لا يصلح " السباك " ما أفسده " الدهر "
!!
كما وأنه لكل
شيء على أديم هذه الأرض نهاية ، فإنه ومن باب أولى أن لكل شيء صنعه الإنسان عمر
أفتراضي ونهاية ، وأنابيب المياه العتيقه وتوصيلاتها القديمة مثلها كمثل باقي
ماصنع الإنسان من أشياء تحتاج إلى صيانه لفترة معينة ومن ثم استبدالها قبل انتهاء
عمرها الافتراضي بوقت مقبول تفادياً لانفجارها او تسريبها المياه ، إلا أن الواقع
يبدوا أنه يثبت لنا تقصير الجهات المختصة في واجبات الصيانة والاستبدال والذي
يعتبر احد الاختصاصات الأصيلة لها وواحد من أهم مسؤولياتها !! والدليل أن انفجار
انابيب المياه أصبح شيئاً معتاداً في الايام الأخيرة .. مرة ينفجر انبوب ماء رئيسي
في منطقة الوزارات مما يسبب اضراراً لمركبات الموظفين وكذلك لأجزاء من طريق
الخدمات ناهيك عن الأضرار الأخرى المباشرة كانقطاع توفير المياه عن المساكن
المتضررة !! ومرة ينفجر انبوب ماء في الطريق الرئيسي ، ومرة ينفجر انبوب ماء عند
أحد الجسور وتتوقف حركة السير لفترة طويلة وتنقطع المياه عن مجموعة كبيرة جدا من
المنازل لأيام وليس لساعات فقط مما دفع الكثير جدا من الاسر الى البحث عن سيارات
نقل المياة " التناكر " لملأ خزاناتهم وطبعا يصبح الماء سلعة غالية جداً
وفقا لنظرية " العرض والطلب " ، ونتيجة لتلك النظرية ترتفع قيمة الماء
ارتفاعا مجنونا وبالمقابل فإن الناس مضطرون إلى شرائه نظراً لندرة سيارات نقل
المياه !! بل ويقضون فترة طويلة من الانتظار الى حين وصول دورهم في التعبئة ؟؟!!
وهاهو بالأمس ينفجر انبوب رئيسي كذلك في واحدة من أهم مناطق العاصمة " مسقط
" .. نحن نتحدث عن القرم !! مما سبب مشكلة مرورية اضافة الى انقطاع المياه
بكل تأكيد وغيرها من الآثار الاقتصادية والاجتماعية !!
الغريب .. ان
المسؤول عن قطاع الكهرباء والمياه كان قبل ايام قليلة يقعد امام أعضاء مجلس الشورى
لمناقشته عن مسألة أسباب انفجار انابيب المياه وهاهو انبوب جديد ينفجر بعد ايام
قليلة من ذلك خاتماً سنة جديدة ومودعاً إياها بأسلوبه الخاص ؟؟!! أولا يدفعنا ذلك
إلى التمعن في ضرورة القيام ببحث أسباب حصول تلك الانفجارات ومن ثم ايجاد الحلول
اللازمة لتفاديها واعادة تقييم الانابيب التي مضى على دخولها الخدمة فترة معينة من
السنوات ، وكذلك ضرورة محاسبة من تثبت مسؤوليته عن تلك الانفجارات سواء كانت
مسؤوليته تقوم على اهمال مقصود ومتعمد او غير متعمد ، والسؤال الذي يطرح هنا من
الذي يتحمل تبعات انفجار تلك الانابيب !! من الذي يدفع قيمة المياة المهدورة ؟!
وقيمة اصلاح الطرقات المتضررة ؟! وتعويض الناس عن املاكهم المتضررة من سيارات
ومنازل ؟! ومن يعوض الناس عن عشرات الريالات التي يدفعونها مقابل " تريب
" واحد من الماء ؟؟!! واهم من هذا كله ، ماذنب " موازنة الدولة "
في تحمل الكثير من النفقات لجبر اضرار قد يكون المتسبب بها جهة معينة نتيجة تقصير
أو إهمال ؟؟!!
سعود الفارسي
1/1/2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق