لكشمي والاربعين بنجالي "
خلفان ذلك الموظف الفقير يدخل جمعية لسنة كاملة بمائة ريال شهريا ليوفر مبلغ ١٢٠٠ ريال ليس لشراء شي مهم ولا لدراسة ابنه ولا كمقدم لسيارة بل ليجلب عاملة منزله اصبح الحصول عليها كصعوبة الحصول علي الذهب ، استلم خلفان الالف والمائتي ريال بعد عام كامل من الانتظار ليهرع الي القوى العاملة ليستخرج " مأذونية " قيمتها ١٤١ ريال !! ون ثم يتوجه وهو في قمة سعادته الي مكتب توفير العمالة لابرام اتفاقية مع المكتب لتوغير العاملة بعد ان يدفع المقابل ٨٥٠ ريال علي اقل تقدير ، وبعد انتطار دام اكثر من ثلاثة أشهر وصلت عاملة خلفان " لكشمي " ذات المواصفات الخاصة وخلفان وزوجته مريم في قمة سعادتها فحلمهما اصبح قريب المنال وزوجة خلفان ستستطيع التوجه الى عملها وهي قريرة العينين علي ابنتها الصغيرة ذات العام والنصف فقرب مجيء من سيعتني بها ، وصلت العاملة وهي فعلا في قمة العطاء وخلفان ومريم في غاية الراحه ، وما ان مر من الزمن ثلاثة اشهر وحتى خرجت لكشمي لترمي النفاية في مجمع النفايات ولم تعد ، اختفت لكشمي ذلك المخلوق الوديع !! يتساؤل خلفان لكشمي اين ؟؟ لكشمي لم تعد ، يتوجه خلفان مباشرة الي المكتب ليخبرهم بما حدث ويرد عليه صاحب المكتب انها خارج فترة الضمان وان " الله يعوض عليه " ، خفقات قلب خلفان في تزايد يتوجه مباشرة الي الجهات المختصة التي تطلب منه ان يعلن في الصحف المحلية عن الاختفاء ويدفع مبلغ وقدره مقابل الاعلان ، تم الاعلان ويأخذ خلفان نسخة منه ليتوجه مرة أخرى إلي الجهات المختصة ليقول له الموظف المختص " ممتاز باقي أن تودع قيمة تذكرتها " !! يدفع خلفان مائتي ريال مقابل قيمة التذكرة ! خنا يتسائل خلفان وحقي منها !! وماذا عن كل تلك المبالغ الخيالية التي دفعتها !! الموظف راداً عليه : اسمحلي اخوي مابيدي حيلة هذا هو القانون !! يرجع خلفان بعد الف مشوار بين هنا وهناك وبعد دفع مايقدر ومالا يقدر عليه من مبالغ الي منزله والحسرة تعتصر قلبه وفؤاده متحسراً علي وقته وجهده وماله الذي ضاع سداً ولا أحد يحميه ولا حتي القانون !! بعد نقاش ورفع صوت بين خلفان ومريم تم الاتفاق علي بدء المشوار من جديد ودخول جمعية جديدة والمضي في ذات الذي تم ، بعد أشهر يصل لخلفان خبر ان " لكشمي " تعمل باليومية في المنطقة المجاورة لمنطقتهم ، يتوجه خلفان فرحاً للسلطات المختصة ليطلب مساعدتهم يتوجه معه المفتشين وفعلا يلقون القبض على " لكشمي " ليصعق خلفان هنا من جديد بكلام الموظف المختص : زين أخوي جزاك الله خير خلاص تذكرتها موجودة بنسفرها !! خلفان وحقي منها !! الموظف : الله يعوض عليك ، بسؤال لكشمي اتضح بأن سبب هروبها هو تحريض من قبل العمالة التي تعمل في بناء المنزل المجاور وبالتنسيق معهم !!
تخيلوا أن الصحف المحلية نشرت احصائية بأن واحد وثمانين ألف من العمالة الوافدة هاربون !! رقم مخيف !! لكم معي أن تتخيلوا بأن حالة خلفان تكررت مع واحد وثمانين ألف مواطن ومواطنة الله أعلم بأحوالهم ومن أين وكيف وفروا مبالغ لجلب تلك العمالة !! لو قمنا بحسبة بسيطه وقلنا افتراضا ان العامل الواحد يكلف ١٢٠٠ ريال عماني بين رسوم وتذاكر وفحوصات وووو فكم قيمة الاموال التي خسرها المواطنون ؟؟ تعالو لنعمل حسبة مبسطة :
١٢٠٠ * ٨١٠٠٠ = اسمحو لي فالرقم كبير جدا لا استطيع حسابه
أين هي القوانين التي تحمي المواطن في مثل هذه الحالات ؟ ولماذا تلك الرسوم المرتفعة جداً التي تطلبها الحكومة ؟؟ وأين هي الرقابة على مكاتب جلب العمالة وقيمتها العالية ؟؟ ولماذا يجب ان يعمل الفحص الطبي في مستشفيات خاصة محددة وبمبالغ كبيرة جداً ؟؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟؟!!!!
سعود الفارسي
13/9/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق