أتعبتهم .. ياحمد !!
أتعجب حقيقة من عقول
بعض البشر المصابة بنوع من العقد " النفسية " فتجدها لا تصدق أي أمر
إيجابي يقوم به أي عربي ، بل وتجد أن سوء النية والتشكيك في مقدمة الأفكار
المطروحة لديهم ! لماذا هذه النظرة التشاؤمية والتخوين المستمر في نوايا بعضنا
البعض ! ولماذا نربط كل مايحصل بـ " المستور " على حد قولهم !
كلنا تابع بالأمس خطاب
أمير قطر السابق الشيخ حمد والذي أعلن فيه عن تسليم مقاليد الحكم لإبنه "
تميم " في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ عصرنا الحديث في مشهد رائع بل في
قمة الرقي ! وما أن تم تناقل الخبر حتى بدأ بعض " مرضى " العقول في
تشويه تلك الصورة الجميلة في ظاهرها - على أقل تقدير- وقاموا يلقون التهم جزافا
على الرجل ، فمنهم من شكك في طواعية تنازله قائلا أن أمريكا هي التي أجبرته ،
ومنهم من قال أنه انقلاب عسكري بقيادة ابنه ! وأن الرجل تم تخييره بين حفظ ماء الوجه
وبين الخلع ، ومنهم من وصل إلى حد السذاجة ليقول بأن زوجته " موزة " هي
من اجبرته !! وإذا ماناقشتهم أو طلبت منهم الدليل كان جوابهم " أنت لا تعلم
المستور والمستخبي " ! عجبي !! نعم أعترف أني لا أعرف المستور ولا المستخبي
فانا لست بأحد أولياء الله الصالحين ولست بنبي ، ولكن سؤالي لكم هل ماتقولتم به على
الرجل كان مبنيا على أدلة وهل أنكم تعرفون المستور والمستخبي فعلا ! بعبارة أخرى
هل أنتم ممن ينطبق عليهم القول " مرفوع عنه الحجاب " على حد وصف أخوتنا
المصريين ؟! بل ووصل الحال بالبعض لتناقل صور الأمير الجديد وهو يرتدي الملابس الرياضية أو ملابس السفر معلقا على الصورة " هل هذا بالله عليكم ينفع يكون أمير " !! تعليق إذا دل فإنه يؤكد على عقدة النقص التي يحس بها البعض !! وسؤالي لكل من يتناقل تلك الصورة " أولا ترتدون ملابس رياضية أو ملابس معينة للسفر ؟! أوتسافرون للدول الأوروبية بالدشداشة والبشت والغترة و العمامة و الكمة ؟؟!! " .
من وجهة نظري إن ماقام
به الشيخ " حمد " من تسليم مقاليد الحكم إلى إبنه الشاب لهو قمة
العقلانية والحكمة وهي خطوة إيجابية سباقة تحسب له ، بل وماسبق ذلك من اجتماعات مع
أهل الحل والعقد ومع الأعيان والشيوخ لعدة أيام لدليل على منهجية معينة تمت من خلالها
عملية نقل الحكم ، وكم كانت جميلة تلك الصورة التي ظهر فيها الشيخ " حمد
" وابنه " تميم " وهما يرحبان بالمهنئين يقفان جنبا إلى جنب
بابتسام وسعادة !
دعوني أذهب بعيدا
وأساير من يقول أن تسليم الشيخ " حمد " لإبنه " تميم " السلطة
كان إجباريا ، أولم يكن للشيخ " حمد " من امكانية لاتخاذ موقف معين تجاه
خلعه ؟ وحتى اولائك ممن يقولون أن أمواله كانت مجمدة أولم يكن باستطاعته سحب نفسه
بهدوء وعدم اكمال " المسرحية " – على حد قولهم – الخاصة بنقل الحكم
والخروج من قطر لإحدى الدول الأوروبية أو الآسيوية لقضاء بقية عمره معززا مكرما
بها ! أولم يكن باستطاعته ان يستأجر بعض " المرتزقة " كما فعل بعض
الزعماء العرب المخلوعين ليعيث في قطر قتلا وتدميرا ! أولا يحسب للرجل – إن صحت
تلك المزاعم – أنه لم يطلق رصاصة واحدة تجاه شعبه ولم يرق قطرة دم كما فعل غيره !!
ختاماً أقول .. إخلعوا
نظارة التشاؤم والسلبية تلك ، وأرفعوا قبعات العقد النفسية والفكرية عن رؤوسكم
واسبدلوا بها قبعات مليئة بالتفاؤل والخير بغد أفضل ، فليس كل تصرف يقوم به عربي
يكون بسوء نية ، وليس كل قرار يتم من المحتم أن تكون وراءه " امريكا " !
ومادمتم تجادلون بالجهل دون دليل فإن من الأفضل لكم ألا تخوضوا في النوايا لأن حسن
النية في الإنسان مفترضة مالم تقم الحجة والدليل على عكس ذلك ، ونصيحة أخيرة
أوجهها لكم ولنفسي قبلكم ، اتقوا الله في أنفسكم ولا تظلموا الناس ولا تسيئوا الظن
فيهم ، وتذكروا قوله تعالى " إن بعض الظن إثم " ، وأخيرا تهنئة خالصة مني
لجميع أهل قطر حكومة وشعبا أدام الله عليكم الخير والاستقرار وادام الفرح والسرور على
بلدكم أبد الآبدين بإذنه تعالى .
سعود الفارسي
26/6/2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق