي أغلب سكانه من الشباب !!  ما أود قوله أن التعامل مع المشكلات يجب أن يبدأ بتحليل حقيقي للمشكلة من كافة جوانبها ومن ثم معرفة الأوضاع المرتبطة وأخيرا النظر في ايجاد حلول حقيقية من شأنها تقليل آثار نتائج تلك الظواهر والمشكلات شيئا فشيئا إلى حين التخلص منها .

ختاما .. يجب علينا جميعا حكومة وشعبا ان نقتنع ونتذكر بأننا نكمل بعضنا وأننا نمثل مجتمع واحد متكامل يجب أن نحرص على بث التوازن فيه ويجب أن نكون جميعا شركاء في بناء ملامحه فنحن كلنا نركب على ظهر نفس المركب فإذا وصل إلى بر الأمن نجونا جميعا ، وإذا اختلفنا وتصادمنا خرق ذك المركب وغرقنا جميعا ، وبالتالي دعونا جميع  نطرح على انفسنا ذلك السؤال " وماذا بعد ؟!" حتى نخرج بالوطن من الازمات والمواجهات ونحافظ عليه بأمنه وامانه وإنسانه ومسؤوله باحسن وضع وأكمل صورة .

 سعود الفارسي
29/7/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق