266 أسرة قضت إجازة العيد في المقابر و المستشفيات !!
في يوم الأربعاء آخر أيام العمل الحكومي قبل بداية إجازة العيد الأضحى المبارك كنت قد كتبت مقالاً بعنوان " أفراح هي أحزان " تحدثت فيه عن فظاعة الحوادث التي تحصل خلال إجازات الأعياد بالذات وناشدت الجميع فيه بأن نتعاهد على أن يكون عيدنا هذا مختلفاً ولكن فعلا ينطبق المثل القائل هنا " وإنك قد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي " فها هي وسائل الإعلام تتحفنا بخبر في قمة السوء ألا وهو وقوع (142) حادث سير اثناء تلك الإجازة فقط !! أتعلمون كيف كانت الحوادث ؟ تعالوا لننظر فيها بتمعن :
- 17 حادث دهس ؟؟!!
- 32 حادث اصطدام بجسم ثابت !! كيف وما أسباب الاصطدام بالأجسام الثابتة من وجهة نظركم ؟
- 33 تدهور !! نفس التساؤل مطروح هنا !! ما هي أسباب التدهور ؟
- 60 حادث تصادم بين المركبات !! تعودنا على هذه الأرقام الضخمة من حوادث التصادم بين المركبات .
- حادث واحد فقط نتيجة للتجاوز الخاطئ تسبب في اصطدام 4 سيارات و خلف 4 موتى و 3 مصابين ، بصراحة انجاز رقم قياسي يجب أن يدخل في موسوعة جنس للأرقام القياسية الكارثيه !!
يا جماعة الخير ... ما هذا الرعب الذي نعيشه !! لو تمعنا وتفكرنا في أسباب تلك الحوادث لوجدنا أغلبها سببه هو سبب يعلمه الجميع استطيع ان اصفه بسبب " فلكلوري " ألا وهو السرعة وغياب التركيز خصوصا حوادث التدهور والاصطدام بأجسام ثابتة ، نعم لا نقول بأن تخطيط الطرق مثالي ومن وجهة نظري أغلب الطرق تخطيطها وتصميمها سيء ، ولكن هذا الواقع الذي يجب أن نتعايش معه ونكيف أنفسنا بما يتناسب وإياه ، حقيقة أصبحت اخاف أن أخرج للشارع إلا للضرورة القصوى ، فما ذنب من يكون خارجاً من بيته يقود بروية وتركيز وملتزما بالقواعد المرورية ليفاجأ بسيارة اخرى تصدمه لتسبب له عجز أو وفاة أو تفقده أحد أقربائه نتيجة لتهور أو لعب في الهاتف أو لاستهتار بأرواح الناس !!
رجاء كل الرجاء ، نحن لا نرحب بأي قائد مركبة لا يلتزم بقواعد المرور أو يشغل نفسه بهاتف أو أمور تشغله عن القيادة في طرقنا فالطريق ليس للاستهتار وليس بمجزره ، وعلى من لا يلتزم بذلك ومن يعتقد بأن روحه وأرواح غيره رخيصة أن يبحث له عن طريقة بعيدة عنا للانتحار ، فأرواحنا غالية ورب العالمين يقول ( ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة ) ، لكم أن تتخيلوا كيف قضت أسر المتوفين الـ (28) والمصابين الـ ( 238 ) اي ما مجموعه تقريبا ( 266 ) عائلة – محسوبة على أساس مصاب أو متوفى لكل عائلة – ولو افترضنا أن كل عائلة مكونة من 6 أشخاص فسيكون المجموع تقريبا ألف وستمائة إنسان قضوا إجازة العيد إما في إحدى المقابر مودعين عزيزاً لهم ، وإما مترددين بين المستشفيات لزيارة فلان أو الاطمئنان على علان ، وكم من امرأة ترملت وكم من طفل تيتم وكم من أخ بكى أخيه وكم من أم وأب فجعوا في ابنهم ، وكم عدد الأشخاص والسيارات التي قطعت المسافات للتعزية أو الزيارة وكيف هي نسبة الزحام التي سببها ذلك ، وكم قيمة الخسائر المادية التي تكبدتها الدولة وتكبدها الأفراد جراء تلك الحوادث !! فعلا الأمر مأساة والحدث جلل ، وما أثر ذلك حتى على الأفراد الباقين جراء ما قد تتخذه شركات التأمين من رفع لأسعار التأمين نتيجة لتحملها تكاليف تلك الحوادث ، وكم وكم وكم ...
أحبتي ... أكرر ما قلته سابقاً .. نحن لسنا في حالة حرب ، والسرعة والتهور وعدم التركيز لا ينتج عنهم إلا الخسران والمآسي ، دعونا نقف وقفة حازمة في مواجهة كل مستهتر ، فلنكن نحن شرطة ، لنبلغ السلطات عن كل من نقابل في الطرقات ويكون مستهتراً بأرواح البشر ، سواء كان يقود بسرعة مجنونة أو يلعب بالهاتف النقال أو يقود وهو تحت تأثير مسكر أو مخدر أو يلحق بفتاة في محاولة التحرش بها ، أو يكون مجلساً ابنه في حضنه أثناء القيادة ، أو غيرها من التصرفات الرعناء التي لا تعكس عن صاحبها سوى الاستهتار في أرواح الناس ، وطبعا قبل كل ذلك لنصلح أنفسنا ونعاهدها على الالتزام وتقدير واحترام كل من يستخدم الطريق سواء كان سائقاً أو ماراً .
سعود الفارسي
13/11/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق