تاريخ عُمان ... يُسرق !!
هاهو موضوع سرقة التاريخ العماني ونسبته إلى الغير يمر مرور الكرام وينسى كما نسيت كثير من الاساءات والأخطاء والإخفاقات في حق عُمان !! تعمدت ألا أتعجل في كتابة مقالي هذا حتى أرى ما إذا كان هنالك رد فعل سيصدر سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي تجاه ظاهرة سرقة التاريخ العماني !! لكن هاهو الموضوع يمر مرور الكرام كما مر غيره الكثير دون أن يكون هنالك رد فعل ولو على استحياء !! سوى بعض الاجتهادات الفردية من قبل بعض الشباب العمانيين هنا وهنالك !!
قبل أيام ليست بالبعيدة .. تفاجئنا أن الحلوى ليست عمانية ! وأن أحمد بن ماجد لم يكن في يوم عمانياً !! وبالأمس القريب اتضح بأن العمانيون ليسوا هم من قاموا بطرد البرتغاليين من منطقة الخليج !! اسمحوا لي فأنا إنسان بالنهاية درست وتعلمت في المدارس العمانية وقد علمونا آنذاك – في المناهج القديمة - أن أجدادنا هم من طرد البرتغاليين !! وحقيقة الآن أنا في حيرة من أمري !! ومن حقي أن أعلم ماهي الحقيقة !! هل ماتعلمناه في المدارس هو الحقيقة ؟؟!! أم مايقوله البعض من الخارج بأنهم هم من طرد البرتغاليين ؟؟ لو كان ماتعلمناه في المدارس صحيحاً فلما هذا السكوت القاتل ولما لا يخرج من يبين لنا حقيقة الأمور ؟؟!! لأن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان يعتبر " قبولاً " !! فهل هذا السكوت هو تسليم لما يقوله البعض ؟؟ هنالك حقيقة غائبة الى الآن ربما تتسبب في ربكة فكرية خصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة " ضعيفة " الثقافة من شأنها زعزعة الحقائق والثوابت وضياع الهوية مستقبلا ان لم تجد مايعززها !!
من جانب آخر من يتحمل تجرأ الغير علينا وعلى تاريخنا لينسبه إليه نهاراً جهاراً دون أن يرف له طرف عين !! أعتقد من وجهة نظري أن وزارة التراث والثقافة ووزارة الاعلام والهيئة العامة للتلفزيون تتحمل نصيب الأسد من تلك المسؤولية .. كما أن غياب لعب الأدوار الحقيقية وتحمل المسؤولية الكاملة وتحمل التبعات كل ذلك كان من شأنه وصول الأمر إلى هذا المنحنى الخطير !! فوزارة التراث والثقافة لا نرى لها دور على أرض الواقع سوى طباعة تلك الكتب التي تحمل شعارها !! كما أن ياوزارة الإعلام وياهيئة الاذاعة والتلفزيون التاريخ العماني لا يمكن إختزاله في صناعة جحلة وقفير أو رقصة دان دان !! فالتاريخ العماني مليء بالأحداث التاريخية التي كان من شأنها تغيير خارطة التاريخ وتغيير خارطة المنطقة والتي للأسف الشديد نجدها مغيبةً عن شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام الأخرى !! كما أنه لا يجوز اختزال عمان ب42 سنة فقط لنركز كل برامجنا الاعلامية عليها ناسين أو متناسين حقب ذهبية أخرى كانت السلطنة ترتدي فيها حلة العروس !! لا أشكك في أهمية ومكانة فترة النهضة المباركة لكن بالمقابل يجب أن نوازن بينها وبين تاريخ عمان التليد وأن نعطي كل حقبة حقها فعمان ليس بلد حديث العهد والنشأة .. بل هو وطن عمره ألاف السنين !! وعليه عندما نقوم بإعداد عمل عن التاريخ العماني فإنه يجب أن يعطى حقه من جميع الجوانب سواءاً من جانب الامكانات المادية أو طريقة الإخراج أو حتى التمثيل ومستواه .. فعمل كمسلسل " عمان في التاريخ " كان متواضعاً جدا وله ماله وعليه ماعليه !!
من جانب آخر .. فإن غياب المؤرخين والكتاب العمانيين المعنيين بكتابة وإعادة كتابة التاريخ العماني بوسائل حديثة كان له دور كبير في تغييب حقائق ذلك التاريخ! قد يقول قائل بأن التاريخ العماني لا يحتاج لإعادة كتابة .. وأقول بل من الضرورة القصوى الآن وبعد هذا التعدي الصارخ على تاريخنا أن تتم إعادة كتابة وتوثيق التاريخ العماني وتسجيل كل صغيرة وكبيرة منه في المنظمات العالمية ، وكتابته بأسلوب يتناسب والعصر الذي نعيشه الذي إختلف بوسائله وأساليبه عما كان عليه قبل سنين قلائل .. فنحن بحاجة لأن يعرف كل شاب يعيش على أرض الطيبة عمان تاريخه الحقيقي حتى لا نصل ليوم يأتي فيه أحد الأغراب ليقول أن عُمان أصلا كانت تابعة لهم ثم استقلت فيقف شبابنا حائراً هل أن هذه حقيقة ام لا !! أو نتفاجأ بأن يتوجه أحدهم " لليونسكو " ليدعي بأن أجداده هم من قاموا ببناء الجلالي والميراني ويطالب بتسجيلهما ضمن تاريخ بلاده !! أو أن سوق مطرح كان مشروعاً حضارياً ببلاده وقام العمانيون بسرقته آنذاك !!
سعود الفارسي
7/11/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق