كثر شاكوك وقل شاكروك .. ياهيئة تنظيم الاتصالات!!

كثر شاكوك وقل شاكروك .. ياهيئة تنظيم الاتصالات!!

 المعروف على المستوى العلمي والعملي والعالمي ان الحكومات عندما تعمد الى تخصيص مجال خدمة معينة أي نقل مسؤولية تشغيل قطاع معينة من الحكومة الى القطاع الخاص أنها تهدف إلى تطوير تلك الخدمات سواء من ناحية الكم او الكيف والاهم الجودة وذلك من خلال تحرير إدارة ذلك القطاع من البيروقراطية الحكومية والتمويل الحكومي ومن ثم اتباع أساليب القطاع الخاص في الادارة ، تلك الاساليب التي من المفترض أنها تتمتع بنوع من المرونة والسهولة ، وبالتالي فإن النتيجة المتوقعه هي أن يتمتع جميع المواطنين والمقيمين بتلك الخدمات بشكل جيد - على الأقل – وبأسعار مقبولة مناسبة مع بقاء الإشراف على عمل تلك الشركات للجهة الحكومية التي كانت قائمة على تشغيل وإدارة القطاع قبل التخصيص .

قبل فترة ليست ببعيدة كتبت عن ضرورة تأميم قطاع الكهرباء بعد اثبات فشل الشركات في تقديم الخدمة بشكل جيد بل وبأسعار مرتفعة جدا تكاد تجاوز فواتير الكهرباء نصف دخل المواطن البسيط في كثير من الأحيان اضافة الى عدم تطوير محطات الكهرباء ماكان من شأنه انقطاع لخدمة الكهرباء بشكل كبير جدا ، وها هنا اليوم نجد بأن قطاع الاتصالات لم يكن أحسن حظاً من قطاع الكهرباء والمياه !! فالمراقب لخدمات الاتصالات وكيفية تقديمها يستطيع أن يقول أنها إذا لم تكن فاشلة فهي في قمة السوء ، وحتى لا اسهب كثيراً في هذا الموضوع دعوني ألخصه على شكل نقاط رئيسية وهي أنه :

-        هل من المعقول ونحن في العام 2012 ان توجد هنالك مناطق في الدولة ماتزال غير مغطاة بخدمات الاتصالات !! لو كان المواطنون ساكتين عن حقهم في الحصول على تلك الخدمات لسكتنا !! لكن أن نجد المواطن يركض هنا وهناك مابين شركات الاتصالات وبين هيئة تنظيم الاتصالات طالباً توصيل الخدمة لما تشكلها اليوم في ظل عصر الاتصالات من اهمية كبرى لا يمكن لأي انسان الاستغناء عنها ، ويكون رد الشركات والهيئة المعنية أن  الشركات فعلا زارت الموقع ووجدت بأن السكان لا يتجاوز العشر أسر وبالتالي فليس ثمة جدوى اقتصادية للشركة من توصيل الخدمة وذلك لان توصيل تلك الخدمة يكلف آلاف الريالات !! ياسلام !! لأول مرة أعرف بأن توصيل الخدمة للمواطن والعمل على خدمة المواطن يتم تقييمها بجدوى اقتصادية وانها ليست حق من حقوق المواطنة !! دام الامر كذلك لماذا تقوم الحكومة بتوصيل خدمات الكهرباء والمياه وإقامة المدارس والمستشفيات وشق الطرق لهم !! لو عملنا دراسة جدوى سنجد بأنه وفقا لذلك ليس ثمة جدوى اقتصادية !! حقيقة لدي اقتراح .. ما رأيكم أن ينتقل سكان كل المناطق النائية الى مراكز المدن حتى تكون هنالك جدوى اقتصادية ومن ثم تصبح لمواطني تلك المناطق قيمة مادية ومن ثم يصبح من حقهم ان يتمتعوا بالخدمة !! بعد فكرة " زينة " صح ؟؟

-        الحكومة منذ سنين تتغنى ببرنامج الحكومة الالكترونية !! وفي هذا المجال سؤال مباشر لهيئة تنظيم الاتصالات كونها المشرف على الشركات المقدمة لخدمات الانترنت : هل يا TRA  كما تسمون انفسكم البنية التحتية للانترنت جاهزة فعلا لتفعيل الحكومة الالكترونية ؟؟ شخصيا اجابتي هي بالنفي ، قد تكون الخدمة جيدة في مركز مسقط وكذلك " بعض " مراكز الولايات ، لكن بالنسبة للشريحة الأكبر من الولايات فالخدمة ان لم تكن منعدمة في كثير من الاوقات فهي سيئة جداً ، انا لن اتحدث عن خدمة  “4G”  فهي ابعد من الحلم بالنسبة للولايات والعاصمة كذلك ، انا اتسائل عن خدمة “3G”  التي بدأت الدول المجاورة من التخلص منها واحلال الفور جي بدلا منها ، هل تغطية الثري جي وصلت لكل ولايات السلطنة التي وصلت اليها خدمات الاتصالات !! تهذه دعوة مني لكم لتناول وجبة الغداء الذي يقع في قلب ولاية بركاء والذي لا اجد سوى اتصال “EDGE”  في اغلب الاحيان ، أما الواي ماكس فحدث ولا حرج .

-        الحكومة تقول أن السياحة " تثري " ، وأن السياحة أحد مصادر اللدخل القومي ، فكيف يمكن أن نجذب السواح في أماكن تفتقر الى وجود خدمات الاتصالات فيجدون أنفسهم مقطوعون عن العالم وفي عزلة تامة عن العالم الخارجي خصوصا في ظل وجود خدمات المجتمع الرقمي كالفيس بوك والتويتر والتي يحرص من خلالها السياح على رفع صورهم ووضع اخبارهم مباشرة من الموقع السياحي للتواصل مع اصدقائهم واحبائهم في بلدانهم !!

-        خدمة " واي ماكس " يا TRA  وما أدراك ما واي ماكس .. شبكة معدمة في كثير من الأحيان ، ندفع اشتراكات شهرية ، الاتصال في اغلب الاحيان مفقود ،بالتواصل مع أحد المختصين يقول : ان الشركة غيرت الاحداثيات وانه يتوجب عليك الاتصال وتقديم بلاغ حتى ياي المختصون لتغيير الجهاز لديك حيث انه اصبح غير مناسب وهنالك اجهزة اخرى وصلت حديثا !! عجيب ... هل يجب ان اتصل لأحصل على جهاز جديد منكم !! اوليس لديكم سجلات بالمشتركين المستخدمين لخدمة الواي ماكس ومن ثم كان من الواجب تقديم تلك الخدمة تلقائيا منكم ؟؟!! ام ان لديكم مآرب أخرى من وراء ذلك !! ولكن نرجع ونقول ان العتب على الجهة المشرفة عليكم وليس عليكم انتم .

-        خدمة “DSL”  ... باختصار .. الرجل لموظف شركة الاتصالات :

الرجل : اخوي اريد اشترك في خدمة الدي اس ال .

الموظف: وين ساكن ؟

المواطن : في المكان الفلاني .

الموظف بعد العزف على لوحة مفاتيح الكمبيوتر : اوه اخوي ماشي جنبك خط ... اسمحلنا مانقدر نوصل الخدمة .

طبعا التعليق متروك لك عزيزي القاريء .

-         خدمة المساعدة الفنية الهاتفية عندما تتصل بها دائما يرد عليك آلياً " جميع الخطوط مشغوله " !! هذا الرد يعني احد أمرين : الأول ان عدد موظفي شركاتكم  لا يتناسب وحجم المشتركين ، والثاني ان لديك طاقم جبار ولكن كثرة المشاكل الفنية وسوء الخدمة تجعل من الاتصالات مستمرة بالالاف في الساعه الواحده .. وفي كلا الحالين مصيبة .

-        الفواتير وما أدراك ما الفواتير ، خدمة سيئة كتلك يدفع المواطن مقابلها " دم قلبه " ، والعجيب أن يأتي أحد اعضاء TRA  ليصرح ان اسعار تقديم خدمات الاتصالات تنافسية جدا وافضل في بعض الاحيان من دول الجوار !! ياعمي اقول استريح بس .. بالأول " سنع " خدماتك وبعدين قارن بدول الجوار ، العمانيون في زيارات مستمرة لدول الجوار ويعرفون مستوى الخدمات هناك .. وردودكم المعسولة " خلوها حالكم " .

-        بالنسبة لحجب خدمات الاتصالات عبر الانترنت ، لن اقارن انفسنا بأوروبا ولا غيرها حتى لا ياتي أحد " الفطاحلة " ليقول ان المقارنة ظالمة ، الاسبوع المنصرم كنت في زيارة الى المملكة العربية السعودية ، وهي دولة خليجية إذا كنتم تعلمون ، بمجرد ان اتصل هاتفي " الذكي " وفقا لمعاييرهم هناك و " الغبي " وفقا لمعايير جماعتنا هنا إذا بي أتفاجا بأن جميع برامج الاتصالات عبر الانترنت " تعمل مباشرة كبرنامج " سكايبي " و " اوفو " و " فرينج " و غيرها ، الحمدلله ان احدا لم يرى وجهي في تلك اللحظة لانني شعرت بفرحة غامرة وبدوت " منتزقاً " لم اصدق مايحصل !! لا تلوموني في ذلك ، حيث أن جماعتنا هنا وحتى لا تزعل " عمانتل " و " النورس " اغلقوا جميع تلك الخدمات ، وبعد مناشدات المجتمع والكتابة هنا وهناك تكرمت الهيئة لتفتح برنامج واحد فقط هو " الفايبر " بصراحة ... وايد عليكم ... ماهذه الجرأة .. ماهذا التحدي الكبير .. وكما يقولون بلهجة البلاك بيري والواتس اب " خفوا علينا يامحمد علي كلاي " !! الغريب انهم لم يقيموا تدشين رسمي لفتح بروتوكول الفايبر ولم يأتوا بفرق " الدان الدان " الشعبية برعاية معالي او سعادة الشيخ فلان ليسلطوا الاضواء على ذلك الانجاز الرائع الذي يعد بحق احد انجازات النهضة وفقا لكل المعايير !!  

اعتقد بأن ماذكرته آنفا يعد جزءاً يسير ويسراً جداً من واقع مرير نعيشه بشكل يومي للأسف .. والسبب في النهاية يرجع الى مايعرف " بهيئة تنظيم الاتصالات " أو “TRA”  ذلك الاسم اللامع والمتألق دائما هذه الايام عبر الصحف ، تلك الهيئة التي اقول لها وبكل وضوح " صح النوم " ، وكما وجهت نداء بتأميم خدمات الكهرباء والمياه ها أنا أوجه نداء آخرا لتأميم تخديم خدمات الاتصالات في السلطنة على القل ان لم تتطور كيفأ وهو الحال اليوم فان المواطن سيكون من حقه التمتع بالخدمة لمواطنته وليس لجدواه الاقتصادية .

 سؤال اخير اوجهه للقائمين على الهيئة .. هل انتم فعلا هيئة تنظيم للاتصالات ، ام هيئة لتلميع سمعة شركات الاتصالات !!

 سعود الفارسي

 9/5/2012م