شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

واقع التجاهل والتسويف والإضراب !!

واقع التجاهل والتسويف والإضراب !!






1/10/2013م هو اليوم الذي حدده عدد كبير جدا من المعلمين وبعض الإداريين والفنيين من العاملين بالتربية والتعليم كتاريخ لبداية إضرابهم عن العمل لعدم تعامل وزارة التربية والتعليم مع مطالبهم بجدية وعدم استجابتها للكم الأكبر من تلك المطالب – على حد تعبيرهم - ، وبين مؤيد للإضراب وبين معارض له " تُخلق " فجوة تتسع شيئا فشيئا بين الفريقين ، نعم للأسف ، فقد أصبحت ألحظ " موضة " الفريقين ! فهنا مؤيد وهناك معارض ، هذا يتهم هذا وهذا يخون هذا وهذا يشتم هذا !! والنتيجة توتر على مستوى العلاقات حتى على نطاق البيت الواحد في كثير من الأحيان والله المستعان .

كنت قد كتبت قبل مدة تتجاوز السنة عن موضوع مطالب المعلمين وكنت قد تناولت تلك المطالب بشيء من التحليل المقتضب ، ورغم أن الكثير من الناس يوجه إصبع الإتهام للمعلمين المضربين واصفا إياهم بأبشع وأشنع الصفات ومختزلا مطالبهم بأنها مادية ، إلا أن قناعتي الشخصية غير ذلك تماما ، فمطالب المعلمين المادية لا تجاوز 20% من مجموع المطالب ، عموما فقائمة مطالب المعلمين منشورة بكل مكان وبإمكان الجميع الرجوع إليها وقرائتها بـ " موضوعية " و " إنصاف " ومن ثم إطلاق الأحكام ، أما أن تطلق الأحكام هكذا جزافا لمجرد أنك سمعت فلان أو علان يتهم الغير فهذا من الظلم الكبير ، وأنا هنا لست بصدد المدافع عن أحد ولا أبرر لأحد تصرفاته ولكن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو مسج وصلني من إحدى قريباتي كان مضمون نصه " منذ سنوات ونحن نعاني من نقص المعلمين وهذا كان له انعكاس واضح على مستوى أداء المعلم " المضغوط " وعلى المستوى التحصيلي للطالب " واليوم وقبل التاريخ المحدد للإضراب بـ 24 ساعة جاءت لجنة من الوزارة واجتمعت بنا ووعدونا بتوفير 4 معلمات ! أين كانوا مسؤولوا وزارة التربية والتعليم قبل ذلك !؟
بصراحة ، سؤال منطقي جدا ! فمطالب المعلمين مرفوعة منذ أشهر طويلة للمديريات والوزارة بل ومنشورة على الانترنت ، لماذا التجاهل والتسويف في حل المشكلات العالقة ! لما الانتظار وعدم إبداء إهتمام فعلي تجاه مطالب قد تكون مشروعة في نظر المعلمين بما من شأنه تهدئة نفوسهم ما يكفل عدم خروج الأمور عن نصابها ! أنا وإن كنت أتحدث عن وزارة التربية والتعليم في مقالي هذا إلا اني أؤكد بأن هذا واقع الكثير من الجهات الحكومية في بلدنا للأسف ! فعلا .. سؤال المعلمة مشروع جدا بل ومنطقي ! من أين سيأتون بالمعلمات الأربع اللاتي وعدوا بتخصيصهن للمدرسة ! هل ياترى كانت هؤلاء المعلمات بمخزن المديرية أو بدرج المكتب ! حل كهذا يؤكد لي شخصيا نقطة مهمة هي أن التقصير هنا ليس متعلقا بأي جهة سوى وزارة التربية والتعليم ، فمن غير المعقول أن الوزارة ستقوم بمخاطبة وزارة المالية خلال 24ساعة لتخصيص درجات وظيفية جديدة لتعيين المعلمات ! مامعناه أن الدرجات الوظيفية موجودة والحلول موجودة لكن الجدية غير موجودة " أحيانا " للأسف الشديد ، اقول هذا الكلام وبداخلي غصة ، مادامت الحلول ممكنة والبدائل موجودة فلما لا يحقق " الممكن " ويناقش مايتطلب وقتا وتنسيقا بين أكثر من جهة بشفافية ليعرف كل ذي حق حقه وتهدأ النفوس !

رجوعا لموضوع المطالب ، معظمنا علم بطريقة ما أن المعلمين قد عقدوا العزم والنية لإضراب عن العمل منذ أسابيع ، وبالمقابل لم أرى مسؤولا واحدا من وزارة التربية خرج بتصريح يهديء الأوضاع للأسف ، يقال أن " الكلمة الطيبة دواء سحري لإمتصاص الغضب والحقد من قلوب الأخرين " ، قال تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " .

وبين مطالب ومتجاهل ومسوف ، هنالك من يدفع الثمن وهم أبنائنا طلبة المدارس ، وهي كلمة حق أقولها وبكل صدق كونوا منصفين ، إذا كان المعلم مخطئا في تصرفه هذا فهنالك طرف آخر يدفعه لذلك ، فالخطأ مشترك ، لكن للأسف دائم مانجد أصابع الإتهام توجه للطرف الضعيف المغلوب على أمره ، بينما تجد قلة قليلة جدا تتحدث عن الطرف القوي " على استحياء " ، وهذا ليس من الإنصاف بشيء ، فالطرفان يتحملان المسؤولية أمام المواطنين .

إن الأمور إذا ما استمرت تسير على هذه الوتيرة فإن الأكيد بأن ثقافة " الاعتصام والإضراب عن العمل " ستتابع طريقها في الانتشار بين مختلف القطاعات والأكيد أن الخاسر الأكبر من كل ذلك هو " الوطن " ، لذلك يجب على جميع الأطراف أن تكون أكثر هدوئا وأن تكون هنالك منطقة " إلتقاء " وسط بينها ، عندما يتحدث أحدها فإن على الآخر الإستماع له بهدوء وأن يأخذ كلامه محمل الجد ، وأن يشركه في إيجاد الحلول ، فالشفافية بحد ذاتها جزء لا بأس به من الحل ، وعلى الجهات المقدمة لها المطالب أن تعمل مابوسعها لحل الأمور الممكنة والتي في استطاعتها التعامل معها بطريقة أو بأخرى ، وإطلاع الطرف الآخر بتلك التي ليست في استطاعتها حتى يكون الجميع على بينة ، فتهدأ النفوس وتستقر الأوضاع ، ولنا فيما تم في القطاع الطبي في السلطنة خير مثال .  

نصيحة أخيرة موجهة لجميع الأطراف ، الهدوء ثم الهدوء ثم الهدوء ، فتصعيد الأمور ليس من مصلحة أحد ، ونصيحة خاصة جدا لأولائك المسؤولين الذين مايزال – بعضهم – يطل على الآخر من برجه العالي ، أرجوك ، انزل من برجك " العاجي " لتستمع للآخر بهدوء ورقي حتى لا يضطر ذلك الآخر إلى الصراخ حتى يسمعك مايريد ، فأنت " موظف " عماني والآخر " موظف " عماني وجميعكم ماوضعتم إلا لخدمة " عمان " .

سعود الفارسي

30/9/2013م    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق