أرحمونا .. فنحن شعب بالغ
قبل أيام قليلة تعد بأصابع اليد الواحدة تم الاعلان عن زيادة في علاوة طبيعة عمل المعلمين والوظائف المرتبطة ، وكبر المعلمون وقرنائهم وهللوا يومها ورقصوا فرحاً وغنوا طرباً فها هو الحلم تحقق وهاهو التكريم والاهتمام بدأ يتدفق وهاهي الرعاية الالهية بدأ تتنزل كغيث من السماء ، وبالمقابل بدأت مشاعر الغيرة والحسد والغبطة أحيانا تتمثل عند بعض الموظفين ممن لا ينتمون إلى الطبقة المخاطبة بذلك الرفع ، وما هي إلا ساعات قلائل حتى تلاشى ذلك الحلم وتبدلت مشاعر الفرح والسرور إلى حزن وكدر بل إلى غضب عارم بدأ المعلمون بالتعبير عنه بشتى الوسائل والطرق ، فمنهم من قال بأن ما تم هو إهانة لهم ، ومنهم من وصفه بأنه تلاعب بالألفاظ ، ومنهم من حلل تلك الزيادة ليستنتج في الأخير بأنها ليست سوى إعادة لبدل التدريس الذي كان يستلمه المعلمون سابقا وتم اقتطاع نصفه لبعض الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلد واستمر الاقتطاع لأكثر من عشر سنوات وقد أعيد بعد مطالبات ومطالبات من قبل المعلمين استمرت لسنوات ، ونظرا لكون أني لست من المعلمين ولا أحسب عليهم فقد تواصلت مع الكثير منهم لأتيقن حقيقة مشاعرهم وحقيقة تلك الزيادة ، وبالفعل وجدت بأن الزيادة التي قامت الدنيا بسببها وتغنى بها الاعلام وظهرت في جميع نشراته وصحفه وتم تغطيتها بتقارير ما هي إلا تلاعب بالألفاظ !! دعوني أقل لكم لما أو أوضحها بعملية حسابية بسيطة :
· كانت علاوة التدريس التي يستلمها المعلم قبل القص 45 ريالاً عمانياً ثم اقتطعت لتصبح 22 ريال ونصف.
· علاوة التعليم الأساسي التي يستلمها المعلم بالفعل 14 ريال .
· بدل طبيعة العمل المقرر للمعلم بعد " الزيادة " حسب تعبيرهم 60 ريالاً .
· 45+14+59 ريال عماني
· 60-59= 1 ريال
من العملية السابقة نجد بأن الزيادة ريال واحد فقط ، وكان أولى للحكومة حفظاً لماء الوجه عدم التلاعب بالمصطلحات ، فما تم ماهو إلا إعادة لبدل التدريس البالغ 45 ريال والذي تم اقتطاعه وفقا لما هو مبين أعلاه مضاف إليه ريال واحد ، فكان من المفترض أن يكون الإعلان كالتالي " أوامر بإعادة بدل طبيعة العمل إلى ماكان عليه قبل الاقتطاع " مع احتفاظ الحكومة بالريال الواحد مع توفيره للخزانة العامة فريال مضروب في ستين ألف موظف تقريبا يساوي ستين ألف ريال شهريا أي ما يساوي سبعمائة وعشرون ألف ريال سنوياً ، ومن ثم تستغل الحكومة السبعمائة وعشرون ألف ريال تلك لرصف طريق لا يتجاوز نصف كيلومتر بالمواصفات الرائعة لطرقنا في مناقصة عامة .. ما رأيكم أوليس ذلك أفضل ؟؟!! صدق من قال " شر البلية مايضحك " ، وبالمقابل تجد بعض ممن لا يحاسبون أنفسهم على الكلمة التي يقولونها بل قد لا يعتقدون بأنهم محاسبون عنها أمام رب العباد ليقول " انتم لا يعجبكم العجب انتم كانت مطالبكم ارجاع البدل وفعلا ارجعوه " !! لا اختلف معك اخي العزيز دام اننا نتفق على أنه إرجاع إذاً لماذا نسمي الأمور على غير مسمياتها ونتلاعب بالألفاظ وكأننا نخاطب قوماً لا يفقهون !! أم أن ذلك يرجع لأسباب أخرى قد يكون من بينها كما تعودنا " الهالة الاعلامية " ؟؟!! وتغطية القنوات العالمية لتلك الفضائل ؟؟!! ، كما أن البعض الآخر منهم توجه إلى بعض المعلمين الجدد بسؤال رائع عبقري منطقي صاروخي مكوكي لا اعرف كيف أصفه .. السؤال يقول : وهل انت كنت تستلم 45 ريال عند تعيينك ؟ لقد كنت تستلم 22 ريال ونص يعني زيادتك اصبحت أكثر من 22 ريال !! أحب أن أجيب مثل هؤلاء بسؤال هو :هل لو لم يتم اقتطاع بدل التدريس قبل تعيينه كان سيستلم 22 ريال ونصف ؟؟!! لا تكن ممن يقرأ " ولا تقربوا الصلاة " ويسكت .. فالآية لها تكملة وهي " وأنتم سكارى " .
وفي الجهة الأخرى نجد بأن إعلام " الدان دان " مايزال مستمراً في نهجه التطبيلي سعياً للحصول على الرضا ومن ثم قد ينولها شيء من الفضل مضخمة الأعمال التي تقوم بها الحكومة وإن كانت بسيطة جدا في مضمونها ، فهاهي إحدى الصحف المحلية التي كانت ومازالت – من وجهة نظري – من أكبر الأبواق التطبيلية تتسابق مع الزمن لتفتخر بأنها " ترصد فرحة المعلمين برفع علاوة طبيعة العمل " !! يالله .. حقيقة .. سبق صحفي رائع تستحق عليه الصحيفة تصفيقاً حاراً ، سؤالي لتلك الصحيفة الرائدة متى كان توقيت المقابلات التي أجرتها مع المعلمين المنشورة صورهم في تقريرها ؟ هل كان قبل الاعلان عن مقدار طبيعة العمل أم بعد ذلك ؟ إذا كان قبل ذلك فقد فقدتي ماتبقى لك من مصداقية إذا كان قد تبقى منها شيئاً بالفعل !! وإذا كان بعد الاعلان فأنا أجزم بأنك قد انتقيت ما يحلوا لك من تلك المقابلات وما يخدم مصلحتك !! وفي كلا الحالين تستحقين التصفيق كما سبق وأشرت ولكن تصفيقاً من نوع آخر .
إلى متى سيظل اعلامنا بتلك الرجعية ؟ متى سنرى ذلك اليوم الذي نجد صحافة حرةً بشكل حقيقي واقعي تنقل الخبر وتعد التقارير بما يتوافق والمسؤولية الصحفية الحقيقية بعيداً عن المصالح الشخصية والتوجيه والنفاق ؟ لقد سئمنا من هذه الصحافة الشبيهة بالصحافة " الصفراء " مع الفارق طبعا ومع وافر الاحترام للصحافة الصفراء .
سعود الفارسي
4/1/2012م
أحييك أخي سعود على هذه الصراحة ... الحق يقال ... وأتمنى أن يتنبه المسئولون لدعاياتهم مستقبلا ... فالشعب قد تخطى زمن الغفلة ...
ردحذفالسلام عليكم اخوي
ردحذفالكلام السابق ذكرة هو واقع لابد لنا من تقبله رغما عن انوفنا لان لا خيار لدينا سوى الرضوخ ما لم نتكاتف لنبرز الحقائق المغلفة من قبل الاعلام المتواطي مع علمه بالصواب لعدم نزاهته واما ما نقوم نحن بفعله عن طريق المدونات والمواقع لايجدي نفعا لان التشتت سمتنا التي تقصم ظهر البعير وليس هذا الاستخفاف وليد اللحظة وانما حدث تكرارا ومرارا والكل على علم بالحقائق ولكن في نفس الوقت هناك سياسات منتهجة لتأليب الناس على بعضهم وتأجيج الشارع ضد المعلم من خلال زرع الفتنه وغرس فسائل الشحناء والبغضاء...
صح لسانك استاذ سعود والله يرحمنا ويعينا
ردحذفأخي جمال الزدجالي .. هذا مانتطلع اليه .. معاملتنا كشعب راقٍ مثقف فاهم واع لم يعد ينخدع باللعلعات الاعلامية
ردحذفاشكر لك مداخلتك
KLD ss
ردحذفاشكر لك مداخلتك ... وقد احسست بحرقتك من كلامك ...
نعم يجب التكاتف وتوحيد الصفوف لنبين للجميع بما فيهم " نحن " بأننا قد بلغنا ورشدنا ... واصبحنا كبارا قد تعدينا مرحلة الصبا والمراهقة
الأستاذة ملاك
ردحذفلعل الرب يوفقنا ونصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان
شكرا لمداخلتك
السلام عليكم
ردحذفما قصرت أخوي بيض الله وجهك