عذراً " قيثارتي" .. سامحيني !!
عذراً أيتها الغالية فكم أنا مقصر في حقك ، كم من مرة دخلت لغرفة مكتبي لأجدك مرمية على رف المكتبة حزينة وحيدة محبطة مكسورة الخاطر وأنا لم اعرك أي اهتمام ، لقد أشغلني العمل عن معانقتك وأخذك في حضني لترتوين من ذلك النهر المتدفق من المشاعر والأحلام المتدافعة بداخلي ، لقد أشغلتني الكتابة والسياسة والثقافة والقانون عن مداعبة خيوط أوتارك الرقيقة الحانية الجياشة المتفجرة بالإحساس بالرغم من أن كل تلك المشاغل حلت كضيف جديد علي وأنت الأصل والحب والروح والعشق والوجدان ، نعم لقد أشغلتني المسؤوليات عن مسح دموعك المتساقطة من رقة الإحساس التي يحملها ذلك الجسد الرقيق الهش الذي تملكينه ، عذراً قيثارتي ، لقد نسيت تلك الأيام التي كنت أحس بوحشة الغربة وبوحدة قاتلة ولا أجد رفيقاً أو صديقاً غيرك أبادله الهموم والأحزان والأفكار بل وحتى في أروع لحظات سعادتي لم تفارقيني فكنتِ أول من يحضنني ويبارك لي ويهمس لي في أذني " مبروك حبيبي " ويعبر عن ما بداخلي بألحان هادئة جميلة مصحوبة بكلمات رومانسية رائعة لا أنساها إلى اليوم ، هل تذكرين أغنية " حبيبي " ؟ هل تذكرين أغنية " على غفلة " ؟ هل تذكرين أغنية " وينك " ؟ وهل تذكرين كل تلك الألحان والكلمات التي تسامرنا إلى الفجر نرددها ؟ بل هل تذكرين ما ألفناه سوية !! نعم متأكد بأنك مازلتِ تحملين كل تلك الألحان في ذاكرتك الناعمة وتدندنين بها منذ سنوات منذ أن سرقتني الحياة والأحلام وتخليت عنك وتركتك وحيدة بعد أن كنا صديقين لا يفترقان !! بل عشيقين تعاهدا على ألا يفرقهما شيء إلا الموت !! كما كنت قاسياً .. كم كنت ناكراً وجاحداً للجميل !! كيف أستطعت أن أنقض ذلك العهد الذي قطعناه سوية في إحدى الليالي عندما كنا نجلس سوية في " بلكون " غرفتي وأشهدنا عليه البدر والنجوم بل وطيور الليل ؟؟!! لن أنسى قسوة قلبي وأنا أرفعك بكل بشاعة فوق رف المكتبة لتكوني منذ تلك اللحظة مجرد قطعة فسيفسائية تزين مكتبي مجرد قطة للزينة مملوءة بالغبار وخيوط العنكبوت بعد أن كنتي جزءاً لا يتجزأ من القلب والروح !! بل وكنت قد أسميتك " حبيبتي " .
سعود الفارسي
13/12/2011م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق