شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 17 أكتوبر 2015

مقالات Takeaway !!

مقالات Takeaway  !!





ظهرت في الآونة الأخيرة عزيزي القاريء بعض الأسماء لبعض الكتاب الذين على مايبدوا قد وجدوا أن البيئة قد أصبحت خصبة جدا ومناسبة بشكل كبير للظهور والتملق للصعود والتسلق على ظهور غيرهم ، فالدولة في حالة اقتصادية لا تحسد عليها كون أن أسعار النفط والذي يمثل النسبة الأكبر في موازنتها في هبوط دون مستوى التوقعات ودون مستوى السعر المحدد للبرميل بميزانيتها ، وعليه فهذه الفرصة قد جاءت لمثل هؤلاء ليصنعو لأنفسهم اسماً صحفيا لامعا ومشهورا بغض النظر عن كون أن تلك الشهرة جيدة أم سيئة ، المهم الشهرة والوصول لمبتغاهم وأهدافهم!

أتعرفون بما يذكرني وضع هؤلاء المساكين ! يذكرني بما يطلق عليه ب “Junk Food”  أو مايعرف محليا بالطعام السريع ، فهو كبير في كميته جميل في شكله وكيفية تقديمه ولكن فائدته الغذائية صفراً ، بل وله من الأضرار الصحية ماهو له أول وليس له آخر ! مقالات هؤلاء هي تماما تشبه ذلك الطعام السريع ، فكمية الكلمات التي تحتويها تلك المقالات كبيرة جدا وعباراتها رنانة جدا ومزينة بعبارات وطنية من الطراز الرفيع ، ولكن ما أن تتعمق لقرائتها بقليل من التذوق إلا وتجدها سيئة جدا ! فهي لا تحمل فكراً حتي يمكن مناقشته بالفكر ، ولا تحمل طعما ولا رائحة! باختصار هي مقالات فارغة من كل جميل! كل ماتتضمنه لا يخرج عن كونه كيل سيل من الاتهامات تجاه المواطن المسكين بكلام مرسل لا دليل علمي عليه ولا عقلي ! فمرة شحذ أحد أولائك الكتاب قلمه للحديث عن الاجازات وكيف أنها هي السبب الرئيسي للتخلف الاقتصادي الذي تعيشه الدولة وأن المواطن تعود على الدلع والكسل وبالتالي فإن انتاجه صفر ومن ثم يظهر ذلك الكاتب من نفسه ذلك البطل المخلص الذي من شأن قلمه أن ينقذ الحكومة من أزمة الإجازات الطويلة ، والمضحك حد البكاء أن يأتي بمقال آخر يشكر فيه الحكومة على عدم تطويل الإجازة في إشارة مفادها التصديق بأن ذلك كان بفضلي وبسبب مقالي ، والظريف أن يأتي ذلك المقال بعبارات في قمة التحدي ، لا يدري ذلك المسكين ومن معه أن الحكومة الآن تطبق مانصت عليه القوانين العمانية النافذة منذ سنوات طوال قبل حتى أن يُعرف هو ككاتب ، وأن الحكومة بعد توحيد الاجازات بين القطاعين العام والخاص اصبحت ملزمة بتطبيق نصوص تلك التشريعات كون أن إطالة إجازة القطاع العام من شأنه بالتبعية إطالة إجازة القطاع الخاص! نعم سيدي .. لا تصدق ولو للحظة أن الحكومة اتجهت لهذا الاتجاه نزولا عند رغبتك ! من جانب آخر وللإيضاح فقط ، فيبدوا أنك لا تعلم أن عدد أيام الإجازات بدول أوروبا التي جعلت منها مضربا للمثل يفوق عدد أيام الاجازات ببلدنا ! وعلى حسب قولك أن طول الاجازات يسبب تخلف الاقتصاد الوطني ، وهنا أرد عليك بنفس منطقك، كيف هو الوضع الاقتصادري لبريطانيا مثلا والتي يفوق عدد أيام الاجازات بها عدد أيام الاجازات بعمان بشكل كبير ! أرجوا أن تجبني على تساؤلي أيها الاقتصادي المخضرم .

من جانب آخر ، تطالعنا بعض الصحف المحلية بمقال آخر بعنوان الحكومة تقترض .. والسكان يهدرون ، حتى العنوان للأسف سيء جدا في مضمونه ! ولكن كما يقولون الغاية تبرر الوسيلة  وعليه فالغاية من المقال تبرر إختيار العنوان ، عموما سيدي الكريم ، أيها الكاتب الفذ العملاق ، يجب أن تعلم بأن السكان الذين قد وصفتهم " بالهدر" يعرفون جيدا الوضع الاقتصادي للدولة وهم بطبيعة الحال لا يعيشون بكوكب آخر وهم على اطلاع كامل بالاشكالية الاقتصادية التي تمر عليها الدولة ، والكثير منهم سواء أكان اقتصاديا أو ماليا أو غيرهم يتفق واتجاه الحكومة في رفع الدعم بشكل تدريجي شريطة أن يكون ذلك بخطى مدروسة مع مراعاة حال شرائح المجتمع المختلفة كالمزارعين والصيادين والمتقاعدين ، فأنت سيدي الفاضل لم تأت بجديد سوى بنقطة الهدر هذه التي تتصدر عنوان مقالك .

سيدي الفاضل ، أيها الكاتب العملاق ، أيها الاقتصادي الاجتماعي الثقافي المالي القانوني ال ال ال ، إذا كنت فعلا كاتبا منصفا تهمه مصلحة الوطن فإنه يتوجب عليك الوقوف مع أقرانك من الكتاب لتضع النقاط على الحروف ، كن موضوعيا ولو لمرة ، دعنا نبري أقلامنا لنكتب عن الأسباب التي أوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم ، والذي بكل تأكيد ليس أحد أسبابه الرئيسية الاجازات ولا هدر السكان ! ما الذي أوصلنا لأن نطالب اليوم برفع الدعم وإلى الاقتراض ! ما الذي جعلنا بعد كل تلك السنين من العمل لا نزال نعتمد بشكل رئيسي على النفط كمصدر لدخلنا ! أهي المرة الأولى ياترى التي نواجه فيها مثل هذه النكسة الاقتصادية في أسعار النفط! هل تعلمنا ولو لمرة من الانتكاسات السابقة ! هل أوجدنا حلولا سيدي الفاضل كبدائل للنفط ونحن جميعنا على يقين بأن هذا الذهب الأسود مصيره إلى الزوال يوما ما وأن مايحصل اليوم ماهو إلا " بروفة "مصغرة لما هو محتم حصوله مستقبلا ! هل قيمنا تجربتنا خلال السنوات الماضية لنعرف مكامن الخلل والضعف حتى نعمل على تقويتها كي لا نرى مثل هذا اليوم ! عزيزي العملاق ، أن ترمي بسهام قلمك الطرف الضعيف وهو المواطن وتتحاشى أن تلامس النقاط الجوهرية للمشكلة فهو ليس من الشجاعة في شيء !

نعم ، الوطن اليوم يعاني ومايزال بسبب الوضع الإقتصادي العام ، وكلنا كمواطنين سنقف مع الحكومة حباً وكرامة، فهذا الوطن وطننا جميعا ويهمنا جميعنا أن نعبر به لبر الأمان ، ولكن في الوقت ذاته يجب تفيعل مبدأ مهم جدا ربما أن عدم تطبيقه حتى الآن هو السبب الذي أوصلنا لهذا الحال ، وهو مبدأ التقييم والمحاسبة والمسائلة ، فكما وأنك ترمي سهام اتهاماتك للطرف الضعيف فإنه يجب عليك أن تكون منصفا وتطرح موضوع الاهدار الحكومي ! فكم من المناقصات الصاروخية ذات القيم المضاعفة بعشرات المرات عن قيمتها السوقية وما يتبعها من أوامر تغييرية أنهكت وماتزال تنهك موازنة الدولة ليومنا هذا ! دعنا نتفق أن السكان يهدرون ويفتقدون للرشد فهل ياترى أن الانفاق الحكومي أفضلا حالا ؟؟!!

نصيحة خالصة لوجه الله ياصديقي ، الحكومة ليست بحاجة للتصفيق ولتبرير أخطائها ، فأنا على يقين بأن هنالك من رجال الحكومة من هم يبحثون فعلا عن نقد موضوعي وتقييم واقعي للمرحلة السابقة لتستفيد من الدروس المستفادة بما يمكنها على العمل على تصحيح الأخطاء والارتقاء بالوطن ، واترك عنك موضة هذه الأيام ، موضة الكتاب تحت الطلب والمقالات ال Takeaway  ، ولا تكن ممن يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " أيها العملاق ، وتأكد ياصديقي أن الصحف التي تنشر لك ليس بالضرورة أنها تتفق وماتكتب ..فجل مايهم تلك الصحف الانتشار الأكبر لكسب أكبر عدد ممكن من الاعلانات ، بغض النظر عما اذا كان هذا الانتشار لجمل المقال والكاتب أو لفراغه وغباءه.

ونصيحة لكم أحبتي وأخوتي أبناء عمان ، دعوا عنكم كمثل هؤلاء العمالقة ولا تجعلوا لهم شئنا، فمجرد ذكركم الدائم لهم يجعلهم يعتقدون بأنهم نجوماً متلألئة في سماء الثقافة العمانية ، واجعلونا ننشغل بما فيه صلاحنا وصلاح وطننا ودنيانا وآخرتنا ، ولتكونو مشاعل من نور تنير الغالية عمان .

سعود الفارسي
17/10/2015





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق