شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الاثنين، 24 مارس 2014

التحرشات الجنسية بالإناث بأماكن العمل !

التحرشات الجنسية بالإناث بأماكن العمل !





مشهد أول : سميرة ، فتاة عمانية وإبنة لإحدى العائلات الفقيرة ، تخرجت للتو من الجامعة ، تبحث عن وظيفة لتعيل أسرتها ، لم يبق باباً للعمل إلا وطرقته ، سجلت بسجل الخدمة المدنية وبسجل القوى العاملة ، انتظرت وانتظرت ولكن لم يتصل أحد ولم يظهر اسمها ضمن الأسماء المعلن عنها للمنافسة على الوظائف !! كلما راجعت الجهات المعنية كان الجواب " انتظري دورك " !! مع ضغوطات الحياة وعوز أسرتها بدأت تطرق أبواب الشركات والمحلات علها تجد وظيفة مؤقتة تسد رمق العيش ، في يوم من الأيام تلقت إتصال من إحدى الشركات بأن لديهم وظيفة تناسبها وأن المدير يطلبها للحضور لمناقشة عرض العمل في اليوم الفلاني ، فعلا توجهت سميرة للشركة في اليوم الموعود ودخلت على مدير الشركة ، وبدأ يتحدث معها ويشرح لها واجبات ومسؤوليات وإختصاصات الوظيفة في ذات الوقت الذي كان يرمقها بنظرات غير طبيعية ! وفجأة يقول لها : مارأيك أن نلتقي بمكان عام لنناقش باقي التفاصيل على " مزاج " ! مارأيك أن أدعوك إلى العشاء بالمطعم الفلاني ! تحتار سميرة ، فإذا هي رفضت فإنها لن تحصل على الوظيفة وإذا قبلت فمعناه بأنها تبيع نفسها !!





مشهدٌ ثانِ : إيمان ، فتاة تعمل بإحدى المؤسسات الحكومية وهي فتاة في غاية الجمال ومجتهدة جدا في عملها ، يشهد لها جميع موظفي تلك الشركة بالنشاط والحيوية والأداء المتميز ، فهي تحب المؤسسة التي تعمل بها وتحترم زملائها وكل شيء ممتاز ببيئة العمل إلا ذلك المسؤول الذي يحاول بين فترة وأخرى رمي " سنارته " عله يصطادها فيفترسها ! إلا أنها كانت دائما ماتصده ، فبدأ ذلك المسؤول بإرسال الرسائل النصية والالكترونية على هاتفها النقال " الخاص " وهي لا ترد عليه ولا " تعبره " بل ووصلت به الجرأة إلى أن يرسل لها رسائل " خادشة " بل وصور عارية ! ترد إيمان على ذلك المسؤول مهددة إياه بأنها ستشتكيه لدى المسؤول الأكبر ، لكن حقيقة هي أجبن من ذلك ، لكونها فتاة في مجتمع لا يرحم فتفضل السكوت ، فسمعة الفتاة في مجتمعنا للأسف على المحك .. حتى الإشاعة غير المقرونة بأدلة من شأنها تشويه سمعتها وتخريب مستقبلها ! وإزاء تعنت إيمان ورفضها الخنوع لرغبات ذلك المسؤول وشهواته تجدها مستبعدة من الحصول على إي إمتيازات وظيفية بل وتجد ذلك المسؤول يتصيد الأخطاء لإهانتها والنيل من كرامتها ، بل ويحرمها من أبسط حقوقها كالحصول على إجازة في الوقت الذي تحتاج لذلك ، في ذات الوقت الذي تجد فيه زميلتها " فلانة " هي الذراع الأيمن لذلك المسؤول ، ففلانة هي التي ترافق ذلك المسؤول في سفراته وصولاته وجولاته ، فلانة هي المرشحة دائما للحصول على علاوات تشجيعية وعلى الدورات التدريبية والمهام الرسمية ، مع أن الكل يعلم جيدا بأن " فلانة " موظفة سيئة غير مجيدة لعملها إلا أنها تحصل على كل تلك الميزات لأن " علاقتها " مع ذلك المسؤول ممتازة فهي " قريبة " منه جدا ، بل لا حدود لتلك العلاقة بينها وبين ذلك المسؤول !



مشهدٌ ثالثٌ ، موجه يعمل في التربية والتعليم يحضر لمدارس الإناث للإشراف على المعلمات فتجده يلتصق بهذه ويحاول التقرب من تلك ، ويراسل هذه ويكلم تلك ، وعادة مايكون مثل هذا الموجه مشهورا بـ " قلة أدبه " فتجد المعلمات يحاولن تفادي التعامل معه فمنهن من تتعذر عن مقابلته ومنهن من تتغيب عن العمل ذلك اليوم لأنهن يعلمن بقدومه ، وعليه فالنتيجة المتوخاة من عمل ذلك الموجه سلبية عادةً !



مشهدٌ رابعٌ ، خامسٌ ، عاشرٌ ... الخ ، هنالك لمثل هذه المشهد العشرات والمئات والألوف ، فتعرض الفتيات للتحرش الجنسي بأماكن العمل هو من الموضوعات المهمة جدا الحاصلة واقعاً المسكوت عنها عملاً ، فتجد بعض المسؤولين يستغلون مايملكون من صلاحيات وسلطات لإخضاع من يعجبون به من الموظفات لشهواتهم ، وللأسف تجد أن بعض الموظفات يخضعن لذلك الابتزاز إما جهلاً بالقانون أو خوفا على مصدر عيشهن من بطش ذلك المسؤول أو خوفا من الفضيحة أو لضعف الشخصية أو لضعف التربية ، في المقابل تجد الموظفات اللآتي يرفضن الخنوع والخضوع لشهوات المسؤولين محاربات من قبل ذلك المسؤول ، فتارة يحرمهن من المنافسة في مجال الوظيفة ، وتارة تجده يركن تلك الموظفة على جنب فلا هي بعملها ولا بمستقبلها ، وتارة يحرمها من أقل وابسط حقوقها الوظيفية كحقها في الخروج في إجازة إعتيادية متحججا بضغط العمل ، ناهيك عما من الممكن أن يكتبه في تقرير تقويم الأداء الوظيفي الخاص بها والذي يعتمد عليها مستقبلها الوظيفي كاستحقاقها للترقيات من عدمه ، وغيرها من أساليب البطش والإنتقام التي يستطيع ذلك المسؤول ممارستها مستغلا سلطاته وصلاحياته وغياب الرقابة عليه ، ناهيك عن تاثير ذلك على بيئة العمل العامة وعلى سلامة أداء الوظيفة العامة بشكل خاص ، لذلك أرى ضرورة إيجاد جهة متخصصة مستقلة للتعامل مع موضوع " التحرشات الجنسية بأماكن العمل " يكون من اختصاصها تلقي بلاغات التحرش والتعامل معها بشكل سري والتحقق منها ومن ثم العمل على إحالة المتورط من المسؤولين فيها للجهات ذات الإختصاص لمعاقبته وإتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة تجاهه ، بما يحفظ الوظيفة العامة وكذلك الخاصة ، ويحمي الموظفات من التحرشات الجنسية ، ويرفع عنهن حرج مواجهة نتائجها .  

سعود الفارسي

25/3/2013م

هناك تعليق واحد: