شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 30 مارس 2013

الباطنة .. تهجير قسري ومعاناة بشر !!


الباطنة .. تهجير قسري ومعاناة بشر !!

 



   مشروع طريق الباطنة الساحلي ، ذلك المشروع " الأعجوبة " .. ربما سيقارع حدائق بابل المعلقة من حيث الشهرة ، وربما سيحير العلماء كما حيرهم ميلان برج بيزا المائل دون أن يسقط !! وربما يكون الاعجوبة رقم ثمانية وتسعة وعشرة وتلحق بعجائب الدنيا السبع ! هذا المشروع الذي يكتب عنه بشكل دائم وتتناوله بعض القنوات بين الفينة والأخرى ، ونسمع بسببه آهات سكان محافظتي الباطنة جنوب وشمال بشكل غير منقطع ، الطريف أن الجميع كما يبدوا وأنهم ينفخون في " قربة مقطوعة " ! فلا عين رأت .. ولا أذن سمعت وعلى خطر على قلب " مسؤول " على مايبدوا أهمية وخطورة هذا الموضوع !
 
 
 

لا أدري أين تكمن المشكلة ! فبعد حديث ونقاش وبحث هنا وهناك لم يعرف السكان المتأثرين من هو المسؤول عن هذا المشروع وأية جهة هي المسؤولة ! طبعا انا لا اتحدث عن الناحية القانونية ، فقانونا الوضع واضح وضوح الشمس .. لكن عندما نأتي على أرض الواقع وبعد تفاقم المشكلات وبعد محاولة شيوخ ورشداء ومواطني المناطق المنكوبة .. عذرا أقصد المتأثرة .. التواصل في هذا الشأن مع أحد المسؤولين يجدون الأبواب قد أوصدت ، وإذا ماجدوا بابا مفتوحا فإن الجواب يكون " عذرا هذا الموضوع ليس من اختصاصي بل هو من اختصاص المهندس فلان " !! والمهندس فلان في إجازة .. والمهندس علان تقاعد !! عجيب !! السؤال الذي يطرح هنا .. هل مشروعات ضخمة كهذا المشروع يكون تحت إشراف ومسؤولية جهة معينة أم فلان وعلان !! هل اذا خرج فلان او علان في اجازة أو مات " بعيد الشر عنه فديته "تتوقف مصالح الناس !!
 
 

كنت متابع للموضوع منذ بدايته ومن ثم توقفت لفترة نظرا لانشغالاتي الأخرى ، ومؤخراً توقعت أن أمور هذا المشروع  قد أصبحت في " الروب " وأن الناس الآن يحزمون أمتعتهم لانتقال " للفلل " و " القصور " الجديدة ، وبالأمس إلتقيت بأحد الشباب شيخ إحدى المناطق وسألته عن المشروع كونه يحمل هم الناس وأمانة متابعته نيابة عنهم ، وحقيقة فوجئت بكلامه ! بإختصار ، يبدوا أن مخاض هذا المشروع صعب جدا وربما نصل إلى منعطفات خطيرة سواء على الجانب الإجتماعي والصحي والإقتصادي وحتى الأمني ! وفعلا قمت بزيارة إلى حارتي " المراغ والفوارس " بولاية بركاء بمحافظة الباطنة جنوب ، وأستطيع القول بأن الحال يرثى له بكل مافي الكلمة من معنى ! ومع أني لا أجيد الوصف جيدا لكن دعوني أحاول تقريب الصورة نوعا ما لكم ، وهي كالآتي :
 
 
-       مُنع الناس من صيانة منازلهم أو الزيادة فيها منذ سنين طوال تناهز التسع سنوات الآن ، في حين أن الكثير من المنازل معرضة للانهيار والسقوط على سكانها بل أن هنالك منازل بدأت بالتساقط بالفعل ! وفي أوقات الأمطار تتحول المنازل إلى برك ماء ، لذلك تجد " الصفاري " الفارغة منثورة في كل أنحاء المنزل ! وبالمقابل البيوت الشعبية .. أوه عفوا أقصد " قصور " التعويضات التي جهزت منذ فترة قريبة بدأت تتصدع وبجدرانها الكثير من الشقوق والتصدعات !

-       هنالك بعض المواطنين من الفقراء والأيتام ممن رفضت طلبات المساعدة التي كانوا قد تقدموا بها إلى الجهات المختصة منذ مايربوا على أربعة عشر سنة وجاء مؤخرا رد الجهات المعنية برفض تلك الطلبات كون أن منازلهم متأثرة بطريق الباطنة الساحلية ، وعليه وخوفا من تهدم المنازل عليهم قاموا باسستئجار منازل في بعض المناطق الغير متأثرة والتي هي بالضرورة مناطق جديدة مما تسبب في ازدياد ضغوطات الحياة عليهم وزيادة إلتزاماتهم المالية مايعني زيادة فقرهم فقرا ويتمهم يتما ، ناهيك عن كونهم من فئة الصيادين ممن لا يملكون وسائل نقل من مناطقهم الجديدة إلى الساحل ، المستندات موجودة لكل من يهمه الأمر .. فرفقا بفقراء وأيتام هذا الوطن .




 




 
 
 

-       سيقول قائل " عبقري " أن الناس هناك يرفضون الانتقال للقصور الجديدة التي تستطيع متى وقفت بمطبخ أحدها أن تتمتع بمشاهدة حرمات جيرانك بالقصر الآخر ، متعللا أن العمانيين " لا يعجبهم العجب " وأنهم " لا يشكرون النعمة " ، بل وقد قال أحد المعنيين لصاحبنا الشيخ " انتوا انتقلوا بالأول إلى البيوت ومن ثم سنرى في مشكلة التصدعات " !! بصراحة أقنعني وبقوة !! لا وبعد قال لصاحبنا الشيخ " انزين ايش تريدني اسويلكم " وهو المهندس المخضرم الذي قيل لنا أنه هو المسؤول عن المشروع ! أرجوك يابش مهندس فقلبي "الصغيرون" لا يتحمل !
 
 

 

 
 

-       هل تعلم عزيزي القاريء أنه طلب من السكان الانتقال في حين أنه لم يبنى بالمخططات البديلة ولا مسجد واحد ! ولا جامع ! ولا مجلس عام ! يعني اذا انتقلت الناس أين ستصلي وأين ستجتمع وأين ستقام مناسباتها في الأفراح والأتراح ! والجميل أن أحد المسؤولين المخلوعين قال لهم في آخر أيامه – رحمة الله عليه – بنجيبلكم كرفانات كمصليات إلى أن تفرج ! ياحبيبي هالسالفة معروفة !
 
 

-       بعد تعذر إقناع السكان من الانتقال لتلك القصور المشيدة من اللؤلؤ والمرجان نظرا لقيمتها التي لا أحب أن " أعور فوادكم " بها ، ونظرا لعدم توفر المصليات والمساجد والمجالس العامة قامت الشركة المنفذة للمشروع باتخاذ طرق بديلة لإجبار السكان على الانتقال .. حيث قامت بهدم كل منزل علمت أن سكانه قد غادروه طبعا مع ترك الحطام في مكانه ! في محاولة تهجير قسري للأهالي .. هو أسلوب لم أراه إلا بقناة الجزيرة لتلك الجرافات الاسرائيلية التي تهدم بيوت الفلسطينيين ! مما حول الحارات إلى أماكن موحشة ومقرفة مرتع للحشرات والحيوانات السائبة ! وطبعا لا يخفى على أحد ماقد يسببه ذلك على الصحة العامة من آثار ! وطبعا الصور بالأسفل تغني عن أي كلام ! والغريب !! أين هي الجهات المختصة من ذلك ! لا وزارة بلديات تحركت ولا غيرها ! بصراحة حال يمكن أن أصفه بأنه وضع " لا إنساني " .. بل لا يصدر من إنسان سوي ! الشركة تلهوا وتمر كما يحلوا لها والمواطنون يعانون والجهات المسؤولة " نايمة " في العسل !
 
 
البيت الظاهر بالصورة جنب المنزل المهدوم بيت الوالد الله يحفظه
 
 
-       حاول بعض شباب المناطق المتأثرة استدعاء التلفزيون لتغطية الموضوع وفعلا جاء موظفي التلفزيون مشكورين ، لكن المفاجأة أنه على مايبدوا سقطت الكثير من اللقاءات خلال عملية المونتاج والإخراج حيث لم تظهر سوى كلمات الشكر والثناء والمديح التي تقدم بها بعض أصحاب السعادة وبعض الشيوخ ! أما حديث المواطنين فيبدوا أن القائمين على عملية الاخراج لم تعجبهم بساطتهم في الحديث فقاموا ببتر التقرير ! طبعا شيء متوقع ولا تعليق عليه !

-       طبعا لم يفكر أصحاب فكرة هذا المشروع الضخم العملاق ذوي الفكر النير والعقلية المخضرمة مدى تأثير نقل السكان من فئة الصيادين على قوت يومهم وعلى دخلهم ! وطبعا لا بدائل أوجدت لهم ! باختصار .. السهوة التي كان سعرها لا يتجاوز الريال والتي وصل سعرها اليوم خمسة ريالات بتوصل بخمسة عشر ريالا باذن الله ! وهذه النقطة لا تحتاج إلى شرح ، فهي شارحة لنفسها ، لكن مايجب التنويه إليه وماعرفناه من خلال بعض الموظفين في الشركة المنفذة بأنه ليست هنالك جسور كمخارج للبحر سوى منافذ الأودية والخيران ! وياسلام سلم !
 
 
 

-       طبعا التعويضات النقدية عن المنازل المتأثرة قيمت بشكل من شأنه أن ينقل المواطن البسيط من مرحلة الفقر ليحسب من الأغنياء بين يوم وليلة ، ومن كرم المعنيين فقد منحوا المواطن الإختيار بين اثنين لا ثالث لهما ، الأول إحدى القصور العاجية المنشأة من قبل شركة الراجحي ، والثاني قطعة أرض مع مبلغ مالي ، طبعا بعد عمل نوع من المسح السريع بين قيمة التعويضات وجدنا أن التعويضات النقدية أغلبها تقع في فئة العشرين ألف فقط .. طبعا وكأنهم يقولون لك إقبل قصورنا الفارهة أفضل لك ! ولو افترضنا أن البيوت مبنية بشكل " عشوائي" على حسب وصف أحد المسؤولين وأن قيمته الحقيقية لا تتجاوز ذلك المبلغ أوليس للمكان قيمة معنوية ! فهل من يفتح بابه على الشاطيء كمن يفتح بابه على شجر العلقم والصبخه في السيوح! اترك الحكم لكم .
 
 
 

-       إذا كان الهدف من هذا المشروع فعلا هو الارتقاء بالمواطن وبمستواه المعيشي فلما لم تعمل الجهات المختصة على المساهمة في ترميم منازل المواطنين او هدم تلك المنازل القديمة " العشوائية " وإعادة تخطيط المنطقة وترتيبها بطريقة حديثة ومن ثم إعادة بناء المنازل لأصحابها في ذات مواقعهم ؟!

-       السؤال المنطقي هو كيف تم بناء منازل التعويضات بسرعة البرق في حين أن المساجد والجوامع والمجالس لم يحفر اساسها حتى الآن ؟؟

-       والسؤال الذي نتداوله جميعا كسكان متأثرين بالمشروع ونزعت أراضينا ، مامصير تلك الأراضي ياترى ومن سيستفيد منها على حسابنا !؟ نخشى مانخشاه أن نراها تتحول أمام أعيننا إلى شاليهات من فئة الخمس نجوم تحت مسمى فندق لفلان وعلان ! وليتأكد الجميع أننا لن نرضى ذلك ولن نسكت عليه ، وحسناً فعلوا أخوتنا بلوى عندما اشترطوا أن تبقى أراضهم التي سينقلون منها ملكا لهم يستغلونها هم بما يحقق مصالحهم .

-       مؤخرا تم تداول صورة لإحدى الأراضي الكبيرة الواقعة على الساحل والتي حول الطريق الساحلي ليأتي من خلفها لكي لا تتأثر ومن ثم يتمتع صاحبها بجزء من الشاطيء هو وعائلته بشكل حصري ، إذا كانت تلك الأرض للمقام السامي فسمعا وطاعة ، لكن إذا ماكانت لغيره فنحن نرفض ذلك التمايز في المعاملة بين المواطنين ، وهو أمر يجب الوقوف معه وبحزم .


 

ختاما أتمنى من كل الجهات المسؤولة في الدولة سرعة التحرك لوضع حد للمعاناة التي يعانيها سكان الساحل بمحافظات الباطنة فالوضع فعلا لم يعد إنسانيا والشركات تلهوا وتلعب دون حسيب أو رقيب والحارات تحولت لمدن أشباح مهدمة موحشة ، والناس لا يعلموا مصيرهم والمنازل تستاقط على رؤوسهم ، وإذا ماكنت هنالك من جهة مستعدة أن تتبنى القضية فلدينا من الأدلة والأوراق والبراهين ماتدعم موقفنا ونحن جاهزون لأي استفسارات .

 

 

سعود الفارسي

31/3/2013م

هناك تعليقان (2):

  1. اصبت الجرح اخي سعود وما ذكرت هو غيض من فيض من هذا المشروع الالف ليلي في تصوره وتخطيطه وليس في تنفيذه وواقعه وما تركت من مآسي بسبب هذا المشروع فأكثر فماذا ترتجي من مشروع هدم المساجد في قرى الساحل وفكك الروابط الاسرية والاجتماعية واتعب المواطن واذله وكان القصد منه إعزازه

    نرجو من الجهات المسؤولة تدارك ما يمكن تداركه قبل ان تغرق السفينة

    ابو سالم المسلماني

    ردحذف
  2. اشكرك على طرح هذا الموضوع
    نتمنى من الجهات المسؤولة النظر في حال هؤلاء الناس والرحمة بهم
    فأي ظلم في حقهم يظل على عاتقكم

    ردحذف