شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 14 أبريل 2012

عن مرفوض وجمعه ومدني ومكتب الرعب!!

عن مرفوض وجمعه ومدني ومكتب الرعب



 كان ياماكان في قديم الزمان كان هنالك بلد يوصف بأنه بلد الأمن والأمان ، كان يحكمه حكيمٌ الانسان ، وكان ككل بلد لا بد من أن يدار من قبل مجموعة من المسؤولين ، بحيث يعين لكل قطاع رجل يكون شغله الشاغل كيف يكون الارتقاء بالاوطان .. اختار حكيمنا هذا مجموعة من الغلمان ، كان منهم واحد اسمه مرفوض وآخر اسمه جمعه وثالث اسمه مدني ، مرفوضنا عين مسؤولا عن قطاع الصناعة والاتجار والتموين ، اما جمعه فعين وزيراً للأراضي والإسكان ، أما مدني ولعرقه الضارب بعمق في عالم الاقتصاد كونه من عائلة اقتصادية بالوراثة فقد اختير مسؤولا عن الأموال العامة ، وكمثل كل رئيس لا بد أن يكون له من يعمل على تحقيق أمنه ليعمل على خدمة شعبه في اطمئنان ، لذلك أنشأ مكتبا مختصا بشؤون أمنه تعمل على تحقيق ذلك الامن ليتمكن من صب تركيزه كاملا على تنمية البلد بما يضمن مقارعة رؤوس باقي البلدان اسماه مكتب الرعب ، مرت الأيام ، بدأت نهضة تقوم بذلك البلد ... نهضة يشار إليها بالبنان .. لكن من كان يشير لها لم يكن مواطن .. بل كان رجلا فنان ، يملك من مكنة التعبير والتطبيل أحسن وأفضل وأجمل لسان ، في سنتين فقط صرح قائلاً أن التنمية في الوطن حققت المطموح وأننا نناطح قمم جبال الوطن في البنيان !! في سنتين يافهمان !! في سنتين حققنا مالم يستطع ان يحققه في عقود الامريكان !! هل تعرفون من كان هذا الكاذب الفتان !! إنه إعلام ذلك البلد الذي ماتوقف يمدح ويكبر المنجزات بهدف اظهارها على انها توافق الطموحات مصورا الصورة لحكيمنا ان الامور في بلده تسير في خير وأمان . اطمئن حكيمنا إلى الانجازات التي صورها الاعلام والتي جعل من مرفوض وجمعة ومدني أبطال لها ، فهم الأبطال الخارقون الذين استطاعوا ان ينتشلوا البلد من الأمية والجهل والفقر إلى مصاف الدول الأولى !! بل أصبحت من الاوائل في كل تقييم على المستوى العالمي ، فهي ذات الترتيب الأول في مستوى التعليم وهي في المرتبة الخامسة في الرعاية الصحية والثانية في الشفافية والثالثة في مكافحة الفساد والاخيرة في مستوى البطالة ومستوى الفساد والاولى في الشفافية الاعلامية وووو ، والغريب مع كل ذلك فتلك الدولة ماتزال تقبع ضمن تصنيف دول العالم الثالث ، ولكن يقولون إذا عُرف السبب بطل العجب ، والسبب هنا يكمن في أن اعلام ذلك البلد كان يتقن فن الكذب والتلميع ولعق الاحذية ، فهو بصدق ممكن أن نصفه بأنه إعلام الدان دان ، حكيمنا هذا كما قلنا وضع ثقته في اولائك القوم الخارقون ، ولم يكن يعلم ان الخارقون ماهم الا مجموعة من المرتزقة وقطاع الطرق الذين لم يألوا جهداً في وضع مخططات في الكواليس لا لكيفية القيام بالدولة والتطوير ، بل لكيفية ملأ جيوبهم من خيرات ارضهم ومقدرات شعبهم ، اجتمعوا وتناقشوا كيف يمكن تحقيق الهدف  مع المحافظة على الكرسي والمنصب دون مساس من انسي ولا من جان ، فكان ابليس في صفهم فكما قيل أن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم في العروق ، فما كان الا ان اسر لهم بالطريقة المثلى لتحقيق المآرب ، أن كونوا فريقا واحداً كل منكم يمنح الثاني مايستطيع وبالمقابل يمنح الثاني الأول ماقدر له من نصيب ، فالحل كان في تكوين "لوبي" متكامل ، فعلا فكرة رائعة وفعالة ، بدأ الاحباب الثلاثة بتنفيذ الخطة ، بدأ جمعه بتخطيط البلاد وبتقسيمها وبتغليف قطع الاراضي ذات الالاف من المترات في " أوراق " هدايا وقام باهدائها لنفسه اولا ومن ثم بقية زملاء اللوبي وأخيرا لعائلته واصدقائه ولؤلي القربى والعاملين عليها بحيث اصبح المراسل بوزارته اغنى من مدير عام أو من وكيل وزارة في جهة أخرى ، بالمقابل كان مدني يتفنن في كيفية التربح من الاموال العامة التي هو مسؤول عنها امام الرب وكانت الطريقة التي يضمن من خلالها عدم التنبه الشعبي لما يحصل هو العمد إلى إلهاء الشعب عن طريق تجويعه وجعل جل اهتمامه كيفية الحصول على لقمة العيش وكيفية الزواج وكيفية بناء منزل المستقبل وكيف وكيف وكيف حتى وصل الانسان بتلك البلد يمشي محدثاً نفسه الى درجة " التتنيح " بل الجنون ، فزادت الحوادث والمشاكل الاجتماعية  ونجحت الخطة ، وأخيراً كان مرفوض يجمع الوكالات التجارية لحسابه بالبلد وفعلا اصبح هو وزيراً للتجاره وهو وكيلا للمواد الاستهلاكية ووكيلا للسيارات ووكيلا لهذا ووكيلا لذاك ، فعلا لقد نجح في احتكار السوق فهو التاجر وهو المسؤول عن القطاع وهو المسؤول عن حماية المستهلك آنذاك من جشع التجار فكيف يكون هو الخصم والحكم !! وكما يقولون " حاميها حراميها " ، في هذه الأثناء وبدلا من ان يعمل مكتب الرعب الذي انشئه الحكيم لتأمين أمنه وحماية الوطن على كشف ذلك الفساد للحكيم عمد إلى اخراس الناس الذين بدأوا يبدون استيائهم من الفساد الحاصل بالبلاد ، فهم يظنون انه من أمن الحاكم عدم اقلاق راحته بالحقيقة ومن ثم عمدوا الى لجم كل فم حاول التحدث عن امور واقعية ، بدأوا بتلفيق التهم وباختلاق ألقاب حتى يطلقوها على من لا يتوافق معهم ، بل  وصل بهم الحال الى زرع " بعوض " بين المواطنين البسطاء من بين البسطاء لينقلوا اخبارهم وفيما يتحدثون لدرجة اصبح فيها المرء يخاف حتى من ان يحدث نفسه  بأمور قد تزعجهم !! بل وصل الرعب إلى الخوف من ذكر ااسم مسؤولا بالبلد !! ومابين القبضة الأمنية الحديدة وبين الموقف السلبي للمواطنين وبين تطبيل اعلامي يظهر صورة ذلك البلد أمام العالم الخارجي بأنه بلد في قمة الديمقراطية وأن الوضع المعيشي والاجتماعي في نمو كبير جدا وسريع للغاية مضخما المنجزات ،  انتهز مرفوض ومجموعته من القراصنة الفرصة وبدأوا يعيثون في الأرض فساداً ، البلد حالته الصحية من سيء إلى أسوأ والطبقة الوسطى بالمجتع توشك على الانقراض ونسبة الفقر في ازدياد سريع جدا والاسعار لا رقيب عليها ولا حسيب ،عندها احس الناس أن لا منجى ولا مفر من فك ذلك الوحش الأسطوري الا الخروج للشارع في تظاهرات ، فالمنطقة ملتهبة والمحيط اصبح مهيئا للحراك ، فعلا خرج شباب البلد للشارع مبدين استيائهم من المجموعة الفاسدة مطالبين الحكيم باقالتهم ومحاسبتهم ، فعلا استجاب الحكيم واقالهم الا ان الغريب انهم بقوا طلقاء يصولون ويجولون في البلاد بالرغم من المطالبات الدائمة بالتحقيق معهم وفي مصدر أموالهم ، وتمر الأيام وتأتي المفاجآت تلو الأخرى ، فاليوم يكتشف فساد هنا وغدا خراب هناك ، اليوم نهب مال عام هنا وغدا نهب اراضي الدولة هناك !! والغريب ان مكتب الرعب صاحب السلطة والذي لديه السلطة ويتمكن بكل بساطة من قلب الطاولة على رؤوس اولائك القوم مايزال مستمرا في محاولات تكميم الأفواه إما بطرق مباشرة أو غير مباشرة ، والصراع مستمر في مخيلة الكاتب إلى لحظة كتابة هذا المقال ، إعذروني فطريقة تفكيري وحدود عقلي ومخيلتي الأدبية لا تسعفني لمحاولة تخيل نهاية سعيدة لهذه القصة الخياليقية ، فأمرها معقد كثير ولوبيها متشعب بشكل رهيب جدا والحقائق مغيبة والاعلام مايزال كاذباً .

 

سعود الفارسي
 15/4/2012م

هناك تعليقان (2):

  1. كلاام صحييييييييييييييييييح لكن الآن لا أحد يستطيع تكميم أفواه الجيل الجديد من شباب عمان :) استمر و ابق حر في زمن العبيد

    ردحذف
  2. وماذا نسمي ان يختفي الموضوع فجأة من السبلة دون سابق انذار وحتى دون ان يكون له أثر !!

    ردحذف