واااامعتصماااه !! أين معتصم هذا الزمان !!
قصة " وامعتصماه " لا تخفى على أحد تلك التي حدثت في عهد الخليفة المعتصم العباسي حينما جهز جيوش المسلمين لمحاربة الروم من اجل ان يثأر لامرأة عربية اُهينت من قبل الرومان في العموريّة وللتذكير بالقصة فقط فقد جاء رجل الى المعتصم فقال : يا أمير المؤمنين … كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم روميا في سلعة وحاول أن يتغفلها ففوتت عليه غرضه ، فأغلظ لها ، فردت عدوانه بمثله ، فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة " واااااااااامعتصماه " فرد عليها الرومي مستهزئاً "وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي ؟ " فأمر المعتصم بأن يجهز الجيش لمحاصرة عموريّة فمضى إليها فلما استعصت عليه قال : اجعلوا النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ، ففعلوا ، فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها "هل أجابك المعتصم ؟ قالت نعم " ،فلما استقدم الرجل قالت له " هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك " قال " قولي فيه قولك " قالت " أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له " فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها " لأنتِ جديرة حقا بأن حاربتُ الروم ثأراً لكِ ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر" .
فما ابعد اليوم بالأمس ، فالمعتصم لم يكن عربيا بالمقاييس الجديدة !! ولكنه كان يمتلك الكرامة والمروءة والشجاعة التي يفتقدها الكثير من الناس في يومنا هذا !!
وبالمقابل ، وبالأمس القريب ، تضرب المرأة العمانية ولكن هذه المرة ليس من رومي ولا يهودي ولا كافر ، بل تضرب ممن يفترض منهم حمايتها والذود عنها وفقاً لمبادئ " الأمن والأمان " التي يتغنون بها !! فأين هو المعتصم اليوم للذود عن أخوات لنا تعرضن للضرب والإهانة لأنهن طالبن بوظيفة لولا ضيق ذات اليد و ضغط ظروف الحياة لما قبلت هي ولا أهلها خروجها من المنزل !! في صحار ومسقط و صلالة وصور وباقي المناطق قيل أن السبب في التعامل الأمني مع المعتصمين كان سببه التخريب ، فأي تخريب قامت بها أخواتنا !! هل اللجوء بعد أن سُدت كل الأبواب بوجههم إلى ولي الأمر ذلك الأب الحنون الذي عودنا على الدلال وعلى اللجوء عليه بل وعلى مقابلة المواطنين وجها لوجه في جولاته هل اللجوء إليه وطلب عطفه وحنانه يعد تخريباً !! لا نختلف أن هنالك متطلبات قانونية معينة للاعتصام !! ولكن هل نتفق على أن مقابلة الخطأ يكون بخطأ أكبر بل بأفعال أقل ما يمكن أن توصف به هي إهانة حقوق الإنسان !! سيقول لي البعض أن بأمريكا وبريطانيا تم التعامل مع المعتصمين مثلا في وول ستريت بهذه الكيفية ، وأرد عليه قبل أن يتفوه بمثل تلك الخزعبلات بأننا دولة مسلمة الاسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة الاسلامية هي " المصدر " الرئيسي للتشريع ، فهل تجيز الشريعة التعدي بالضرب على النساء بل ومن رجل غريب !! شخصياً لا أظن ذلك خصوصا إذا ما علمنا أن الإسلام ينهى عن التعرض للنساء في الحروب فكيف في حال " الأمن والأمان " الذي يتغنون به !! حقيقة خنقتني العبرة وأنا أرى ذلك " الفيديو " لتلك المرأة التي تصرخ مواجهة مجموعة كبيرة من الشرطيات ورجال مكافحة الشغب وكانت حقيقة شجاعة ، فأين هي المروءة وأين الكرامة !! بل وأين هو " معتصم " هذا الزمان !!
سعود الفارسي
7/12/2011م

بارك الله فيك
ردحذف