شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الأحد، 5 مايو 2013

الفكرُ بالفكرِ .. لا بحجارة الألفاظ !!


الفكرُ بالفكرِ .. لا بحجارة الألفاظ !!






  خلق الله سبحانه وتعالى الكون متباينا في تضاريسه وصروفه ، وكمثل ذلك خلق الإنسان ، فالمولى عز وجل وإن كان قد خلق البشر في هيئة واحدة تتكون من رأس وبدن وقدمين ورجلين إلا أنه خلقهم مختلفين في عدة أمور ، أهمها :
1- إن البشر جنسين ، قال تعالى " وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأنْثَى " .
2- إختلاف ألسنتهم وألوانهم ، قال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ " .
3- إختلاف العقائد ، قال تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ " .

    وعلى ضوء هذا الاختلاف تتكون المجتمعات وتبرز أهمية وضرورة الحاجة إلى التعارف والتحاور فيما بينها ، فالتعارف والتحاور هو المنظور القرآني لتجاوز الآثار السيئة والسلبية لحالة الاختلاف ، حيث قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " .





    والإختلاف في الفكر تحديدا يتطلب تقريب وجهات النظر من خلال التحاور والمجادلة بالحكمة والعقل والمنطق والموضوعية بعيدا عن أية تعصبات عرقية أو مذهبية أو عقائدية أو فكرية ، وذلك مصداقا لقوله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وإذا ماتمعنا قليلا في هذه الآية الكريمة لوجدنا أن المولى عز وجل أمر في سبيل الدعوة إلى الدين الحق إتباع أسلوب الحوار والمجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة لعلمه أن الأساليب المتسمة بالغلظة والخشونة والزجر لن تحقق الغاية والهدف المنشودين ، بل أن من شأنها توسيع رقعة الخلاف وتأجيج ناره وشق الصف وزيادة التباغض والكره ، قال تعالى " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .





مما تقدم يبين جلياً أن الحوار بالحكمة والعقل والمنطق والموضوعية هو أفضل الطرق وأنجح الأساليب وأنجعها للوصول إلى وجهات نظر متقاربة إن لم تكن موحدة لأفكار مختلفة بنيت وفقا لقناعات ومنطلقات وزوايا مختلفة ، فالحوار يعني أن نقارع الفكر بالفكر لا أن نقارع الفكر بحجارة الألفاظ ، فليس ثمة إتفاق مطلق كما أنه ليس ثمة إختلاف مطلق ، بل العكس .. الإختلاف في الفكر وفي وجهات النظر من شأنه إثراء النقاش ومن ثم وضع أفكار جديدة مبنية على ذلك النقاش قد تكون أفضل من تلك المختلف عليها أساسا .




  إن مادفعني للكتابة عن هذا الموضوع تحديدا هو ذلك التوهان الذي يعيشه بعض " المثقفين " والقلة القليلة من مدعين " الثقافة " الذين إذا ماكتب شخص ضد معتقداتهم ومبادئهم وقناعاتهم وجدتهم يشمرون عن اقلامهم مطلقين مابها من رصاص تجاه ذلك الكاتب ، واصفينه بأسوأ الأوصاف ومطلقين عليه أقذر الألفاظ حد الشتم ، وقد يصل الحال بهم أحيانا إلى تكفيره أو تخوينه ، والمضحك المبكي أنك لو تأملت مايكتبون ستجده ماهو إلا غثاءً لا معنى له ولا مضمون سوى أنه بضع كلمات منمقة مصفوفة بشكل " ديكوراتي " رائع قد يعجب به بعض ضعاف الفكر والأنفس ، في حين أن الأدب والثقافة يخجلان من نسبته إليهما ، بل وكلي إيمان بأن الأدب والثقافة كانا سيتبرآن منه لو كانا ينطقان ! والهدف من ذلك كله مهاجمة شخص الكاتب وفكره لكسر قلمه وهز صورته المجتمعية والعلمية والعملية والأدبية بغية إيقاف قلمه " المتمرد " الكافر بالعلم عن الكتابة وربما في محاولة لوضع أسمائهم على قائمة الكتاب أو الحصول على رضى رؤسائهم بالعمل ومن ثم التقرب منهم ! والأمر المضحك حد البكاء أن هؤلاء الكتبة " المغاوير " لا يعلمون أنهم بذلك يكشفون حقيقة وجوههم المخيفة المطلية بأصباغ "جوتن " .




  هي رسالة أوجهها لكل ممسكٍ بقلم ، تذكر أن الكتابة هي أمانة و فن وذوق و أخلاق و أدب :
أمانة : في النقل والتواصل ، وفي حب الناس وفي سرد الواقعة وفي رجاء الخير ، يكفيك فقط تذكر قوله تعالى " يا أيها الذين ءامنو لا تخونوا الله والرسول و تخونوا أمانتكم و أنتم تعلمون" .
فن : في التواصل والتعامل وفي أنتقاء الجميل من الكلمات  والموضوعات الهادفة ، وفن السرد والرد بالأسلوب الجميل الراقي .
ذوق: بما تسطره وبما تريد توصيله من أفكار وبطريقة عرض أفكارك وأهدافك،  باختصار .. ذوق بابداعاتك.
أخلاق : بتواصلك مع الجميع وبحضورك وردودك، وتذكر أن الإختلاف في الرأي مهما كان يجب أن لا يفسد للود قضية .
أدب : في أنتقاء الكلمات واختيار الألفاظ .






 أخيرا  أخي الكاتب تأمل ما قاله سفيان الثورى " لأن ترمى إنسانا بسهم أهون من أن ترميه بلسانك ، فإن السهم قد يخطئه و اللسان لا يخطئه " ، وطبعا فإن اللسان هنا يشمل الحديث بأية وسيلة كانت ومن بينها الكتابة ، واحذر كذلك من أن تكون أحد الذين ذكرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " .

سعود الفارسي

5/5/2013م 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق