شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الأحد، 9 يونيو 2013

كفاكم مقارنات ظالمة !

كفاكم مقارنات ظالمة !






جندي في الجيش ماعنده شهادة غير الدبلوم العام صار راتبه أفضل من راتب معلم عنده ماجستير !! الممرضات لازم يزيدوا رواتبهن لانهن يسهرن طول الليل بالمستشفيات مامثل موظفات الوزارات بالمكاتب فترة الدوام الرسمي فقط ! ليش يعطوا القضاة رواتب كذا وهم شغلهم كمين ساعة باليوم ونحن نهيس من الساعة 7 للساعه 2 الظهر !!

ماذكرته آنفا ماهو إلا جزء من " المهاترات " التي أصبحت ظاهرة ملموسة للأسف في الفترة الأخيرة ، بين اليوم والآخر يصلنا مقال يقارن بين وظيفة وأخرى ليبين صاحب المقال أن وظيفته أهم من الوظائف الأخرى ومن ثم فإنه كان هو الأحق بتعديل الأوضاع ! فمرة مقال يقارن بين المعلم والممرض ، ومرة مقارنة بين عمل الطبيب والقاضي ، وثالث يقارن بين وظيفة إدارية وأخرى فنية ، ورابع وخامس وسادس !! غريب هذا الأمر ، فبدلا من أن نسعد لأن أوضاعه الوظيفية بدأت بالتحسن وأن نسعى بالطرق المشروعة للمطالبة بتحسين أوضاعنا نقوم بعمل مقارنات غير منصفة في أفضل أحوالها !! وماذلك إلا غيرة وحسدا ؟ كيف بالله عليكم نقارن وظيفة بأخرى تختلف عنها إختلافا جذريا سواء من ناحية ظروفها أو واجباتها !! طبعا هي مقارنة ظالمة ! فكيف نقارن عمل جندي مرابط على الحدود معرض نفسه للخطر بطلقة واحدة من قبل مهرب قد يخسر حياته بوظيفة مدنية لشخص آخر يعمل في مكتب مكيف !! وكيف نقارن عمل القاضي الذي يسهر الليل في دراسة قضايا البشر منهكا نفسه وفكره في الوصول إلى قرار في الدعوى على حساب أهل بيته ونحصرها بساعات حضوره للمحكمة أو نقارنها بعمل موظف يعمل بدوام روتيني لا إبداع فيه ! وكيف نقارن عمل مدرس يكدح ليل نهار في المدرسة والبيت في سبيل توصيل العلم الصحيح السليم إلى أجيال المستقبل بوظيفة شخص آخر تنتهي بمجرد تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا ! وكيف نقارن عمل الطبيب الذي يقف ساعات على قدميه لإجراء عملية جراحية لإنسان آخر يتعامل مع مجرد ورق ! كيف نقارن وظيفة لها ظروفها بأخرى لها متطلباتها وشروطها ! فقط تفكروا .. هل يجوز مقارنة ليمونة ببرتقالة مثلا !! هذه لها استخدامها وتلك لها أوقاتها ! 

بالمقابل ، جميعنا مع ضرورة إجراء تحسين وتعديل وظيفي لباقي الوظائف بالجهاز الإداري للدولة تحديدا وفي القطاعين عموما ، ولكن ذلك لا يكون من خلال التحاسد والتراشق والتقليل من أهمية بعضنا البعض ، فالوظيفة المساندة التي يقلل البعض من أهميتها لولاها لما تمت الوظيفة الفنية التي تقوم عليها بشكل متقن ، فالعملية باختصار تكاملية ، وشخصيا من خلال قرائتي للواقع أرى أن الدولة سائرة في الطريق الصحيح لتعديل أوضاع موظفيها ككل، ومن الحق والإنصاف أن نقول أن تسوية الأوضاع مرة واحدة لكل موظفي الدولة ليس بذلك الأمر السهل الذي يتصوره البعض ، فتعديل الأوضاع يحتاج لموازنة ضخمة ، وعندما نتكلم عن موازنة نحن نتحدث عن ضرورة دراسة كل ريال ستتحمله الموازنة بشكل دقيق ومفصل حتى لا ننصدم يوما بمشكلات وواقع لا يحمد عقباه ، فالمسألة إذن من وجهة نظري هي مسألة تدرج ، فبالأمس القريب تم تعديل أوضاع العاملين بالأجهزة الأمنية والعسكرية ، ومن ثم العاملين بالقطاع الصحي ، والمأمول أن يستمر ذلك التعديل ليشمل باقي الوظائف الأخرى ، عليه ، فإني أشد علي أيديكم جميعا بالصبر ثم الصبر ثم الصبر ، فإن الصبر مفتاح الفرج ، وكما يعلم الجميع أن نظام الخدمة المدنية تحديدا هي الفئة الأكثر معاناة مع جداول رواتبهم وبدلاتهم كونهم الأقل – تقريبا – بين قرنائهم بالأنظمة الوظيفية الحكومية الأخرى ، وحسب علمي فإن موظفي وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم يمثلون أغلبية العاملين تحت نظام الخدمة المدنية ، وعليه فإن تعديل أوضاع موظفي الصحة لهو أمر جدير ببث التفائل في أنفس العاملين بقطاع التعليم وغيرهم ممن لا يزالوا خاضعين لهذا النظام بأن دورهم آت لا محاله وأن المسألة مسألة وقت ليس إلا .

أخيرا ، أود أن أؤكد بأنه وبدلا من تراشق الاتهامات بالتقصير وبدلا من التقليل من شأن بعضنا ، لنكن صفا واحدا كالجسد الواحد يفرح لبعضه إذا أصابه أمر من أمور السعادة ، ويحزن ويألم إذا ما أصاب بعضه الآخر شيء من سوء ، وذلك مصداقا لقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وقوله " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .      

سعود الفارسي
9/6/2013م


هناك تعليق واحد:

  1. الجندي يحمي البلد وحياته معرضه للخطر أكثر من غيره واذا لا سمح الله بحدوث مشاكل مع دول أخرى أنتهت بحروب فأولى الرصاصات يستقبله الجندي قبل أن تصل إلى المواطن والسكان إذن ألا يستحق الجندي الأحترام وعدم مقارنته مع غيره؟

    أما عن المعلم فأرى إن راتبه جيد وكذلك الممرضات رواتبهم جيدة والحمدلله على كل حال.

    ردحذف