البوابة التعليمية ! مثالا !

البوابة التعليمية ! مثالا !

   كثر مؤخرا الحديث عن الحكومة الإلكترونية ، وعن أهمية تفعيلها مامن شأنه تسريع إنجاز المعاملات والحد من البيروقراطية الإدارية ، وفعلا قامت بعض الجهات مشكورة بالمبادرة لتفعيل تلك الخدمات ومن ضمن تلك الجهات وزارة التربية والتعليم من خلال تدشينها مايسمى بـ " البوابة التعليمية " ، جهد مشكور قامت به وزارة التربية ، إلا أنه وبعد مرور كل تلك السنوات منذ إنشاء هذه البوابة إلا أنها وإلى اليوم تعاني من مشاكل تقنية متكررة وربما معروفة لدى القائمين على تشغيلها ومتابعتها والغريب أن تلك المشاكل لا تواجه بحلول تقنية حقيقية ، وللأمانة فأنا لست بمتخصص في مجال تقنية المعلومات لذلك أنا لست بصدد الحديث عن أمور تكنلوجية ، بل سأتحدث عنها بصفتي مواطنا كنت ولا أزال أعاني الأمرين عند التعامل مع البوابة التعليمية ، هذا وأنا على قدر جيد من العلم ومعرفة لا بأس بها بمجال التقنية فماذا يكون حال ذلك المواطن الذي لا يكاد أن يعرف كيفية تصفح موقعا إلكترونيا عاديا ! ليجد نفسه مجبرا للتعامل مع موقع إلكتروني غاية في التعقيد بالنسبة له !

أكتب هذا المقال بعد أن أكملت ساعتين من الجلوس المتواصل أمام حاسبي الآلي في محاولة لإنهاء تسجيل ابنتي بالصف الأول الأبتدائي ! وحتى هذه اللحظة للأسف لم أتمكن من ذلك ، فأحببت أن أشارككم التجربة من خلال إستعراض ماواجهت من إشكاليات في التعامل مع البوابة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم مع القليل من التحليل .

بداية ، منذ فترة تم الإعلان عن فتح باب التسجيل لطلبة الصف الأول الابتدائي وكان من بين الشروط أن يتم التسجيل عبر البوابة التعليمية وحددت تاريخ 21/11/2013م كآخر يوم للتسجيل ، ولن يقبل بعده تسجيل أي طالب.

حاولت بعد أيام من ذلك الإعلان مرات عديدة الدخول للبوابة التعليمية لتسجيل إبنتي " حلا " بالصف الأول الأبتدائي إلا أن البوابة كانت لا تفتح أبدا لأعلم بعد ذلك أنها مغلقة للصيانة لأيام ، واليوم قررت الدخول عليها حيث أنه لم يتبق على موعد إغلاق باب التسجيل سوى اليوم وغدا ، وفعلا فتح الموقع ، فدخلت على خانة أولياء الأمور ، وكالعادة ، لا بد أن تفعل خدمة ال “popup” حتى تتمكن من فتح البوابة وإلا فإنك لن تتمكن من القيام بأي إجراء ، وما يستوقفني هنا أن البوابة التعليمية هي الموقع الوحيد الذي يطلب مني تفعيل هذه الخاصية! بالرغم من تعاملي مع مئات المواقع الإلكترونية إلا أني لا أذكر أن أحدها طلب مني تفعيل الـ “popup” سوى البوابة ! طبعا لخبرتي المتواضعه فأنا أعلم كيف أفعل هذه الخاصية لكن ماهو الحال ياترى مع الأناس البسطاء الذين لا يعرفون معنى الـ “popup” أصلا!   

عموما تم الدخول لصفحة ولي الأمر بنجاح ، فأخترت خانة " تقديم طلبات أولياء الأمور " وبدأت في تعبئة " نموذج تسجيل طالب جديد" وعندما وصلت لخانة " الرقم المدني" للطالب تفاجأت بأنه لا يمكنني إدخال أي أرقام! حاولت مرارا وتكرارا دون فائدة! حدثت الصفحة وقمت بتعبئة النموذج أكثر من مرة إلا أن هذه الخانة أبت إلا وأن تعاندني! قررت تجاوزها وأكملت جميع البيانات ، وعندما وصلت للقسم الخاص بـ " المدرسة المرغوب الإلتحاق بها " وبعد إختيار المنطقة والولاية فوجئت بأن القائمة المنزلقة للمدارس والتي من المفترض أن تحتوي على أسماء المدارس جاءت فارغة كما ترون بالصورة التالية ! فقلت ربما مشكلة بالمتصفح فقمت بإعادة تحديثه مع إعادة تعبئة كل البيانات أكثر من مرة لكن المشكلة ذاتها لم تحل ! ومن ثم فإنني لم أستطع تسجيل إبنتي للعام الدراسي القادم وهم يقولون بأنهم لن يقبلوا التسجيل إلا عن طريق البواية التعليمية ولن يقبلوا التسجيل بعد تاريخ 21/11 !! ماذا نفعل نحن كأولياء أمور بالله عليكم !

ورغم إحساسي الشديد بالضيق والغضب من ذلك ، قررت أن أدخل إلى الصفحة الخاصة بي المسماة " بياناتي " لعل السبب في عدم استطاعتي من إكمال طلب تسجيل ابنتي يكمن في أن بعض بياناتي الشخصية ناقصة ! وفعلا ضغطت على الرابط ، فظهر في الصفحة السؤال التالي

العجيب أنك إذا اخترت " نعم " فإن الصفحة التي ستظهر بيضاء فارغة ! أو مشوهة في أحسن الأحوال كما هو واضح من الصورة

أما إذا ضغطت على " لا " فستظهر لك الصفحة في شكلها المكتمل الجميل ! مفارقة غريبة !

ما أستوقفني وأضحكني أنه في القسم الخاص بالعنوان ستجد المحافظة والولاية والقرية ، وطبعا كما ترون من الصورة التالية فإن القائمة المنزلقة لخيارات القرية تظهر فيها " السعودية ، الإمارات واليمن " !! السؤال البديهي هنا ، وما دخل هذه الدول بالقرى ! بمعنى آخر ، هل من الممكن أن يكون عنوان منزلي " محافظة جنوب الباطنة ولاية بركاء قرية اليمن مثلا " !

ما وددت أن أوضحه من خلال استعراضي لكيفية التعامل مع البوابة التعليمية كمثال على الحكومة الإلكترونية هو أهمية أن تكون تلك المواقع متقنة سواء من ناحية التصميم أوالبرمجة ، على أن تكون سهلة في التعامل معها من قبل المواطنين بكافة شرائحهم ، لا أن تكون بذلك التعقيد وبذلك الكم من الأخطاء التقنية التي من شأنها أن تجعل التعامل معها شيئا شبه مستحيل ! شخصيا كنت أسمع من المعلمين شكاوى كثيرة عن صعوبة الدخول للبوابة التعليمية وصعوبة التعامل معها ناهيك وبطئها ، وفعلا اليوم أحسست فعليا وعمليا بمعاناتهم ! وإزاء هذا الوضع كم أتمنى الآن أن تعود الإجراءات لسابق عهدها بحيث ترجع الإجراءات ورقية إلى أن توجد خدمات إلكترونية متقنة تكون عونا للمواطن لا حجر عثرة في دربه .

أخيرا .. السؤال الذي مازلت لم أجد إجابة عليه هو " تو كيف أسجل بنتي ! " !!!!!!

سعود الفارسي

19/11/2013م


ملاحظة : نسيت أن أذكر في المقال بأني قمت باستخدام ثلاث متصفحات للتأكد عما إذا كانت المشكلة مشكلة ترجع للمتصفح أو لجهازي ، ولكن النتيجة كانت ذاتها بالنسبة للمتصفحات الثلاثة ، التي هي الانترنت اكسبلورر ، الجوجل كروم والسفاري .