شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 23 مارس 2013

انا أعرف حقوقي !!


أنا أعرف حقوقي .. !!

 

الأطفال هم واقع كل مجتمع ومستقبله ، ومتى تربى الأطفال على الدين والأخلاق الحميدة وزودوا بالعلم فإن المجتمع بكل تأكيد سيكون مجتمعا مستقرا متقدما متطورا، فالطفل يولد كالصلصال او الصفحة البيضاء نحن من نشكله ، وليس هنالك من دليل على ذلك أصدق من قوله صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " فليس هنالك من طفل يولد سيئا او ذا أخلاق منحلة أو من أصحاب المشاكل والإجرام ، وبالتالي فإنه متى ماكانت البيئة المحيطة بالطفل  تتميز بالإنحلال الأخلاقي وفصل الدين عن الدنيا ومتى ماكان مستوى التعليم سيء ومناهجه متواضعة فإن النتيجة بكل تأكيد ستكون خلق جيل متواضع في الامكانيات والعقليات والقدرات ، وهي مؤشرات نستطيع من خلالها القول أن المستقبل عليه السلام !!





  الاهتمام بالاطفال يتطلب تكامل الجهود بحيث يقوم كل منا بدوره على أكمل وجه ، فالبيت والمدرسة يعلمان الطفل ويطورانه ، وبالتالي فإنه متى ماوجد خلل في أداء أحدهما فإن الخلل بالضرورة سيودي لوجود خلل في النتيجة النهائية لمشروع الطفل !

 

   بالأمس القريب ، وصلتني العديد من الرسائل عبر برامج التواصل الإجتماعي تتحدث عن وجود كتاب جديد تنوي وزارة التربية والتعليم توزيعه على ابنائنا وبناتنا طلاب وطالبات الصف الثاني الإبتدائي يحمل عنوان " أنا أعرف حقوقي " ، وكانت الرسائل تركز على إحدى الصفحات التي تظهر فيها صورة مرسومة لثلاثة أطفال ، الأول أجنبي ويقول " أنا أحب أن أقرأ " والصورة الثانية لطفل يرتدي الزي العماني ويقول " وأنا أحب أن أغني " ، والصورة الثالثة لطفلة ترتدي الزي العماني وتقول " وأنا أحب أن أرقص " !! وكانت الرسائل المتداولة تنطوي على الكثير من الغضب والسخط من قبل أولياء الأمور على اعتماد الوزارة لمثل هذا الدرس تحديدا من جانب  ، ومن جانب آخر لاجبار الطلاب على دراسة الموسيقى كمادة اجبارية ، لذلك قمت بالتواصل مع بعض ذوي العلاقة بالتربية والتعليم للتحقق من مدى مصداقية الخبر ، والنتيجة أن التربية والتعليم فعلا قامت بتوزيع الكتاب على بعض المدارس لتوزيعه على طلاب الصف الثاني الابتدائي ، ومن خلال النقاش اتضح أن الكتاب بشكل عام رائع به رسائل ايجابية جدا موجهة للأطفال تعرفه بحقوقه الاساسية من صحة وتعليم ولعب وممارسة الهوايات ، وهو يعتمد أسأليب شيقة كالرسم والقص واللصق والتلوين ، وهو كتاب من إعداد اليونيسيف ، وكما سبق القول فالكتاب بشكل عام رائع ولكن الصفحة محل الانتقاد تستوجب الوقوف عندها للتفكير بتعمق ، لماذا لم يتم اختيار عبارات افضل تناسب بيئتنا ومعتقداتنا وثوابتنا للتعبير عن مضمون تلك الصفحة ؟ لماذا لم توضع عبارة " أنا أحب أن أرسم " مثلا بدلا من عبارة " أنا أحب أن أرقص " ؟؟ لماذا لم توضع عبارة " أنا أحب كرة القدم " بدلا من عبارة " أنا أحب أن أغني " !! والسؤال الأهم ، ماهي الرسالة التي يريد أن يوجهها معدي الكتاب لفلذات أكبادنا من خلال استخدام " الرقص والغناء " لمرتدي الزي العماني واستخدام عبارة " أنا أحب أن أقرأ " للأجنبي !!

 

بكل تأكيد سيأتيك بعض " المتفلسفين " ويقول ماهذه النظرة الضيقة للعمانيين ! بل وقد يقول ماهذا الفكر " المتخلف " ، في حين أن التخلف الحقيقي والنظرة الضيقة تكون عندما لا نقف عند بعض الأمور التي وإن بدت في ظاهرها بسيطة إلا أن في حقيقتها تنطوي على الكثير من الأبعاد المستقبلية .. بل قد تكون من باب دس السم في العصير .

 

يجب على المختصين بوزارة التربية والتعليم التنبه لمثل هذا الكتاب وغيرها من الكتب خصوصا تلك التي تعد في الخارج وتأتينا جاهزة ، فليتعبوا قليلا وليخصصوا بعض الوقت في قراءة تلك الكتب بتعمق وتأني .. للتحقق من سلامة مافيها وملائمته لواقع المجتمع العماني وثوابته ، أنا لا افترض سوء نية معدي الكتاب ولكن الأخطاء واردة ، وكذلك مايعده البعض من باب الثقافة قد يدخل في الحلال والحرام والثوابت عند البعض الآخر ، وعليه ، يجب التنبه لمثل هذه الأخطاء – إن صح التعبير – ومن ثم يجب سحب الكتاب وحذف تلك الصفحة منه أو استبدال التعبيرات الواردة فيه بمصطلحات تتناسب ومجتمعنا وديننا ، فأنا كولي أمر ماذا سأقول لأطفالي الذين لا أنفك أقول لهم أن الغناء " حرام " لو أتوا إلي غدا وسألوني " بابا انت تقول الغناء حرام والكتاب يقول عادي " !! وماذا نقول لبناتنا إذا أتين يحاججننا " كيف تقولون أن الرقص حرام والكتاب يصرح أن الرقص هواية ؟" .. يجب أن تكون المناهج الدراسية والكتب المدرسية والمصادر الأخرى التي تعطى للطالب وتلك التي يمكن من الاطلاع عليها رسميا ، أن تكون متوافقة وبيئة المجتمع ومعتقداته حتى لا نصل لمرحلة الربكة والتردد والشتات التي من شأنها هدم القيم والثوابت بالطفل ، كما أدعوا وزارة التربية والتعليم الى ضرورة إعادة النظر لمادة " الموسيقى " التي جعلتها إجبارية لتكون مادة اختيارية ، بحيث يتمكن أولياء الأمور من تربية أطفالهم بالطريقة التي يعتقدون انها الأنسب لهم ، فهم أدرى بمصلحة طفلهم وأحرص عليها .

 

 

سعود الفارسي

23/3/2013م

هناك تعليق واحد:

  1. تحليل ممتاز للحدث البارز على ساحة وزارة التربية والتعليم ..عن كتيب أنا أعرف حقوقي ..كما أسلفت أخي الكتاب جميل كمبادرة وتصميم وهدف نوعا ما .. ولكن ما يثير التعجب هو كون وزارة التربية وهي بمسماها تهتم بالتربية قبل التعليم ..أن تهدف إلى تربية اطفالنا على العادات الاسلامية لا على النهج الأجنبي ..
    وخاصة ونحن بهذا الزمن المتسارع بحاجة ماسة إلى ترسيخ القيم الإسلامية أكثر عن قبل لأن العالم اليوم أًبح قرية صغيرة.. كما اشكر وزارة التربية على تبهها لهذا الأمر ووقفت توزيع الكتاب إلى أن يتم تعديل المحتوى...
    بورك مسعاكم والى الامام

    ردحذف