شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حكيم الملوك !!


حكيم الملوك !!

 
 
 

 بينما كنت أشاهد البث الحي لإحدى القنوات الفضائية يوم أمس الاثنين 12/11/2012م عبر شاشة الهاتف النقال إذا برجل في غاية الوسامة والوقار يظهر على الشاشه يقص شريط إحدى التحف المعمارية الحديثة .. توجه ذلك الرجل بعدها ليدخل قاعة ضخمة جداً يجلس بها الكثير من الناس .. كعادته ألقى السلام على الحضور وجلس !! تخيل معي عزيزي القاريء روعة ذلك المشهد !! يالها من صورة في غاية الحسن والجمال والوطنية أن تجد ولي الأمر مجتمعاً بكل من له علاقة بإدارة رحى الدولة أو المساهمة في صنع القرار بها من وزراء وأعضاء برلمان ومواطنون يجلسون جميعهم بقاعة واحدة !! مشهد يفتقده  الكثير من المواطنين في الدول الأخرى .

 

كم كنا نترقب بشغف لسماع ذلك الخطاب الذي سيلقيه ذلك الرجل الحكيم الحليم ، وكم جاء ذلك الخطاب ملامس للقلوب والعقول والواقع بشكل كبير جداً .. شخصياً تاثرت كثيراً لكل كلمة وردت في ذلك الخطاب ، ومنذ الأمس ووسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية ، المحلية والدولية ،  تتناول بالتحليل لماورد فيه من كلمات وعبارات ومعاني ومغازي .. إلا أن الكثير منهم أغفلوا شيئاً مهماً جداً وهو هيئة ذلك الانسان ونظراته  ومصدر الكلمات التي ألقاها والتي وإن كانت مكتوبة على الورق فإنها كانت تخرج من القلب والوجدان مليئة بالكثير من الشجون والعواطف والرغبة والجدية والإصرار !! ولا أنسى هنا اسلوب طرح الخطاب الراقي عالي المستوى واللغة العربية المتقنة ومخارج الحروف وفن تغليفها بالمضامين !! خطابٌ لا تتجاوز مدته نصف الساعة يختزل آلاف الكلمات وعشرات الساعات !! فنٌ يفتقر إليه الكثير من الناس بل وحتى الكثير من الملوك !!

 

نعم أحبتي .. لا ادري هل لاحظتم ذلك الرجل السبعيني الذي قضى حياته في خدمة هذا الوطن ووقار اللون الأبيض قد ملأ لحيته وتلك النظرة الجادة المرهقة في ذات الوقت !! رجل بالأمس القريب كان في عنفوان الشباب يتابع كل مشروع وكل خطوة وكل تطور يحصل على أرض الوطن بشكل شخصي لتمر اثنان وأربعون سنةً كوميض الضوء يطل بعدها علينا ذلك السلطان الإنسان وهو في قمة وقاره وقد تجاوز السبعين من العمر والعجيب أن عزيمته على المضي قدماً فيما قد كان قد بدأه أكثر من ذي قبل !! وجدت الجدية المطلقة في كلماته وكذلك ومتناهي الانصاف في عباراته !! فقوله مثلا " أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الأوفياء " هو كلامي واقعي جداً .. فكلمة " جيد " فيها انصاف وصك براءة من جلالته لمثقفي عمان الحبيبة التي ما فتئت اصابع الاتهام توجه إليهم بل ووصفهم البعض " بالمتثيقفين " !! كما أن في ذلك الوصف إيحاء وتوجيه للمثقفين بأن استمروا في القراءة والاطلاع وصقل النفس فلا يغرنكم ماوصلتم إليه واستزيدوا من العلم وهو مصداق لقوله تعالى " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً  " .


 

ومما شدني كثيراً في الخطاب السامي ماقاله جلالته من أن " عمان تسير ولله الحمد بخطى متزنة في الاتجاه الذي نعتبره هو الصحيح وندعو الله العلي القدير أن يوفقنا إلى مزيد من النجاح من أجل عمان وأبنائها البررة المخلصين " .. فعبارة " في الاتجاه الذي نعتبره هو الصحيح " ذات دلالة واضحة على أن جلالته يعلم بأن هنالك من قد لا يتفق مع مايقول  .. إلا أنه مع ذلك يتقبل الرأي الآخر .. فجلالته يرى أن عمان تسير وفق خطوات يعتبرها جلالته صحيحة في حين أن البعض الآخر قد لا يعتبرها كذلك ومع ذلك فلم يرغب جلالته في مصادرة فكر الآخرين وإلا لكان قد قال " إن عمان تسير ولله الحمد بخطى متزنة في الاتجاه الصحيح .. " قافلاً بذلك أي باب للاختلاف !! فأي حكمة وأي حنكة تحملها أيها الأب ذو القلب الكبير !!

من جانب آخر فاستخدام جلالته لمصطلح " انطباع " في الفقرة التي كان نصها " ومن غير المقبول أن يكون هناك انطباع لدى بعض المواطنين بأن القطاع الخاص يعتمد على .... " والفقرة " فإن القطاع الخاص مطالب بالعمل على إزالة هذا الانطباع من الأذهان .. " فيها بلاغة عميقة جداً .. فجلالته هنا باستخدامه لمصطلح " انطباع " وكأنه يقول للقطاع الخاص بأنك تلك الفكرة أخذت عنك لانك انت من أوحيت للمواطنين من خلال تعاملاتك وتصرفاتك بأن هدفك الربح فقط لا غير وانك تعتمد فقط على الحكومة وبالتالي فعليك أن تعمل كل مامن شأنه تغيير ذلك الانطباع ، كما ان استخدام جلالته لذلك المصطح يحمل معناً آخر عميق وهو أن إزالة تلك الفكرة ليست بالشيء السهل واليسير فهي قد طبعت بعقول الناس ومن ثم يجب العمل بجد وإخلاص لتغييرها .

 أما حديث جلالته عن التعليم والتدريب وقوله أن " من أولويات المرحلة التي نمر بها والمرحلة القادمة التي نستشرفها مراجعة سياسيات التعليم وخططه وبرامجه وتطويرها بما يواكب المتغيرات ... ونحن على ثقة بأن الجهود المشتركة سوف تؤدي إلى النتيجة المرجوة بمشيئة الله  "  به دلالة واضحة أن جلالته فعلا متابع وعلى علم بما كان حاصل بعمان خلال الحقبة المنصرمة وأن السياسات التعليمية ومناهج التعليم بحاجة إلى مراجعة جدية وإلى بذل جهد كبير لإعادة مكانة التعليم وجودته الأمر الذي من شأنه خلق أجيال جيدة التعليم مثقفة ذات فكر ورؤية وطموح تستطيع تحمل مسؤوليات الوطن والقيام بواجباته .

 

وأخيراً فإن خطاب جلالته كان فيه بشكل عام توجيه وطلب وشكر لكل فئات المجتمع العماني من مسؤولين وأعضاء برلمان وقطاع خاص وموظفين وشعب بأن يعمل الكل ما من شأنه النهوض بعمان .. عليه يجب علينا جميعاً أن نبذل مابوسعنا لرفعة عمان .. وألا يخذل أياً منا تلك الثقة التي اولانا اياها ولي الأمر والوطن وإلا كنا ناكرين لنعم رب العالمين .      

 

سعود الفارسي

13/11/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق