شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الأحد، 17 مارس 2013

افهموها ..العمانيين " مامال " شغل !!


افهموها ..العمانيين " مامال " شغل !!

 

في الآونة الأخيرة بدأنا نقرأ ونسمع بشكل دائم بعض المصطلحات الجديدة في تصريحات القوى العاملة ، فمرة تقول تم استدعاء ألف مواطن وعرضت عليهم فرص وظيفية في حين أن من قبل العمل منهم مائة فقط ، ومرة تم استدعاء ستمائة مواطن وقبل العمل منهم عشرين فقط ، وكذا وكذا وكذا ! وطبعا انتوا عاد افهموها ! ولكل منا الحق أن يفهم على أساس الزاوية التي ينظر من خلالها ، شخصيا ما أفهمه من تصريحات كتلك يعيدني لمصطلح لا احب استخدامه بل أمقت كل من يستخدمه ألا وهو " العمانيين مامال شغل " ، فنحن نعرض عليهم الفرص وهم " يتدلعون " و " لا يعجبهم العجب " ! ، أتمنى من القوى العاملة أن تكون أكثر جرأة وشفافية وتضمن تصريحاتها تلك نوع الوظائف المعروضة وحقيقتها وفي نفس الوقت تستعرض مؤهلات المواطنين الذين تم طلبهم وعرضها عليهم ، فلربما نقتنع أن العمانيين فعلا " مامال شغل " على حد قول البعض !

تعال لتتخيل معي أخي القاريء المشهد التالي " أنت شاب في بداية العشرينات تحمل مؤهل جامعي وليكن بكالوريوس على سبيل المثال ويأتيك اتصال من القوى العاملة بأن لديك مقابلة في اليوم الفلاني لعرض وظيفة معينة عليك ، تتوجه في اليوم الموعود لمكان اللقاء الموعود لتجد أن الوظيفة المعروضة عليك هي سائق أو نادل بأحد المطاعم ، فهل ستقبل بالوظيفة ! " طبعا أنا هنا لا أقلل من حجم العمل وأهميته ولا أحتقر أي وظيفة كانت فالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عمل في أبسط المهن وقبله الكثير من الرسل والأنبياء ، إلا أن بالمقابل التكافؤ بين المؤهل والوظيفة في وطن " بكر " مليء بالفرص الوظيفية مطلب أساسي ، فلو كانت بلدنا قد وصلت كحال بعض الدول الأخرى من نسب توطين الوظائف والتشبع لكنت قلت لا بأس ، لكن الواقع يقول غير ذلك ، والأرقام " المخيفة والمذهلة " التي طالعنا بها مركز الاحصاء والمعلومات التابع للمجلس الأعلى للتخطيط لدليل قاطع على ذلك ، فثمانية وثلاثون ألف وافد يشغلون وظائف الإدارة العليا في القطاع الخاص مقابل ألف وتسعمائة مواطن يشغلون وظائف عليا مانسبته 2,5% لهو مؤشر خطير ، فهل يوجد هنالك من يستطيع إقناعي أنه ليس هنالك من بين العمانيين نسبة تستطيع تغطية حتى نصف عدد الوظائف العليا التي يشغلها الأجانب الآن !! ألا يوجد في عمان خمسة عشر ألف مواطن يمتلكون الخبرة والمؤهل لشغل تلك الوظائف ! شخصيا لا أعتقد ، ولو افترضنا فعلا عدم وجود ذلك العدد فإن ذلك مؤشر خطير جدا يجب الوقوف معه لمعرفة أسبابه ! فأين ذهبت الملايين التي تدفعها الحكومة في التعليم والتدريب والتأهيل بعد مرور العشرات من السنوات !! المسألة بسيطة جدا ، إما أن هنالك مواطنين مؤهلين لشغل نسبة كبيرة من تلك الوظائف ولكنهم لا يمكنون من الحصول عليها لسبب أو لآخر ، وإما أن العمانيون فعلا غير مؤهلين لشغل تلك الوظائف لأسباب ترجع لضعف التعليم والتدريب .. والحالتان تستدعيان وقفة جدية من قبل الجهات المسؤولة بالدولة لتحليلهما ومعرفة الأسباب والخلفيات ووضع حلول سريعة للتدخل لإنقاذ الوضع .

في المقابل ، هل نفترض أن الثمانية والثلاثون ألف وافد فعلا كلهم مؤهلين لشغل الوظائف العليا تلك ! أنا أقول لا ، والدليل أني في احدى المرات ذهبت لعمل الصيانة الدورية لسيارتي بإحدى وكالات السيارات الموجودة في بركاء ، وكنت على علاقة جيدة بالمدير ، فتركت السيارة في الخارج وتوجهة الى مكتب المدير لأسلم عليه فإذا بشخص آخر من إحدى الجنسيات " الشاروخية " يجلس على مقعد المدير ! توجهت وسلمت عليه وكان أول انطباع أن لغته الانجليزية ضعيفة جدا ، وبعد دردشة بالألغاز والاشارات وبعد أن لعبت معه لعبة " اللبيب بالإشارة يفهم " عرفت منه أن المدير قد تمت ترقيته ونقل للفرع الرئيسي وأنه قد أتى منذ ايام من بلده الأم وأنه كان يشغل وظيفة عادية جدا ببلده !! وأنه أتى عمان عن طريق المدير السابق لانه من اصهاره ! أهذه هي المؤهلات التي لا يملكونها العمانيون بالله عليكم لشغل تلك الوظائف!

 

 أخيرا ، كلمة شكر أوجهها للمجلس الأعلى للتخطيط بشكل عام ولمركز الإحصاء والمعلومات التابع له بشكل خاص على هذه الشفافية ، فالإحصائيات الشفافة الواضحة ليست مجرد أرقام تعلن والسلام ، بل هي مؤشرات وحقائق تعلن لتقوم الجهات ذات العلاقة بتحليلها وفحصها لتتمكن من وضع تقييم موضوعي للمرحلة ومن ثم وضع خطة عمل وطنية للتعامل معها ، وهذه الأرقام المذهلة لهي خير دليل على وجود قصور في أداء بعض الجهات الحكومية في أداء واجباتها الوطنية ، ومن ثم فعلى الجهات المعنية التدخل بشكل عاجل حتى نتفادى استفحال الأمور أكثر وأكثر .

 

سعود الفارسي

18/3/2013م

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا أخي العمانيين مامال الشغل
    واوافقك الرأي في كل كلمة كتبتها.
    الإنسان يبدا من أبسط الأعمال والأقل شعبية ليصل إلى الأعمال التي طالما حلم بها لا يمكن أو يصعب الوصول إلى القمة بمجرد غمزة عين.
    وأيضا ذكر اليوم في جريدة عمان بإن من ضمن 322 باحثا عن العمل تم إستدعائهم للفرص الوظيفية المتوفرة قبل 5 أشخاص العمل وهذه خيبة أمل كبيرة يبكي الآخرون أقصد الدول التي لديها تشبع حتى من أبسط الاعمال عند سماعها وبالتالي يطلق علينا بالحمقى وكما قلت ما مال شغل.

    ردحذف