#سبايدرمان_عمان
خلفان .. رجل ثلاثيني يسكن بحارة المغيفلة ، كان خلفان من
البشر المستضعفين بسبب غباءه المفرط ، كان الأطفال يسخرون من " كشته
المتكشكشه " ، كان خلفان يشتهر بوزاره الأزرق وفانيلته الداخليه الصفراء
وزنوبته عشبية اللون ، وبالرغم من كل سلبياته كان خلفان يحب إصلاح
"السياكل" .
في يوم من الأيام جاء أخو خلفان الأصغر " مرهون "
يبكي بحرقة لأن سيارته " الهامر " التي اشتراها من أحد المجمعات
التجارية المعروفة برداءة جودة ماتبيع من منتجات ذات الشعار المعروف " زعقة
في وجه الغلاء " كانت قد " اختربت " ، فرق قلب خلفان لمرهون ، فذهب
ليحضر عدته من مخزن معداته " تحت الدرج " ، كان المخزن مكتضاً بالأغراض
والغبار والأتربة ، لدرجة أن الحشرات إتخذته بيتاً لها ، دخل خلفان المخزن ، ووصل
إلى " درج " عدته بصعوبة بعد أن تخطى عشرات "الكراتين"
الفارغة و " جلاصات " الجبن الفارغة المغسولة لإعادة استخدامها ، أدخل
خلفان يده لذلك "الدرج" يتحسس مابداخله باحثا عن " سكروب مربع
" ليتمكن من فك براغي " همر " مرهون ، وبينما هو يقلب بيده الأشياء
بداخل الدرج إذا بعنكبوت سام من فئة الأرملة السوداء "يقصع " سبابة
" خلفان " ، صرخ خلفان فجأة " آآآآخ " ، وبدأ يحس بغثيان
وبدوار في رأسه ، سقط خلفان على الأرض ولحسن حظه أن رأسه لم يرتطم بالأرض لأنه سقط
على "جونية " مملوءة بعلب البيبسي الفارغة – طبعا الكل يعلم الهدف من
جونية علب البيبسي مالازم أشرح - ، بعد ثلاث ساعات أفاق خلفان من غيبوبته ، الغريب
في الأمر أن خلفان بينما كان يفيق كان يحس بعلب البيبسي " تتقرطع " بشدة
من تحت رأسه وكأن فرامة علب تفرمها ! كما أنه بدأ يحس بقوة وذكاء منقطعي النظير !
جلس خلفان على الأرض قليلا وهو " يجرف " شعر رأسه المليء بالقمل "
والصيبان " ، تفاجأ خلفان أن ألوان " وزاره " الأزرق تغيرت ! فأصبح
وزاره بشكل شبكة عنكبوت لونه "بيذامي " مخطط باللون الأبيض ! والأعجب في
الأمر أنها المرة الأولى التي يرى خلفان "وزاره" مكوياً !! إرتاب خلفان
وارتبك، لم يعرف ما الذي حصل ، فهرع مسرعاً إلى غرفته التي يتشاركه فيها
"مرهون " ، ودخل إلى الحمام ليغسل وجهه ، عندما واجه المرآة
"تسمر" خلفان في مكانه !! حيث رأى بأن فانيلته الداخلية الصفراء تحولت
إلى اللون الأزرق وقد رسم على صدره شكل " لغة / سحلية / تمساح مال جدار
" مخرجة لسانها على شكل " رمح " ! جن جنون خلفان ماهذا الذي يحصل
!! والأغرب أن جسد خلفان أصبح مفتول
العضلات !! قام خلفان برش وجهه بالماء مرات ومرات لعله يصحوا من حلمه الغريب هذا !
إلا أنه ومع كل رشفة يزداد يقينا أن الذي يحصل معه ليس حلما ، بل حقيقة مائة
بالمائة !
فجأة سمع خلفان صوت أخته " موزة " تستنجد قائلة
" لحقوني بسرعة مرهون طاح في الطوي " .. هرع خلفان لنجدة أخوه مرهون
الذي سقط في " طوي " البيت فدخل " للطوي " دون أي تفكير ،بعد
ثوان خرج خلفان متسلقا للطوي دون حبل! كما تتسلق " اللغة " الجدار ،
ومرهون مربوط بظهره بخيوط عنكبوت ! تعجب الكل من هذا المشهد ! خرج خلفان وانزل
مرهون من على ظهره ! الكل متعجب ويتسائل !! ماهذا الذي يحصل ياخلفان ! من أين أتيت
بكل هذه القوة ! وكيف تسلقت دون حبل ! كان خلفان يوميء برأسه بعدم المعرفة !! فجأة
أحس خلفان بالانتشاء ، بغض النظر عما حصل معه وعن سبب هذه القوة والميزات ، فإن
المهم أنه أصبح بإمكان خلفان أن يثبت للجميع بأنه على خلاف مايقولون ! فخلفان
اليوم غير خلفان الأمس .
خرج خلفان من المنزل متوجها إلى محلات خياطة " الكميم
" في سوق السيب ، ودخل لأحدها وطلب من الخياط "راج" أن يخيط له كمة
على شكل شبكة العنكبوت باللونين البيذامي والأبيض ، على أن ينهيها له بذات اليوم!
وفعلا خلال ساعات أنهى راج الكمة وسلمها إلى خلفان ، كما أشترى خلفان حذاء جديد من
نوع “DH” الماركة المعروفة جدا بين فئة الشباب .
في صبيحة اليوم التالي، وعلى غير العادة خرج خلفان من منزله
مبكرا جدا يرتدي وزار وفانيلة وكمة " سبايدرمان " ، وأخذ " يحاوط
" في سكيك حارتهم المليئة بالعمالة الوافدة ، وبينما هو بجانب أحد المنازل
إذا به يسمع صراخ إحدى النساء تستنجد ، هرع خلفان لمساعدة المرأة فإذا به يجدها
تصرخ لأنها كشفت " الخادمة " مع أحد العمال بغرفة نومها ! حيث أنها كانت
في طريقها للعمل فتذكرت هاتفها النقال فعادت إلى المنزل لتأخذه فوجدت خادمتها مع
العامل في وضع مخل على سريرها ! غضب خلفان جدا ، فأمسك بالعامل ولفه بخيوط العنكبوت
، ومضى ساحبا إياه خلفه ، أخذ خلفان العامل وعلقه على " حطبة الكهرباء "
بوسط الحارة رأسا على عقب ، تجمع الناس محيين خلفان ومصفقين له على موقفه الرجولي
وخلفان يقف على رأس " حطبة الكهرباء " شامخا ! ومن ثم ركض خلفان على
" وايرات الكهرباء " مبتعدا عن جمع الناس حتى توارى عن الأنظار ، كان من
بين ذلك الجمع " خدوج " الفتاة الجميلة التي كان يتمناها خلفان زوجة له
لكنها كانت ترفضه باستمرار بسبب كشته وغباءه ! أحست " خدوج " بقلبها
ينبض بالحب والشوق تجاه خلفان ! وأحست بالندم الشديد على رفضها إياه ! فرجعت إلى
المنزل وأخبرت أمها " فطوم " بما شاهدت ، جن جنون " فطوم "
بعد أن علمت أن قلب خدوج بدأ يخفق حبا لخلفان خصوصا وأن أحد أولاد " الهوامير
" كان قد تقدم لخطبت خدوج ! فصارحتها فطوم بأن أحد أبناء الهوامير قد تقدم
لخطبتها إلا أن خدوج صرخت رافضة " لا أريد سوى خلفان " فركضت لغرفتها
وهي تبكي .
أصبح خلفان وبطولاته حديث المحطات الاذاعية والتلفزيونية
والصحف والمجالس ،خلفان يمسك برئيس عصابة مخدرات بروي ، خلفان ينقذ أسرة من الغرق
جرفهم وادي الخوض بعد أن خاطر قائد المركبة بعبور الوادي ، خلفان ينقذ فتاة
مختطفة، خلفان يضبط مجموعة من المتسللين بالباطنة ، خلفان يصلح انبوب مياه
العامرات بعد انقطاع في الخدمة لمدة اسبوع في ظل عجز الجهة القائمة على الاشراف
خصوصا بسبب " طفرة المواطن " غير المتوقعة! ،خلفان ينهي أزمة التلوث
بلوى، حتى "المعصرات" أصبحن لا
يتحدثن إلا عن خلفان ، خلفان فعل خلفان أنقذ خلفان أمسك خلفان خلفان خلفان ! في ظل
زحمة هذه الأخبار أصبح قلب خدوج لا ينبض إلا باسم خلفان ، قررت خدوج أن تصارح
خلفان بمشاعرها ، أخذت خدوج هاتفها وعملت " رنة " لخلفان حتى يتصل بها
لأنها لا تملك الرصيد الكافي لاتمام المكالمة ، كان خلفان في هذه اللحظة ينفذ إحدى
مهماته المستحيلة ، حيث كان بطريقه من مسقط إلى الدقم متنقلا بين البنايات وناطحات
السحاب بواسطة خيوط العنكبوت بسرعة بعد أن علم عن مشكلة " التربة الانتفاخية
" فقرر أن يساهم في حل هذا الاشكال ، فما أن رن هاتفه إلا ووقف للرد عليه ،
فوجد رنة من رقم غير مسجل ! فخشي أن تكون حالة طارئة ، قام خلفان بالاتصال بذلك
الرقم فتفاجأ بالصوت الانثوي الرقيق يرد : هلا خلفان شخبارك ، عرفتني ؟ رد خلفان : لا ، من ؟ ، قالت : أنا خدوج ،
خلفان : خدوج ؟!؟! معقولة !! إيش تريدي ؟ فيك شيء ؟ خدوج : لا بس خلفان أريد
أصارحك بشيء ، بصراحه أنا واجد ندمانة إني رفضتك ، خلفان أنا أحبك !! خلفان
متفاجئاً : تو عاد !! أقول يلا باي أنا مشغول ، والمثل يقول " اللي مايشتريك
بذهب لا تشتريه بتراب ، وعبدالكريم يغني يقول : عافك الخاطر خلاص " ، خدوج :
حرام عليك خلفان لا تكسر فؤادي ، خلفان : انتي كسرتي فؤادي مرات ومرات باي ، أغلق
خلفان الخط ، وأكمل طريقه قافزا من بناية لبناية ومن ناطحة سحاب لأخرى في طريقه
إلى الدقم .
جن جنون خدوج ، فأخبرت أمها " فطوم " بما حصل ،
اشتاطت فطوم غضبا ، فقالت لخدوج : لبسي " وقايتك " بنروح مشوار الحين ،
أنا بطلع منه خلفانوه البطران ، لبست " خدوج " وقايتها وخرجت مع أمها في
سيارتها الكورونا " 96 " حمراء اللون ، وتوجها إلى إحدى الحارات القديمة
جدا ذات البيوت الرثة ، ومن سكة لسكة ، إلى أن وصلن لبيت من يسمى بـ " المطوع
جمعة " ، نظرا لكون أن بيت المطوع
ليس به جرس فقد دقت فطوم الباب الحديدي بيدها ، لم يخرج أو يرد أحد ، دفعت فطوم
الباب فإذا به مفتوح ، دخلت الاثنتان إلى المنزل ، صرخت فطوم " هود هود
" ، فإذا برجل جالس تحت البيذامة " قربي قربي " ، كان الرجل الجالس
تحت البيذامة هو المطوع جمعة ، كان يرتدي دشادشة مصفرة و " كمة " بيضاء
كتلك التي كانت تجلبها لي أمي من السعودية بعد رحلة الحج أو العمرة ، توجهت فطوم
وابنتها وجلستا بقرب المطوع جمعه ، فقالت فطوم : مطوع جمعه جايتنك في خدمة ، هذه
بنتي خدوج تريد واحد من جيرانا هو كان خطبها كم مرة ونحن رفضنا بس الحين هي تريده
وكلمته بس هو رفض! أنا أقول يمكن وحدة من بنات إبليس مسوتله طب أو عمل ! ، رد
المطوع جمعه : أكيد تقصدي ولد جيرانكم اللي يسموه " خلفان " ! قالت فطوم
وهي في دهشة : هو صح يالشيخ ! كيف عرفته ؟ ، فيرد المطوع : ليش الحين انتي عجب
جايتني يوم إنتي ماواثقة في علمي ؟! ، فطوم : السموحة منك الشيخ ، الشيمة سامحني
ماقصدي ، إنزين تو مو شورك الشيخ ؟ ، رد المطوع : يابنت الحلال دام وصلتي لحد هنا
مابردك خايبه ، طلع المطوع جمعه كيس من " مخباته " به عدد سبعة من محار
البحر وعظمتين صغار، فرش المحار والعظام أمامه وبدأ في تحريكهم في حركة دائرية ،
فقال : سمعي يافطوم ، هذا خلفان مسوايله حرز قوي جدا من السحر الأسود ، هذه وحدة
من جاراتكم مسوتله إياه عشان يحبها ويتزوجها ، قالت فطوم : هذه محد غير شريفوه بنت
فوزيه ! والحل يا الشيخ ؟ فقال المطوع : أنا أقدر أسويله شغل يفك هذاك الحرز
ونربطه نخليه يحب بنتك خدوج ومايتزوج غيرها ! بس ترى كل شيء بثمنه ، قالت فطوم :
مايهمك الشيخ ، إنت سوي الحرز وحط سعرك ولا يهمك .
دخل المطوع لداخل البيت وبعد دقائق رجع لفطوم وابنتها وبيده
شيء مربع الشكل من قماش ، أعطاه لفطوم قائلا : خذي هذا الحرز ودفنيه عند باب خلفان
، وبإذن الله كلها كم يوم وخلفان بيكون مثل الخاتم في اصبعكم .
عموما ، واختصارا للقصة ، خلفان الآن في مستشفى الأمراض
النفسية ، وعلاجه شبه مستحيل ! والزيارة ممنوعة !
- النهاية -
ملاحظة : كل ماورد بهذه القصة من نسج الخيال ، ولم يرد بين
حيثياتها أي شيء حقيقي أو واقعي أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا ، وأي تشابه
في الأسماء أو الحيثيات أو الوقائع هو من " قبيل " الصدفة المحضة .
سعود الفارسي
21/9/2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق