شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

سليمة ... والمهمة المستحيلة !! الحلقة (1/3)

سليمة ... والمهمة المستحيلة !!
الحلقة (1/3)



سليمة فتاة من إحدى مواطنين دولة زحل تنتمي إلى الطبقة الفقيرة أو ما يسمى بالمتوسطة في مجتمعنا تلك الطبقة التي بدأت تضمحل وهي أكبر إخوتها ، بطلة قصتنا ليست بذلك الذكاء " الخارق " الذي يؤهلها للحصول على معدل يجاوز التسعين في المائة في الصف الثاني عشر أو ما يسمى بالثانوية العامة في الماضي ، أنهت سليمة المدرسة بمعدل 80% ولم تجد فرصة لإكمال دراستها على حساب الدولة فالدولة بكثافتها السكانية واتساع رقعتها الجغرافية وامتلاكها للثروة المالية ليس لديها سوى جامعة حكومية واحدة ويقال بأن هنالك أخرى في طريقها إلى رؤية النور ، مما اضطر والدها للاستدانة من البنك لتغطية مصاريف دراستها ، فعلا تمت الاستدانة وذهبت سليمة إلى إحدى الدول المجاورة للدراسة على أمل أن تنتهي ومن ثم ترجع لأبيها دينه وكذلك تساعده في مصاريف المنزل ، وبينما هي في السنة الثانية من دراستها وبينما كانت تتصفح احد المواقع الالكترونية إذا بها تشاهد بعض الوثائق المسربة للجهة المختصة بالتعليم العالي بدولة زحل والتي يمكن تلخيص مضمونها بأنها بعثات منحت لأبناء الطبقة الراقية " ذات الريش وملاعق الذهب " في المجتمع وفي أرقى الجامعات العالمية بغير وجه حق فقط لأنهم أبناء أو بنات فلان الفلاني !! أصيبت سليمة بحالة من الضيق ورجعت لبلدها وتوجهت إلى الجهة المختصة بالبعثات وقدمت طلباً بأن تغطي الوزارة نفقات دراستها ففلانة وعلان الذين تم استثنائهن والذين لا تزيد معدلاتهم على معدلها ليسوا بأفضل منها ، وصدمت بأن رد تلك الجهة جاء كالتالي " هذيك أمها خدمة الوزارة سنين وهذاك أبوه من عائلة الهدهد والثالث أبوه يشغل منصب عمدة المنطقة وهكذا !! " طبعا خرجت سليمة ومعها والدها وهما يتبادلان اطراف الحديث " هل الهدهد أو العمدة أفضل منا في شيء سوى الغوازي ؟ أولسنا كلنا زحليين ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل " عموما رضية سليمة وأبوها بالواقع فالفقير في زحل مسحوق وهو والثرى واحد لا فرق بينهما بل أن الثرى له قيمة في حين أن الفقير لا ، أكملت سليمة دراستها وتخرجت بتفوق فالوظيفة ورد الدين والمعروف أهداف لا رجعة عنها ، جاء اليوم المنتظر الموعود و احتفلت سليمة وأسرتها باستلام الشهادة وتوجهت للجهات المعنية بالتوظيف في مجال التربية والتعليم فهي خريجة لغة انجليزية ، تفاجأت بأنها يتوجب عليها اجتياز امتحان اللغة الانجليزية بمعدل مرتفع لكي تتوظف فالشهادة وحدها لا تكفي !! قالت سليمة في نفسها " دام أن بعض الجامعات مستواها غير مقبول فلماذا الاعتراف بها أصلا من قبل التعليم العالي !! عموما تقدمت سليمة للامتحان إلا أن حظها العاثر حال دون حصولها على المعدل المطلوب وفاتها موعد التعيينات وبدأ العام الدراسي ولم يعد أمام الفقيرة سوى انتظار فترة التعيينات للعام القادم ، في تلك الفترة بدأ البنك بالمطالبة بحقه فإما الدفع وإما التوجه للمحكمة وبدأت الضغوطات المالية والنفسية على عائلة سليمة " تتوالف " من كل حدب وصوب ، وبدأت الأحلام الوردية في تحسين مستواهم المعيشي تتلاشى ، وبدأت نشوة التخرج تتحول إلى حزن وكآبة وترقب وقلق ، وبدأ رب العائلة بدق الأبواب ، فمن باب أخ إلى باب صديق إلى باب ابن عم يستجدي الناس المساعدة ، فبيته على المحك ومستقبل أسرته قاب قوسين ، فهو إن لم يتصرف " سيبات " هو وعائلته في الشارع ، وفي هذه الظروف لم تجد سليمة أمامها سوى قبول أي عمل يغنيها هي وأبيها مذلة السؤال ، وبعد البحث لم تجد وظيفة براتب جيد يغطي قسط البنك سوى أن تعمل بمجموعة محلات " الصدفة " كمحاسبة ، رفض أبوها هذا العمل في البداية ولكنه خضع أخيراً للأمر الواقع فلا مفر ، بدأت سليمة بنشاط وهمه معتقدة بأن ذلك العمل فعلا سيحل أزمتهم ولو جزئياً ، ولكن وبعد ممارسة العمل لعدة أيام تفاجأت بأن ذلك العمل " ما جايب همه " فالخروج من المنزل الساعة الثامنة صباحاً والرجوع إليه يكون أحيانا بعد منتصف الليل ، كذلك ذلك الكم الهائل من المضايقات التي تتعرض له والتحرشات بما فيها الجنسية من قبل زملائها " الآسيوين " والمواطنين في العمل قبل تلك الموجهة لها من قبل الزبائن ، إزاء كل ما تقدم قررت سليمة ترك العمل في تلك المحلات لتبدأ رحلة البحث عن عمل من جديد .. يتبع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق