كفانا نعوشاً متنقلة
بعد حادثة تصادم الحافلتين في شناص يوم أمس وجدت حرياً بي أن أكتب ماكان يجول في خاطري منذ سنين ، المشاهد أن حافلات نقل طلاب المدارس في عُمان لا ترقى لأن تكون باصات نقل " للعمل " في كثير من دول العالم ولن أقول من الدول المجاورة أو النفطية ، خصوصا الباصات الضخمة المستوردة من اليابان ومن باقي الدول التي قاعدتا صلاً تلك الحافلات لقدمها ولانتفاء عناصر السلامة فيها ، فهي لا تعدو أن تكون قطعة قديمة من المعدن الهرم الذي لا تتوافر فيه أي من عناصر السلامة ، والغريب أن تلك الحافلات الضخمة والتي تحمل في كثير من الأحيان في النقلة الواحدة ومن دون مبالغة ما يقارب المائة طالب !! هل تصدقون مائة طالب في باص واحد ، وكما سبق القول تفتقر للحد الأدنى من مواصفات السلامة ، بل والأدهى والأمر كيف يتم تسجيلها في السلطنة ! والأمر من ذلك كيف لوزارة التربية والتعليم والتي تتضمن مناهجها ماله علاقة بالسلامة على الطريق وإشارات المرور وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة كيف لها ان تتعاقد مع مثل تلك الحافلات ؟! هل ياترى لأنها الأرخص سعراً وتكلفةً ؟ أم لأن الوزارة غير قادرة وليس لديها الخطة على توفير حافلات جيدة ذات مستوى مقبول من عناصر السلامة والراحة !! السببين في اعتقادي اقل وارخص أهمية من أن نعرض أطفالنا فلذات أكبادنا مستقبل عمان للخطر .
وبعيداً حتى عن موضوع الحوادث .. ومن باب النظرة الانسانية الحانية .. كيف لنا أن نقبل أن يتم نقل أطفالنا في باصات كتلك لا تتوفر فيها وسائل الراحة ، حتى لدرجة ان طفلك يصل الى المنزل ووجهه مليء بالعرق والغبار !! اوليس بالامكان توفير باصات مكيفة ذات مقاعد جيدة لنقل الطلاب !! أوليس الطالب هو أهم وأكبر مشروع استثماري للدول !! ان الطالب هو اهم عناصر وجود الدولة وتقدمها مايعني أن الاستثمار فيه يجب أن يكون سخياً بعيد عن التقتير والشح والنظرة المادية البحتة !! ففي بعض الدول المجاورة يشترط في حافلات المدارس ألا يكون قد مر على " موديلها " 3 سنوات !! مامعناه أن الحافلة من موديل 2007 تكون غير مقبولة لنقل الطلاب للمدارس وتحول لنقل العمال .
وإذا ما انتقلنا للحديث عن السائقين فحدث ولا حرج .. نجد بأن الكثير منهم صغار في السن ممن انهوا الثانوية العامة او حتى اكبر قليلا ، لكن تجدهم غير مقدرين لحجم المسؤولية التي يحملونها وكأنهم يحملون قطيعا لا بشراً ، هذا ما كنت أعانيه شخصياً أيام المدرسة ، قيادة متهورة بجنون ، وصول متأخر وسرعة للحاق على المدرسة ولل" التريب " الثاني وهكذا ..
أرى بأنه يجب على وزارة التربية والتعليم مراجعة الأوضاع ووضع إستراتيجية فعليه واقعية تتمثل في امتلاك الوزارة لحافلات النقل وتعيين السواق بعد اختبارات قيادة معينة لا الاكتفاء برخصة قيادة عادية ، على أن تراعي في تلك الحافلات كافة عناصر الأمن والسلامة وبكل تأكيد لا ننسى عنصر " الراحة " .
سعود الفارسي
28/9/2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق