شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

الشورى .. مستقبل وطن !

الشورى .. مستقبل وطن !




انتشر مؤخراً تداول الكثير من الرسائل عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي التي تسخر من مرشحي مجلس الشورى بشكل غير مقبول لا اجتماعيا ولا أخلاقيا ، فمنها مايرميهم بالفساد المسبق ، ومنها مايسخر من أشكال صورهم في الاعلانات واللوح ، ومنها مايسخر من المجلس ككل ! يجب أن نعلم جميعا أن كهذه التصرفات غير مقبولة البتة ، فمن تسخرون منهم اليوم هم من سيمثلونا بمجلس الشورى عما قريب ، وعليه فإننا بهذه الممارسات وكأنا نسخر من أنفسنا بشكل مباشر ! عل البعض من الناس لا يعلمون بأن مجلس الشورى يمر الآن بمرحلة محورية قد تكون هي الأهم في تاريخه  ، فهو إما أن يقوى عوده ويستطيع بالتالي الوقوف أمام التيار وإما أن يهمش وينتهي ضمنيا ونقرأ على روحه الفاتحة ! وعليه فبدلا من توجيه طاقاتنا للسخرية من المرشحين ومن المجلس فإنه من المهم بما كان أن نوجه جميع طاقاتنا لدعم من نراه كفئا لتمثيلنا بالمجلس .

عزيزي القاريء / أختي القارئة ، في فترة الانتخابات للدورة الماضية كنت من أشد المعارضين للتصويت وللمشاركة في العملية الانتخابية لقناعتي وقتها بأن المجلس يفتقر للصلاحيات اللازمة التي قد تمكنه من أداء الرسالة التي من المفترض أن يقوم بها ، أما اليوم فأجدني على النقيض تماما ، المجلس الآن وإن لم يكن يمتلك جميع الأدوات البرلمانية التي تمتلكها المجالس النظيرة والبرلمانات بالدول الأخرى إلا أنه على الأقل يمتلك بعض الأدوات الأساسية التي من شأنها تمكينه لانتزاع الأدوات الأخرى وضمها  لاختصاصاته ، وللوصول لذلك وتحقيقا لهذا الهدف فإنه يجب علينا أن نتكاتف جميعا لإيصال من يستحق لعضوية المجلس ، وأكرر من " يستحق " ، ومصطلح الاستحقاق هنا يقتضي الابتعاد عن الشخصنة والقبلية ، فيجب علينا اختيار المؤهل علماً وأخلاقاً وأمانة ممن يحملون المهارات الأساسية لممارسة العمل الانتخابي ، لا من يبحثون عن الشهرة والوجاهة والحصول على لقب فخري أو الباحثين عن مصالح شخصية ، لا أن نرشح من لديه من المعارف بالحكومة ممن قد يساعدك شخصيا في تحقيق أهدافك وتخليص إجراءاتك بالجهات الادارية، لا أن نرشح من كان شيخاً إبن شيخ ! لا أن نرشح من يدفع أكثر ! فالمسألة هنا مسألة أوسع وأعمق من ذلك بكثير ، فنحن لا نتحدث عن مكتب تخليص معاملات ولا عن مشيخة ، بل عن عضوية لمجلس تشريعي رقابي بكل تأكيد .

أحبتي ، يجب أن نعي بأن مجلس الشورى مثله كمثل باقي المجالس النظيرة في الدول الأخرى يواجه صراعا حقيقيا مع الحكومة ، ولا أدل على ذلك من الكثير من الردود الواردة إليه من مجلس الوزراء والتي كان آخرها  الرد الخاص بعدم قبول استجواب وزيرة التعليم العالي ! ذلك الرد والذي كان بكل أمانة هو القشة التي قصمت ظهر البعير ، وعليه فجيب علينا جميعاً أن نقف اليوم مع مجلس الشورى ومع أعضاءه عل الكفة ترجح لصالحه ويستطيع من ثم انتزاع الصلاحيات الأخرى التي تقوي من موفقه ليتمكن من الوصول ليكون مجلساً رقابياً وتشريعياً إسماً ومعناً ! وبكل صراحة أنا متفائل جدا هذه المرة ، فهي المرة الأولى التي أجد فيها أسماء شابة رائعة بين أسماء المترشحين لعضوية المجلس ، فهنالك القانونيين وهنالك الاقتصاديين وهنالك السياسيين وغيرهم من باقي التخصصات ، وبالتالي علينا جميعا أن نتكاتف لضمان وصول الأكفاء لمقاعد المجلس ، يجب أن نوصل من يستطيع أن يحاسب الوزير عن أعمال وزارته وعن إخفاقاته ، من يستطيع مناقشة الحكومة ككل عن خططها ومشروعاتها ، من يستطيع أن يدرس مشروعات القوانين المعروضة عليه بكل دقة وإتقان ، كفانا تلك الأصوات الصامتة ، كفانا عبارة " أكتفي بما قاله الأخ العضو " ، لقد اكتفينا جدا من تلك العيون الناعسة وتلك الأفواه المستمرة في التثاؤب خلال الجلسات ، اكتفينا من شغور المقاعد بالمجلس في جلسات تناقش خلالها أهم الموضوعات والقضايا الوطنية !

نعم عزيزي الناخب عزيزتي الناخبة ، نحن لا نريد أرقاماً ولا تكملة عدد ، نريد أصواتاً وطنية من المستوى الرفيع تستطيع تمثيلنا أماما الحكومة خير تمثيل ، وذلك لن يكون إلا من خلال تعاضدنا جميعا ، ونصيحتي لكم ، الله ثم الله في وطنكم وأنفسكم ، وترفعوا عن بيع ذممكم لمن يعرض عليكم بضعة ريالات، بل وأنصحكم بإبلاغ الجهات المختصة مباشرة عن كهذه تصرفات ، كونو سداً منيعاً في وجوههم ، كونوا ذلك الدرع الحصين للوطن من مثل هؤلاء، فمن يعرض عليك بيع ذمتك فهو قد باع بذلك ذمته كذلك ولن يصعب عليه أبداً أبداً أن يبيعها مرات ومرات بل ووطنه مقابل بعض التسهيلات والمميزات والمكافئات .

وكلمة أخيرة أوجهها لكم جميعا بشكل عام وللمترشحين بوجه خاص ، يجب أن تعلموا جميعا أن عضو مجلس الشورى يمارس دوراً رقابياً تشريعياً وأنه يمثل عمان بأسرها لا ولايته فقط ، فهو ليس عضو مجلس بلدي وبالتالي يجب أن تفهم تماما عزيزي المترشح دورك الذي أنت مقبل عليه ، وأحرص على أن تدع صلاحيات عضو المجلس البلدي له ، وأحرص على أن تركز على صلاحياتك وواجباتك تحت قبة المجلس لئلا تضيع وقتك الثمين في أمور ليست من اختصاصاتك في شيئ .

لنتعاهد أيها الأصدقاء ، أن نكون يداً بيد والمترشحين لعضوية مجلس الشورى ومن سيصل منهم ، لكي نصل بالمجلس لما نحلم به ولما من المفترض أن يكون عليه ، ودعوا عنكم عبارات التثبيط والتي أجدها تتكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، أوقفوا تلك الأصوات المثبطة المطالبة بإلغاء مجلس الشورى والتي تعمل بقصد أو بدون قصد على تكسير مجاديفه، وتأكدوا بأن هنالك من يحلم بذلك اليوم الذي يلغى فيه مجلس الشورى بشكل خاص ومجلس عمان بشكل عام لئلا يكون عليه بعدها من رقيب .

سعود الفارسي

20/10/2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق