" تأميم قطاع الكهرباء "
يبدو أن تخصيص قطاع الكهرباء قد كانت نتيجته الفشل الذريع في تطوير القطاع وتقدم خدماته ، فالمشاهد على أرض الواقع يحكي تخلفاً ورجعية في تقديم الخدمة وارتفاع غير طبيعي وغير مبرر في الفواتير ، فمسلسل انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل مازال مستمراً ولا ادري متى ستكون حلقته الأخيرة ، ولايات مثل الجعالين والولايات المجاورة لها تنقطع عنها الخدمة لأيام متواصلة ونحن في العام 2011 !! هَب أن هنالك مريض يقطن في احدى تلك الولايات لا يستطيع العيش سوى بجهاز يعنل بالكهرباء كجهاز تنفس مثلا !! من سيتحمل مسؤولية نتائج ماسيحصل له !! أضف إلى ذلك نقص الوقود والمؤمن والخراب الذي لحق بالممتلكات !! ليس ذلك فحسب بل أن المسلسل كذلك لا يزال مستمراً بالنسبة لأغلب ولايات السلطنة فمثلا في بركاء التي تعد الجارة الأولى للعاصمة مسقط والتي تزيد فيها الكثافة السكانية بشكل متسارع لا تزال الكهرباء تقطع عنها بشكل كبير جدا !! أويعقل ذلك !!
من جانب آخر كم هو عدد الموطنين الذين تقدموا بطلبات توصيل خدمة الكهرباء إلى منازلهم وانتظروا او مايزالو ينتظروا لشهور أو حتى لفترات تتجاوز السنة !! أمر طبعا لا يمكن قبوله !!
والأدهى والأمر وهو ماتناقلته الصحف المحلية من وجود مشكلة جديدة تتمثل في تسرب للكهرباء في أنابيب المياه في " دارسيت " بمسقط !! أنه أمر جد خطير !! لا والعجيب أن كل الجهات ذات العلاقة تتبرأ من مسؤوليتها !! عجبي
ولو انتقلنا للحديث عن تسعيرة الخدمة وفواتيرها " المريخية " وقارنها بجودة تقديم تلك الخدمة لوجدنا بأن هنالك إجحاف واضح في حق المواطنين ، ففي حين أن المواطنين في الدول النفطية المجاورة يدفعون مساهمة رمزية فقط عبارة عن مبالغ لا تذكر مقابل الخدمات مرة كل 3 أو 6 أشهر نجد بأن المواطن والمقيم على ارض السلطنة يدفع مبالغ طائلة جدا غير مقبولة !! فواتير جد مرتفعة والهيئة العامة للكهرباء والمياه وبالرغم من صرخات واستغاثات المواطنين مازالت في سباتها !!
ما ذكر أعلاه أمثلة فقط على اخفاقات إدارة القطاع بالسلطنة وقد يكون من أفضل الحلول هو اللجوء إلى " تأميم " القطاع من جديد ، ففي كل الأحوال لن تكون الخدمة المقدمة من قبل الحكومة أسوأ من الخدمة التي تقدم من قبل شركات " تجارية " جل ما يهمها هو الربح بغض النظر عن مستوى الخدمة والعمل على تطويرها ، على الأقل ولو بقيت الخدمة بذات المستوى فإن فواتيرها قد تكون مناسبة ومنصفة .
سعود الفارسي
11/9/2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق