شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

النزقة !!

النزقة !!



هل تعلم عزيزي القاريء ماذا تعني كلمة " نزقة " باللجهة العمانية القحة ؟! النزقة كلمة مشتقة من الفعل " انتزق " ويقال عن رد الفعل المفاجيء للإنسان عندما يحدث له أمر لم يكن يتوقعه فيتمثل رد الفعل ذلك في عدم تصديقه وقوع ذلك الأمر بل ويظل تحت تاثير الصدمة لفترة طويلة حتى يستوعب الموقف ويظل طول ذلك الوقت يتعامل مع الأمر وكأنه مجرد حلم بل وغالبا ماتكون ردة الفعل تلك عكسيه غير متناسبه وطبيعة ذلك الانسان السابقة ، والنزقة بحد ذاتها تمثل أحد الاشكالات الحقيقية التي تصيب بعض عموم الناس " وبعض " المسؤولين  لدينا بشكل خاص ، فبعض المسؤولين ممن كانوا يعملون بوظائف وأعمال عادية ممن لم يكونوا يتوقعون وصولهم لكرسي المسؤولية في يوم من الأيام .. يتفاجئون بصدور أداة تعيينهم بمنصب كبير لترأس أو عضوية إحدى الوحدات الحكومية أو الخاصة لم يكونوا يفكرون أو حتى يتخيلون إمكانية وصولهم إلى ذلك المنصب في يوم من الأيام ، وللأسف ونتيجة لتلك النزقة تجد رد فعل تلك الفئة من المسؤولين عكسية ، ففي الوقت الذي يتم تعيينهم في المناصب للاستفادة من علمهم وخبراتهم في تطوير العمل في الجهات المعينين بها تجدهم يتناسون أن المنصب هو تكليف ليحسبونه تشريف ومن ثم يصبون كل تركيزهم على كيفية تلبيس ذلك الكرسي بريش النعام وكيفية فرض سيطرتهم وشخصيتهم على الموظفين الموجودين تحت اشرافهم حتى وان كان ذلك من خلال فرض بيروقراطية ادارية صرفه من شانها تطويل سلسلة الاجراءات البيروقراطية ومن ثم البطء في انجاز العمل مما ينتج معه سوء وقلة في الانتاجية  وتعطل مصالح الآخرين !! بل تجدهم لا يؤمنون بوجوب تدريب انفسهم على مهام الوظيفة الجديدة التي قد تكون جديدة أساساً عليهم كونهم كانوا يعملون بوظائف أخرى ويعدون ذلك التدريب وكأن فيه منقصة لهم !! بل والأعجب أن تجدهم لا يقبلون حتى مناقشة موظفيهم اذا ماحاول الموظفون ذلك لاعتبارهم ان في النقاش التقليل من شأنهم ولكونهم يعتقدون أن كل مايفعلونه هم هو الصحيح وان الطريقة التي يفكر بها الموظفون هي الخاطئة !! بل المصيبة تعظم عندما تجد ان بعضهم يحاول التدخل حتى في فنيات الامور التي لا يفقهون فيها شيئاً في محاولة بائسة " للتفلسف " في حين أنهم في الواقع يضعون أنفسهم محلا للسخرية !!  بل وابعد من ذلك .. تجد أن المسؤول السابق كان اقرب إلى الموظفين ، فمكتبه كان مفتوحا لهم وهنالك سلاسة وسهولة في التواصل معه في حين أن بعض " المسؤولين المنترقين " يخلقون بينهم وبين الموظفين ألف حاجز وباب يجب اجتيازها كلها قبل امكانية مقابلتهم او الوصول إليهم لانهم يعتقدون أن في هذا فرض لشخصياتهم وقوتهم وسيطرتهم !! لتجد الموظفون يترحمون على المسؤول السابق وعلى تلك الايام الذهبية التي ليس هنالك بصيص من أمل في عودتها بوجود المسؤول الحالي بل وتجد ان ذلك ينعكس سلباً على نفسية الموظفين بتلك الجهة !!

الناتج من ذلك كله أن ذلك " المسؤول المنتزق " برد فعله " الانتزاقي " يقود المؤسسة إلى الوراء والعمل بها يتراجع شيئا فشيئا ليخيب ظن من اختاره ورشحه ووضع ثقته فيه لتكون المحصلة في النهاية خيبات أمل متتالية تجاه المؤسسات من قبل الموظفين أولا ومن ثم من قبل المتعاملين معها ، وهو مما لا شك فيه فإنه يعتبر مشكلة حقيقية بالهيكل الاداري إذا ماكانت تلك المؤسسة احدى وحدات الجهاز الاداري للدولة .

ختاماً يجب أن يتذكر كل شخص يتم تعيينة في منصب مسؤولية أن ذلك ليس تشريفا له يجعله يتكبر ويتفاخر ويتعالى على الخلق ، بل إنه تكليف وأمانة أمام الله قبل كل شيء ومن ثم أمام ولي الأمر والمواطنين وبالتالي عليه أن يتواضع ويفكر في كيفية انجاز مهامه على أكمل وجه وبشكل يرضي الله سبحانه وتعالى وولي الامر والمواطنين وهذا يتطلب منه أن يتدرب بداية ويتبحر في الاختصاصات الموكلة له وافضل الطرق والاساليب في ادارتها وانجازها ومن ثم البحث عن أفضل الحلول للقضاء على البيروقراطية الادارية ، ولا ننسى أهمية التواضع وتبسيط التواصل بينه وبين الموظفين وضرورة الاستماع لهم كونهم ذوي خبرة في المجال وبالتالي فقد يجد في افكارهم مامن شأنه تطوير العمل في مؤسسته ومن ثم تحقيق الارتقاء بها .

سعود الفارسي
29/9/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق