شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 16 فبراير 2013

الحارات العمانية المحتلة !!


الحارات العمانية المحتلة !!

 

منذ فترة وأنا أسمع الكثير من أهالي بعض مناطق عُمان بشكل عام وأهالي الباطنة بمحافظتيها بشكل خاص يشتكون من إزدياد عدد السكان في حاراتها من الوافدين العازبين ، كنت أسمع مناشدة هنا وشكاوى متتابعة هناك ، لم أعر بداية الموضوع أي أهمية وقلت في نفسي أن الأمر طبيعي جدا كون أن للدولة الكثير من المشروعات بتلك المحافظات وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يكون هنالك ازدياد في عدد العمالة الوافدة المتواجدة بها ، إلى أن رأيت الوضع عن قرب بأم عيني ، ورأيت حجم المعاناة التي يعانيها سكان تلك الحارات .

 

جميع العمانيين يعرفون طبيعة المجتمع العماني المتداخل جدا والمترابط في الولايات والقرى البعيدة عن مراكز العواصم ، فبيت هذا الجار هو بيت للجار الآخر وإبن هذا هو إبن لذاك ، النساء يتداخلن ويجتمعن عصراً فيما يسمى محليا " على الفوالة " أمام أحد البيوت أو في إحدى جنبات الحارة ، ففترة العصر هي فترة نقاهة وراحة بالنسبة لهن بعد تعب يوم مجهد من الأعمال المنزلية والعملية والأسرية ، فتلك الفترة قد تكون هي المتنفس الوحيد لهن ، وطبعا وبسبب ازدياد عدد الوافدين " العزابية " الذين لا ينفكون تجولاً في الحارة ومن أمامهن وخلفهن تخلت الكثير من النساء عن هذه العادة المجتمعية ، كذلك فأبناء وبنات العوائل العمانية يلتقون في تلك الفترة للعب سواء في الممرات او بالساحات امام المنازل والآن أصبح الكثير من أولياء الأمور لا يأمنون على ابنائهم واصبح كثير منهم يمنع ابنائه من الخروج خارج المنزل ، بل وأصبحنا نتأكد من إغلاق أبواب منازلنا عند الدخول والخروج بعد أن كانت مفتوحة للجيران بكل وقت !!  وقد رأيت بأم عيني بعض الوافدين من احدى الجنسيات المعروفة بلبس " الوزار " يتجولون بإحدى الحارات وهم رافعين وزرتهم لما فوق الركبة !! بالله عليكم أي حال هذا وأي اختراق لخصوصية مجتمعنا العماني !! هل يوجد بيننا من يقبل على نفسه أن يخرج أمام أخواته وهو رافع لإزاره فوق ركبته بشكل يكاد أن تظهر منها عورته !! فما بالك أمام جاراته !! نعم عزيزي بعض الأجانب يفعلونها بلا مبالاة ولا استحياء أمام منازلنا !!

 

الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم والأهالي لا يجدون سبيلا للتخلص منها بل وبعضهم أخبرني بأنه يحاول منذ مدة طويلة ايصال صوته للجهة المختصة إلا أن تلك الجهة لا تزال مجهولة بالنسبة للكثيرين !! فما الحل ياترى !! هل من توضيح ياترى مثل هذه الموضوعات من إختصاص أي جهة ؟؟

 

نحن لسنا ضد أن يسكن حاراتنا الأجانب بشكل مطلق ، فالعائلات مرحب بها ، لكن المشكلة تكمن في " العزابية " .. وعندما نقول عزابية فنحن نتحدث عن منزل يتكون من غرفة أو غرفتين يسكنونه مجموعة كبيرة جدا قد تصل للعشرات من الأشخاص في بعض الحالات !! ولا يخفى لأحد المشكلات التي قد يسببها هؤلاء العزابية في مناطق سكنية مليئة بالأطفال والشابات والنساء !!

 

عندما أقول "حارات عمانية محتلة " فأنا لا أقصد إحتلال عسكري هنا ، بل هو احتلال فعلي متحققة نتائجه ، فعندما يصبح المجتمع غير آمن على أبناءه وبناته ونسائه وعرضه فمن الطبيعي أنه يفتقر للحرية بمفهومها الواسع ، وعندما تكون هنالك ممارسات خاطئة من قبل أولائك الأجانب بما يخدش الحياء العام المتعارف عليه والمستقر في المجتمع فمن الطبيعي أن ذلك الاجنبي بدأ بالتمادي على مباديء المجتمع وثوابته دون رادع ، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة عن تنظيم مثل هذه الأمور للتدخل ، فالحفاظ على الأمان والسكينة العامة من واجبات الدولة وعليها إذا ما أحست باختلال الموازين التدخل لاعادة التوازن لكفتي الميزان .

 

في المقابل ، لا يمكننا أن نخلي مسؤولية بعض أفراد المجتمع الذين فضلوا " الكمين ريال " على مصلحة المجتمع ، فأصبحوا بعد انتقالهم من منازلهم لمنازل جديدة يؤجرون منازلهم وهم يعلمون كل العلم بأنها ستسكن من قبل أجانب عزاب مفضل مصلحة جيبه على حقوق الجيرة والمجتمع !! سبحان الله .. أولم تكن يوما ما أحد ساكني هذه الحارة !! أوليست لكل تلك السنين التي عشتها فيها حق عليك !! أوليست هنالك حقوق جيرة وحقوق مجتمع !! بل وتجد أن بعضهم يقوم بتقسيم المنزل وبناء وحدات اخرى صغيرة لإسكان أكبر عدد ممكن مقابل بعض الريالات !! هل ياترى لو أن هؤلاء الفئة واجهوا نفس الاشكالات التي يواجهها السكان الأصليين المواطنين لتلك المناطق فهل كانوا سيرضون بالحال ؟؟ والسؤال الأهم هل تقوم ياصديقي بالتأكد من إقامة اولائك الأجانب للتحقق من مدى مشروعية وجودهم بأرض السلطنة ومن وجود سجل لهم بالجهات المختصة تستطيع من خلاله تلك الجهات تتبعهم حال ما إذا إرتكب أي منهم جرم ما ، بل وللتيقن من أنهم مؤهلون فعلا للسكن بجانب العائلات العمانية البسيطة وأنهم ليسوا من أصحاب المشاكل أو السوابق !! وهل تعرف ياصديقي ماهية المواد التي قد يستعملون منزلك لتخزينها فيه !!

أكرر .. أنا لست ضد الأجانب  ولكن اعتقد أن مسألة تحديد أماكن سكناهم أصبحت ضرورة ملحة يجب التدخل لتنظيمها من قبل الجهات المختصة ، فخصوصياتنا العمانية والمجتمعية أصبحت على المحك وأصبح الكثيرون منا لا يأمنون على ابنائهم ونسائهم وأعراضهم ، فالأجانب يتجولون أمام منازلنا وفي سكيك حاراتنا ليل نهار في الوقت الذي حرم فيه أبنائنا ونسائنا ذلك !!

سعود الفارسي

17/2/2013م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق