سليمة والمهمة المستحيلة
الحلقة (3/3 )
كنا قد تحدثنا في الحلقة الماضية كيف أن سليمة كانت تبحث عن عمل أيما كان وكيف أنها عندما عملت كمندوبة مبيعات طلب منها " البوس " راجو أن تتخلى عن دينها وأخلاقها ومبادئها في سبيل النجاح في العمل وكيف انها رفضت ذلك بداية ، إلا انها وعندما رأت النجاح الذي كانت تحققه صديقتها عن طريق " غنجها " و " أنوثتها " الكاذبة وأمام ضيق ذات اليد تخلت بعض من مبادئها إلا انها فوجئت بأن أحد المسؤولين يطلبها للعشاء !! فهربت ، ومن ثم التقت بإحدى صديقاتها في حديقة " الشريش " وكان زوج صديقتها تلك يعمل تاجراً صغيراً كسمكة صغيرة تسبح في محيط مليء بأسماك القرش المفترسة الاجنبية والزحلية بالتجنس من أمثال " كومار " و " راجو " وغيرهم ، فقبلها للعمل معه كسكرتيرة إلى أن تم تعيينها كمدرسة في أقصى جنوب زحل في حين أنها من أقصى الشمال وكيف باءت محاولاتها للنقل بالفشل ، وكيف أن أباها رفض تزوجيها لحجج واهية في حين أن الحقيقة كانت الجشع والطمع في مالها ، وكيف ان سليمة تنازلت عن حقها وذهبت للبنك " يقودها أبوها كما تقاد الشاة للذبح " وأخذت " سلفية " له حتى يوافق على زواجها من " علي " ذلك الشاب الرائع الخلوق الذي تتوافر فيه صفات الشاب الناجح وزوج المستقبل ، وكم ذلك المهر المرتفع الذي طلبه والد سليمة من علي والذي قبله علي لأنه يرى في سليمة مواصفات الزوجة والأم المثالية .
مرت الأيام وجاء موعد تقديم المهر والشبكة و " المندوس " المليء بالملابس ، كانت هذه المناسبة بالنسبة لعلي وسلمية مناسبة خاصة جداً وأرادوا الاحتفال بها بطريقتهم فكان " نقال الحق " مصاحب بأغانٍ شعبية تؤديها إحدى الفرق الشعبية التي تضم بين أعضائها أشخاص غير معترفين بـ " جنسهم " من الشواذ !! الذين لا أدري كيف يقبلهم المجتمع ويرحب بهم بل كيف ترمى و " تنشح " النقود فوق رؤوسهم ، عموما استلمت أم سليمة " الحق " والمتضمن ثمانية آلاف ريال نقداً إضافة إلى شبكة تكلفتها ألفا ريال وساعة قيمتها خمسمائة ريال و مندوس مملوء بالملابس تكلفته بلغت الألف وخمسمائة ريال، أي أن مجموع الحق المنقول كان اثنى عشر ألف ريال عماني هذا غير المصاريف المتبقية للعرس من حجز قاعة " الضوء للمناسبات " ووجبات الضيوف وغيرها من مصاريف في الوقت الذي لم يجاوز فيه راتب علي الستمائة ريال شهرياً ، ونظراً لكون أن علي لا يتبقى شيئ أصلا من مرتبه الشهري للادخار ولكون أن بلده " زحل " لا يقدم أي نوع من التسهيلات للشباب ، فهو لا يوجد به صندوق للزواج ولا يمنح بيوت اسكانية بل وحتى الأراضي الموصوفة بـ " المنحة الحكومية " هي في حقيقتها بيع وليست منحة كما أن موقعها يستحيل بناءه على الاقل للعشرين عاما القادمة ، بل وحتى مكافأة لتكوين أسرة لا توجد فقد لجأ علي في تأمين مصاريف زواجه إلى بنك " زحل " الدولي لأخذ قرض منه ، وقد كانت قيمة القرض عشرون ألف ريال زحلي بمعدل فائدة هو الأكبر مقارنة بمعدلات الفائدة في الكواكب بالمجرة حيث أن معدل الفائدة في بنك " زحل " الدولي تبلغ 8% ما يعني أن على علي أن يرجع ما قيمته ثمانية وثلاثون ألف ريال لذلك البنك إذا ما ألتزم بالسداد في المواعيد ولم يقم بتأجيل أي قسط من الأقساط المستحقة ، عموما بعد أن استلمت أم سليمة " الحق " وسط فرحة الأهل والأصدقاء وبعد ذهاب الضيوف وبعد أن أغلق أبو سليمة الباب عليه هو وزوجته وأبنته سليمة ، قال لسليمة : شوفي يابنتي طبعا أنا ربيتك وكبرتك وعلمتك وصرفت عليك فما أعتقد بأنك بتعارضين أخذ جزء من المهر لي ولأخوتك فأنا أحتاج أن أربيهم وأصرف عليهم هم كذلك ، ولا تخافي سيكون كل المبلغ في الحفظ والصون وأنا سأكون معك في التسوق لشراء مستلزمات الزواج ، صعقت سليمة مما سمعته من أبيها ، فهي قبل أيام قليلة كانت قد اقترضت ما قيمته اثنان وعشرون ألف ريال وسلمتها له والآن يرغب في المهر !! خرجت سليمة من غرفة ابيها وهي مذهولة فلا هي باكية ولا متحدثة وكأن فوق رأسها الطير ، توجهت إلى غرفتها ، أخوتها الصغار يكلمونها مبروك سليمة مبروك سليمة وسليمة لا ترد ، تتجه لغرفتها وهي تجر رجليها جراً فقد اصبحتا غير قادرتين على الحركة ، دخلت سليمة الغرفة اغلقت الباب بالمفتاح وجلست على سريرها دون أن تتحرك وفجأة يرن هاتفها النقال ترفعه لترى عبارة " حبيبي يتصل " ترددت سليمة هل ترد على الهاتف ام لا ؟؟!! قررت عدم الرد فحالتها لا تساعدها على الحديث وتخاف كذلك أن يحس علي بأي شيء ، تعجب علي من عدم ردها واتصل مرارا وواصل الاتصال وهي لا تجيب ، اتصل بعد ذلك على هاتف المنزل ردت أخت سليمة الصغرى سألها علي عن سليمة قالت له انها بغرفتها طلب الحديث معها ، أخذت الأخت الصغرى هاتف المنزل " اللاسلكي " ودقت الباب على سليمة منادية إياها " سليمة علي يريد يتكلم معك " تفاجأت سليمة لم تجد مفراً من فتح الباب وأخذ الهاتف ،
سليمة : ألو
علي : حبيبتي خير ايش صاير ليشم ماتردين عالتلفون ؟
سليمة : سوري حبيبي كنت بالحمام .
علي : سليمة انتي تبكين ؟
سليمة : لا حبيبي مافيني شي .
علي :سليمة !! ايش صاير قولي لا أجي الحين ؟؟
سليمة : خلاص لا تجي باكر أحاول ألتقي معك بأي مكان أنا ما طايقه الحياة خلاص بهذا البيت .
أغلقت سليمة الخط ، وجلست تفكر ماذا عساي أن أقول لعلي ؟؟ هل أقول له أن أبي جشع وأنه أجبرني على الاقتراض في سبيل الزواج منه ؟ هل اقول له بأن المهر الذي اعطيتني أخذه أبي ولن يعطيني منه إلا الشيء اليسير؟؟ ماذا عساي أن أقول ؟؟
مرت تلك الليلة على سليمة ببطء شديد فالثواني دقائق والدقائق ساعات والساعات أيام ، جاء الصباح وسليمة لم تنم إلا دقائق معدودة ، خرجت سليمة من المنزل دون أن تخبر أحد فسليمة قررت أن تتغير ، قررت التمرد ، عرفت وهي تفكر تلك الليلة وتسترد ذكرياتها أن الطيبة والاحترام يكونان أحيانا " حماقة " ، خرجت من المنزل واتصلت بعلي قائلة له : حبيبي اريد اشوفك الحين ... تعال بكون بانتظارك بمواقف مجمع " القرية سنتر " ، فعلا توجه علي مباشرة إلى المكان المحدد أوقف سيارته بجانب سيارة سليمة نزلت سليمة من سيارتها وركبت مع علي وأخبرته بكل قصتها وكل ما حدث ويحدث لها ، أصيب علي بالذهول بداية وقال لها " سمعي سليمة ، احنا لازم نتزوج في أقرب فرصة وأبوك لازم يرجع كل بيسة زحلية اخذها ، غير هالكلام ماعندي ، أخرج علي هاتفه من جيبه ، تفاجأت سليمة أن علي يتصل بوالدها ، حاولت سليمة أن تردعه لكنه لم يستجب لها ، تلفون أبو سليمة يرن ، ما أن أجاب أبو سليمة على الهاتف إلا و تفاجأ بصوت مرتفع يتحدث معه بشدة قائلاً له " بصراحة ما اتخيل ان فيه انسان مثلك بهذي المجرة كلها !! أحد يسوي في بنته كذا ، اسمعني سليمة بتصير زوجتي و أنا احذرك و اقولك رجع كل فلس اخذته منها بغير وجه حق ، اعتقد أن التربية والتعليم هما واجبان عليك فكيف تطلب مقابل عنهما ؟؟!! وفلوس المهر مالي بعد تعطيه لسليمة ما ناقص ريال واحد سامع ؟؟!! هل هذا مهر ولا مقابل بيع بنتك لي ؟؟!! رد أبو سليمة بعصبية أكبر من عصبية علي وقال له " اسمع سليمة بنتي ما انت تجي تربيني وتعلمني كيف اتعامل مع بنتي وبعدين فلوسها ما فلوسها مالك شغل انت بتتزوجها هي وبس مالك شغل بأي شي ثاني ، إذا كان عاجبنك اهلا وسهلا وإذا ماعاجبنك دق راسك بالجدار وتعال اخذ مهرك وروح دور لك على حرمة ثانية " وأغلق الخط في وجه علي ، هنا تيقنت سليمة بأنها ارتكبت غلطة عمرها بإخبارها لعلي عما حصل لها ، هنا كبرت المشكلة وتشعبت ، حيث انتقل الأمر من كونه مجرد جشع إلى جشع وشجار وصراع بين طرفين هما ابوها وزوج المستقبل !! ففي صف من ستقف ومن سيكون على حساب الآخر !! رجعت سليمة المنزل وإذا بوالدها يتلقاها عند باب المنزل ، وما أن أغلقت الباب حتى انهال عليها بالضرب والسب والشتم ، وفي المقابل ما أن وصل علي للبيت حتى هرع ليخبر اباه عن الحاصل ، فما كان من اباه إلا أن وبخه على تصرفه وقال له أنت ظلمت سليمة ماذا عساه أن يفعل أبوها بها الآن هل فكرت في ذلك ؟! إذا كنت ما تزال راغباً بها فهذا الواقع الذي يجب أن تتعايش معه أو أمامك الانسحاب فأيهما تختار اذهب لغرفتك وفكر جيدا واتخذ قرارك وتعال لنناقشه لاحقاً !! هنا صدم علي فعلا وفكر في نفسه وقال " صحيح كلام أبوي ايشي اترى الحين ابوها جالس يسوي فيها ؟؟!! " رجع علي لغرفته مسرعا واخذ الهاتف ليتصل على سليمة .. هنا كانت المفاجأة هاتف سليمة مغلق ! اتصل على المنزل مجددا ، رفع أبو سليمة الهاتف وعندما سمع صوت علي قال له " اسمع انت للحين ما من حقك تشوف بنتي لحد ما تتزوج منها ، اذا تريدها بحالتها هذي خلينا نحدد موعد العرس و اذا تبي فلوسك تعال اخذها ، ومن اليوم ورايح ولين ما تتخذ قرارك ما راح تكلم سليمة انت سامع ! وأغلق الخط ، قعد علي بغرفته يفكر ويفكر والأفكار " تجيب وتودي " ولم يجد امامه سوى الحديث مع اقرب الأصدقاء ومناقشتهم ليرى وجهة نظرهم عله على خطأ فعلا كما قال ابوه ، التقى علي مع اصدقاءه مساءاً وأخبرهم بالخبر ، طبعا ومع ان الجميع اتفق على عدم جواز تصرف الأب وجشعه إلا انهم اتفقوا ورأي ابو علي ، اما الانسحاب وإما القبول بها كما هي ، وقالوا له " ونحن نرى أن تقبل بها فليس ذنبها أن أباها جشع " ، فعلا اقتنع علي بهذا الكلام ،ذهب الى اباه اخبره بقراره وذهبوا جميعا بمعية بعض "الشيوخ "الى ابو سليمة واتفقوا على موعد العرس بعد ان اعتذر علي منه ، وبدأت سليمة بالتجهيز للعرس فمن مجمع لآخر ومن سوق لآخر ، إلا أنه ولكون الخيارات جداً محدودة في السوق الزحلي نظراً لتحكم بعض الهوامير من الجنسية أو الأصول " الحلية "المعروفين بدهان شعر رأسهم بحل تاتا ، الذين يسيطرون على كل شيء بالسوق ويتحكمون بكل واردة او شاردة فيه ويمصون خيرات زحل ويصدرونها لبلادهم بل ويشكلون لوبي من الصعب اختراقه بمباركة السلطات الزحلية وبوقوفها موقف المتفرج بالرغم من معرفتها بكل الخروقات والمخالفات الصادرة منهم مما جعل المواطن الزحلي يعيش تحت رحمتهم في بلده ، عموما سافرت سليمة للدولة الجارة لزحل دولة " القمر " الغاية في الجمال والتي يتوفر فيها كل الماركات " المجرية " بأسعار منافسة جدا نظرا لسياسة السوق المفتوح والسوق الحرة هناك ، فالتجارة حرة غير محصورة بجنسية "حلية" ولا غير حلية ، اشترت سليمة من الملابس والأحذية من أجمل ما صنع ، وفي المقابل كان علي يبحث عن شقة الأحلام فمنزل والده لا يتسع لعائلة أخرى ، فمنازل كوكب زحل اغلبها لا تتعى مساحتها الـ250 متراً مربعاً وتتكون في الغالب الأعم من ثلاث أو أربع غرف نوم وبدين لبنك " الاسكان " الزحلي الحكومي يستمر لخمسة وعشرين عاماً وبفائدة مركبة ، فبحث في عاصمة زحل عن شقة صغيرة في كوكب زحل فصدم بالواقع .. غرفة مع حمام في منطقة " البحير " تتجاوزت قيمتها الإيجاريه المائة والعشرين ريالا !! بحث في المناطق المجاورة لم يجد شقة بغرفتين بسعر اقل من 250 ريالا ، وهو راتبه لا يتجاوز 600 ريال !! اذا ما طرحنا الـ250 من الـ600 سيكون المتبقي 350 ريال ، ولا ننسى قسط البنك 200 ريال يعني سيتبقى من مرتبه الشهري 150 ريال فقط !! هذا غير " الراشن " والسيارة والبترول ، وفواتير الكهرباء والمياه التي عادة لا يقل مجموعها عن 60 ريال !! بعد عملية حسابية بسيطة لم يجد علي مخرج سوى الرضى بالغرفة والحمام ، فعلا استأجرها وبدأ بتأثيثها وانقضت تلك الأيام وهما في غاية السعادة ، وجاء اليوم الموعود يوم اكتمال الفرحة – من وجهة نظر علي وسليمة بكل تأكيد – ، هاهي سليمة ترتدي فستان الزفاف الأبيض وهي في أحلى حلة وأبهى منظر وأجمل ابتسامة تتقدم متجهة إلى " الكوشة " ذلك المسرح الرائع المملوء بالأنوار في مكان صاخب بموسيقى تصاحبها كلمات " وتمخطري ياحلوة يازينة .. " إلى آخر الأغنية ونسمات هواء التكييف تداعب جدلتها المنسدلة على عينها ، تنظر سليمة إلى ذلك الكرسي الفاخر ككرسي عرش ملكة تتربع على عرش مملكة قلب زوجها ، تقترب سليمة من ذلك الكرسي ومجموعة من الفتيات الصغار يحملون فستانها من لخلف ، وصلت سليمة إلى المسرح وجلست على الكرسي وبدأت فتيات العائلة بالرقص والغناء وهاهي أم " المعرس " تدخل من باب قاعة " الضوء " للمناسبات معلنة عن وصول علي " المعرس " ، بدأت النساء الحاضرات بتغطية وجوههن ، هاهو علي يدخل مرتدياً الدشداشة الناصعة البياض والعمامة والشال الأخضران اللون والخنجر الزحلي التقليدي ممسكاً بيده سيفاً من ذهب ، كان علي في غاية الوسامة ، فقد كان حنطي البشرة طويل القامة عريض المنكبين متناسق الجسم رشيق ذا " سكسوكة " كثيفة الشعر ، بدأ علي بالتحرك باتجاه عروسه الغاية في الجمال " سليمة " والابتسامة تكاد ان تشق وجهه من عرضها وبعينان لامعتان دافئتان يفيض منهما الحب والهيام ، هو يقترب وسليمة نبضات قلبها تزيد ، يكاد قلبها أن يتوقف من شدة وسرعة نبضاته ، هاهو علي يجلس بجنبها ، لمست يده يدها بالخطأ فإذا بيدها باردة جدا وكأنها متجمدة ، الموسيقى صاخبة بالمكان إلا أن علي وسليمة وكأنهما أصمان ، فهما لا يسمعان سوى همسات قلبهما المتبادلة ، وذلك الصوت الحنون الجميل الرقيق الذي تتبادله نظرات عينيهما ، علي يفتح شفتاه ببطء ليقول لسليمة " مبروك " ، سليمة لا شعورياً تنزل عيناها إلى الأرض خجلاً وربكة ، انعقد لسانها فهي لا تعرف ما تقول ، عاش الاثنين ليلة رائعة خيالية تلك الليلة ، وكانا أسعد اثنين على مستوى المجرة ، جاءت لحظة الزفاف ، بدأ علي بالمسير وهو ممسك بيد عروسه سليمة إلى أن وصلا إلى سيارة الزفاف ، ركبت سليمة وركبت بجانبها أختها وركب علي بجنب السائق وسار الموكب وخلفه عشرات السيارات إلى أن وصل إلى عش الزوجية .. نزل علي فتح الباب لسليمة ومد يده لمساعدتها على النزول ، ودخل الاثنان عشهما قفصهما الذهبي وهما في غاية السعادة ، فهل يا ترى سيكون قفصاً ذهبياً كما يعتقدان هم ؟ أم سيكون قفص من حديد صدأ سيتمنون أنهما لم يدخلاه أساساً في يوم من الأيام !! من يعلم !! دعونا ننتظر لنرى ماذا يخبأ القدر لهما ، وذلك في الجزء الثاني .. قريباً باذن الله ..
سعود الفارسي
5/12/2011
جميل فعلا ...
ردحذفأبدعت