يامصلح العرش !!

يامصلح العرش !!

لا تكن سوداوياً .. لا تكن سلبياً .. لا تكن متشائماً .. هل تقصد أن البلاد كلها فاسدة !! هل تقصد أن كل المسؤولين بالبلد غير أكفاء !! اصلحوا انفسكم قبل ان تتحدثوا عن اصلاح الوطن !! ... و و و و .. عبارات كثيراً ماتوجه اليوم إلى كل من انتقد عملاً أو قراراً للحكومة او لم يتفق معه او مع نتيجته أو حتى وإن اختلف معه جزئياً ، وكأن لسان حال البعض يقول أن الايجابية لا تكون سوى بالوقوف موقف المتفرج لكل ماتتخذه الحكومة من قرارات وماتنفذه من أعمال وانتظار نتائجها التي ستكون من وجهة نظرهم بكل تأكيد أعمال صحيحة مائة بالمائة وانها ستؤتي أكلها لا ريب !! ومن ثم التصفيق والتكبير والتهليل لانجازاتها !! غريب امر هؤلاء القوم !! أولسنا جميعا أعضاء بهذا الوطن ومن ثم فإن من واجبات المواطنة الحقة علينا قبل أن يكون حقاً لنا أن نكون جميعنا شركاء في بناء نهضته !! أوليست المشاركة مبدءاً من المباديء التي لا غنى عنها في بناء الدول !! هل الوطنية ومعاييرها ووصفها جعلت حكراً لهم !! بل أن أحدهم قبل أيام قليلة ابتكر مصطلحاً جديدا وصفني به من باب السخرية وهو " مصلح العرش " !! سبحان الله !! مصطلحات غريبة عجيبة مبتكرة !! ليت هؤلاء الشباب – المبدعون – يوجهون طاقاتهم وافكارهم للمشاركة في نهضة الوطن بدلا من اشغالها بالدخول في صراعات مع ابناء جلدتهم ومحاولة تثبيطهم واهانتهم وتكسير اجنحتهم .

من جهة أخرى هل كل اختلاف أو عدم اتفاق جزئيا كان ام كليا مع قرارات الحكومة أواعمالها يكون بالضرورة نظرة سوداوية سلبية ويكون هدفه التحريض ضد الحكومة !! طبعا الاجابة هنا بالنفي ، لماذا لا ننظر إلى تلك القراءات والتحليلات التي يقدمها بعض الكتاب والاقتصاديين والمحللين بل وحتى بعض من عموم الناس على أنها قراءات من زوايا مجتمعية أو إقتصادية أو ثقافية مختلفة وأنها مبنية على أسس غير تلك التي كانت تحت نظر الحكومة عند وضع استراتيجيتها وقراراتها !! ومن زوايا غير تلك التي كانت تنظر من خلالها الحكومة !! وبالتالي فإنها قراءات وأراء مكملة لها من الأهمية بما كان أن تطلع عليها الحكومة علها تجد فيها بعض الحلول المبتكرة أو بعض الأفكار الجديرة بالاهتمام ومن ثم تكون تحت نظرها عند التنفيذ أو على الأقل عند وضع الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية .

همسة أخيرة لكل شباب عمان ، لا تجعلوا للشيطان من قلوبكم من موضع ولا تفتحوا على انفسكم باباً للفتن ، ولا يكن الاختلاف في الافكار والرؤى سبب للتباغض والمشاكل والفرقة والحساسيات ، لنتناقش أفكارنا في هدوء وبمنطق ونحكم العقل فكلنا مواطنون وكلنا عمانيون وكلنا محب للوطن ، نعم نختلف في توجهاتنا وأفكارنا وذلك شيء طبيعي جدا ، فالمولى عز وجل لم يخلقنا جميعا متساويين ولا متوازيين ، وتأكدوا أن الاختلاف شيئ منطقي جدا بل وواقعي  ، بل ويعتبر حالة صحية نصل عن طريقها الى التكامل بإذن الله  ، وأخيراً .. تأكدوا " أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " .

سعود الفارسي

27/8/2012