شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الأحد، 1 يناير 2012

مخزن الباطنة الكبير !!


مخزن الباطنة الكبير !!




من منا لم يسمع في صغره بمصطلح " سهل الباطنة " ، وقد تم وصف الباطنة بذلك نظرا لانتشار المزارع والخضرة فيها حيث كنت تجد الأشجار بمختلف أنواعها تظلك بظلها منذ أن تدخل لولاية بركاء إلى أن تصل إلى خطمة ملاحة ، فتشاهد أشجار النخيل والمانجو والليمون والفرصاد والفيفاي والموز والنارجيل والصبار والجوافة والنبق وغيرها بالإضافة إلى اشتهارها بزراعة كل أنواع الخضار الموسمية فتجد الطماطم والبطاطا والقرع والجح والشمام والجزر والخيار والكثير من الأنواع الأخرى التي لا يمكنني حصرها بمقال ، وفجأة وبدون سابق إنذار بدأت تلك الأشجار بالاختفاء وظهر مكانها هكتارات من الحشائش المخصصة لأكل الأبقار والمعروفة بقيمتها الغذائية المنخفضة ، لدرجة أنك ترى مزارع بأكملها تحولت إلى اللون الأخضر بالكامل قبل أن تتلون بالأصفر دون أدنى تفكير من قبل المزارعين بأن تلك الحشائش أهم سيئاتها استنزاف المياه الجوفية بشكل غريب جداً ، وبالمقابل لم تحرك الجهات المعنية بالبلد ساكناً لوقف تلك " المهزلة " والجريمة الكبرى في حق البلد ، وأقول في حق البلد لان ذلك الاستنزاف له ابعاده الكبرى على جميع الاصعدة المجتمعية والاقتصادية ، وحتى مع تغير جودة الماء لم تتحرك تلك الجهات بل العكس كانت مزارع الحشائش تزيد يوما بعد يوم وكنت اتعجب عندما كنت اخرج من بركاء الى الباطنة بسيارتي المرتفعة ازدياد تلك الرقعة الخضراء يوما بعد يوم كذلك ، بدأت المياه تنضب وبدأت الأشجار تموت وارتفعت أسعار الخضار والفواكه ووجه المزارعون ممن لا يزرعون الحشائش بل وحتى المواطنون ممن تضرروا بارتفاع الاسعار نتيجة شح المحاصيل نداءات استغاثة ومع ذلك لم " يتحرك ساكناً " ، والآن وفي عز شح المياه وملوحة الأرض وتحولها من زراعية إلى أراضي جرداء قاحلة ومع سماعنا لبعض التصريحات الخاصة بنقل مزارع الحشائش من الباطنة إلا أن الاستنزاف لا يزال مستمرا وبشكل فظيع !! متى يا ترى سيكون هنالك نية خالصة وحب خالص للبلد من قبل بعض المسؤولين ، كفانا تقديما لمصالحنا الشخصية على المصلحة العامة ، تعجبت عندما أخذني أحد الأصدقاء إلى إحدى المزارع ببركاء والتي تبلغ مساحتها العشرات اذا لم تبلغ المائة فدان والعجيب أنها ماتزال تزرع الحشائش ، وصدمني صديقي عندما قال لي أن بها عدد " .... " رق مياه يشفط المياه الجوفية شفطاً ليلا ونهاراً !! لم أقل العدد لأني إلى الآن غير مصدق للرقم !!! الرقم عجيب غريب كيف يعطى تصريح لمزرعة واحد كل ذلك العدد في حين أن بعض المواطنين توجهوا لتلك الجهات بطلب تعميق رقوقهم او استبدال امكانها وتمت الموافقة لمن تمت " بطلوع الروح " !!

من ناحية أخرى وبدلاً من أن تقوم الجهات المختصة بدراسة تلك الظاهرة والبحث في كيفية إعادة إرجاع الحياة لتلك المزارع وفي أبعاد تلك " المصيبة " نجد بأن هنالك زراعة جديدة ظهرت على الساحة بشكل مفاجئ كذلك لتنافس أشجار الموز والنخيل والليمون والمانجو ... أتعرفون ما هي ؟ انها أشجار " المخازن اللوجستية " ، نعم أحبتي ، المخازن اللوجستية تغزو سهل الباطنة غزوا فضائيا كاسحا متخطية كل توقعات المواطنين ، فأول ماتدخل لولاية بركاء بوابة محافظة الباطنة جنوب تشاهد تلك المناظر الخضراء الخلابة المتمثلة بمخزن " فلان " اللوجستي على يمينك ... ومخزن " المنشفة " للتموين على شمال !! وعلى طول الطريق وحتى تصل إلى الدوار تلاحظ تلك الأشجار اللوجستية الرائعة الجمال الخلابة وطبعا تلك الأشجار انتشرت على طول خط الباطنة !! هل يعقل أن تسمح الدولة وتعطي التراخيص بإنشاء مخازن على الطريق الرئيسي للولايات بل ومكان " السهول " !! إذا لماذا نتحدث عن تخصيص مخططات صناعية بالولايات !! فلندع كل مواطن يخصص أرضه حسبما يريد وكيفما يرغب !! ما بال بلادنا تتخبط هكذا !! أين التخطيط أين المنهجية التي نسير عليها !! أجزم بأن كل شيء بالبلد يمشي على " البركة " ، كل مسؤول يفعل ما يحلو له في القطاع الذي يترأسه دون النظر إلى اعتبارات المصلحة العامة !!
هل إعادة الحياة لسهل الباطنة بتلك الصعوبة !! كثيرا من الدول المجاورة الغير زراعية أصلا وذات البيئة الصحراوية الجافة تجد لديها خطط طويلة الامد لمكافحة التصحر بل وبدأت تجول الصحاري القاحلة التي لم تكن مزروعة يوما إلى مزارع !! ونحن نعجز عن إعادة الحياة لأراض بكر أصلها زراعية !! لماذا لم تفكر الحكومة في إعطاء المزارعين بعض القروض مثلا لتركيب وحدات تحلية للمياه بمزارعهم بل لماذا لم تتوجه هي لإنشاء تلك الوحدات بحيث يدفع كل صاحب مزرعة  تعرفةً رمزية مثلا ؟؟!! لماذا لم تقم الحكومة بإلزام شركات تحلية المياه بتوصيل المياه إلى المزارع مقابل تعريفة مخفضة غير تلك المعمول بها حاليا بحيث يتشجع اصحاب المزارع لإعادة زراعة تلك السهول !! هنالك الكثير من الحلول لإعادة الحياة لتلك المزارع أصحاب الاختصاص يعرفونها أكثر مني ولكن نفتقر إلى الرغبة الحقيقية لتحقيق ذلك ، ولنفترض فرضاً مثلاً - وأنا غير مقتنع بذلك - لنفترض أن تلك الأراضي اصبحت غير صالحة للزراعه أولم يكون من المنطقي تحويلها لسكنية تجارية لتكون واجهة الولايات على الأقل جميلة ومنطقية ومن ثم يكون خلفها مخططات سكنية !!   ليعلم اولئك المسؤولون أننا غير راضين عن تحويل محافظتنا لمخزن كبير ارضاء لأحبابهم ولمصالحهم .

سعود الفارسي
1/1/2012م  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق