شخبطات .. وأشياء أخرى !!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أصدقائي ..

أشكركم على زيارة مدونتي " عماني .. حالم " .. متمنياً لكم قراءةً ممتعةً مفيدةً بإذن الله ..وأعلموا أن ما أخطه ماهو إلا مجرد " شخبطات .. وأشياء أخرى " كانت نتيجة لاستمرار التوهان في جنبات الكلمات ودهاليز العبارات .
أخوكم / سعود الفارسي

معلومات عني لا تهمك : مستشار قانوني - مدون - كاتب - باحث دكتوراه ببريطانيا .

ملاحظة : لا يظهر في الصفحة الرئيسية سوى عدد محدود من المقالات..للإطلاع على باقي المقالات يرجى الضغط على الرابط " رسائل أقدم " الموجود بأسفل هذه الصفحة .

السبت، 13 أغسطس 2016

هي عُمان ..شامخة رغم أنوفكم !



هي عُمان ..شامخة رغم أنوفكم !

جميعنا شهد خلال الأيام الماضية أحداث المسرحية الهزيلة جداً في المضمون والمبنى التي جعل أصحابها من عمان مسرحا لها ، بداية تصرح جريدة الزمن عن فساد بعض أعضاء المنظومة القضائية بعمان فيتم اعتقال رئيس تحرير تلك الصحيفة ، فيظهر مظاهر التاجر كعادته مستغلا الأحداث لأموره الشخصية الخاصة ولتصفية حساباته متسلقاً على حساب مصلحة الوطن ، فتتصدر تصريحات أحد نواب رئيس المحكمة عناوين ذات الصحيفة ، لتنكال عليه شتى أنواع الصفات الذميمة كالمجنون والمعتوه لتصدرمنه تصريحات أخرى يشكر من خلالها جلالة السلطان على السماح له بنشر التفاصيل ، ليتم بعدها بأيام اعتقال نائب رئيس تحرير الصحيفة مع اصدار أمر بإغلاق تلك الصحيفة ، فيتم بعدها نشر " وثيقة " منسوبة لإحدى الدول عن عمالة " مظاهر " لتلك الدولة ، وثيقة أقل مايقال عن صانعها أنه " غبي " وجاهل لأدنى أساسيات العمل الأمني ، لذلك أقولها وبالفم المليان أن وثيقة كتلك من المستحيل أن تصدر عن جهاز أمني ،  بل الأرجح أنها قد صدرت عن أحد أطراف النزاع ، فمن يرتضي أن يجعل من بلده مسرحاً لمسرحية حقيرة كهذه لن يردعه شيء عن إدخال أطراف أخرى بحقارة من أجل تحقيق أهدافه  ،  وحقيقة ما أزال متلهفاً لمعرفة أحداث الفصل القادم لهذه المسرحية البغيضة ، لذلك قمت بشراء " جونية " من " الفراخ " و " درام " كبير من البيبسي لمتابعة تلك الأحداث !

نعم يا أصدقاء .. فهي مسرحية بغيضة حقاً ، لأسباب عدة أولها الإساءة لسمعة المنظومة القضائية بعمان وهو أمر في غاية الخطورة ، وله ماله من تبعات على جميع الأصعدة والمستويات ، الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية ، كما أن من شأن ذلك أن يتسبب بنتائج خطيرة منها هروب الاستثمار للخارج في وقت نحن نعاني فيه جداً من الأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط ، ناهيك عن إعطاء الفرصة – على طبق من ذهب - لجميع الجهات المترصدة للوطن من الداخل والخارج لأن تقوم ببث سمومها وبياناتها للإساءة لعمان ورموزها ، وماتلك البيانات الصادرة عن بعض المنظمات التي تعتبر نفسها " حقوقية " إلا دليلا حقيقيا على ما أقول ، وهذه أمور قد حذر منها الكثير من الكتاب والمدونين منذ أن ظهرت قضية السيراميك على السطح قبل أكثر من سنة ، وقد قلنا وقتها بوجوب التدخل العاجل لمعالجة هذا الأمر ، فالقضاء هو خط الحماية الأول والأخير لأي دولة ، ولا تصح المغامرة والمقامرة على سمعته " قيد أنملة " ، وقد ذكرنا وقتها القصة المشهورة للقاضي الذي تمت اقالته من القضاء لمجرد وجوده بمكان مشبوه وهي قصة من الأساسيات التي يدرسها طلبة الحقوق ، وهو مايعني أن على القاضي أن يرتقي بنفسه عن مواطن الشبهات فكيف به وهو يعقد صفقات " وإن كانت صحيحة وبسعر السوق " مع شخص متهم وقضيته موجودة بملفات المحاكم التي تقع تحت إشرافه !! أوليس ذلك إغراقا للنفس في مواطن الشبهات ومقامرة بسمعة القضاء ونزاهته ! أنا لا يهمني شخوص هذا الصراع ولا أكترث أصلا لأي منهم ، مايهمني شخصيا هو أن تنتهي هذه المسرحية سريعاً بأن يكون هنالك تدخل عاجل ينقذ سمعة القضاء ويوقف " القيل والقال " الذي يتداول بالمجالس والطرقات ووسائل التواصل الاجتماعي عن القضاء ووصفه بأوصاف قبيحة لا تليق به أبداً ، أوصاف لا أتمنى أبداً أن تصح في حقه يوماً .

بالإضافة إلى ماتقدم ، لدي قناعة بأن ظهور المدعو " مظاهر " في كل قضية وطنية هو مشكلة حقيقية بحد ذاته ، فأنا لا أتصور أبداً أن يرضى صناع القرار في عمان بأن يقفوا موقف المتفرج مما يحصل دون تحريك ساكن ، ولكن ظهور مظاهر وتسلقه مع كل قضية وطنية محاولاً إظهار نفسه بـ " البطل القومي " من شأنه إعاقة أي تحرك أو قرار ، لذلك أعتقد أنه إذا ماتم إحداث أي تغيير فإن الكثير من الناس للأسف بقصد أو بدونه سينسبون ماحصل من تغيير لـ " مظاهر " وسيظهرونه بمظهر البطل ، وبالتالي سيتحقق حلمه بأن يكون بطلا قوميا ، وهو أمر غير مقبول ، فهو وإن صح مايقول من إدعاءات واتهامات في حق من يصفهم بالفساد فالحقيقة بأنه ليس أحسن حالاً منهم أبداً ، وأكرر ماقلته في مقالي " براءة السيراميك " ، لو أن مظاهر حصل على مبتغاه فعلا من خلال ماقام به من رشوة " حسب وصفه " هل كان سيظهر على " تويتر " فاضحاً نفسه ليقول " لقد رشوتهم ولقد حصلت على برائتي ، وأحذروا فإن القضاء عندنا فاسد لأنهم قبلوا رشوتي وحصلت على برائتي بالرشوة " !! طبعا لا .. بل لكان اليوم " يتمشى " في شوارع عمان باحثا عن محلات جديدة يستخدمها كأفرع جديدة لمحلاته ،  لذلك أقول بأنه لا يقل فساداً عنهم ، مظاهر معرفة قديمة ولا يهمني شخصه ولا تاريخه ولا حتى ما اسمعه عنه ، مايهمني هنا هو بلادي .. مايهمني هو عمان .. مايهمني هو أن تحصل عمان على ماتستحق بشكل سريع جدا جدا دون تأخير أو إلتفات لأي من أطراف النزاع .
عليه ، دعونا نتفق على أن صناع القرار يعملون لصالح الدولة من أجل الوطن فقط ، لا نزولا عند رغبة مظاهر ولا غيره ، عُمان لجميع العمانيين ، وصناع القرار تهمهم عُمان .. وعُمان فقط ، عليه فإن أي قرار قد يتخذه صناع القرار بعمان هو قرار لعمان فقط ولا يجوز نسبة الفضل فيه إلى أحد أبداً ، فكيف يليق أن ينسب الفضل لفاسد مجرم وفقا للقانون !

ختاماً ، الصحافة هي شريك رئيسي لنجاح أي بلد ، بل أن الصحافة أصبحت تعد كسلطة رابعة إلى جانب السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية " ، وهي تقوم مقام المجتمع في رقابة جميع تلك السلطات ، ولا أقصد بالصحافة تلك الصحافة التي لا تقدم شيئاً سوى التهليل والتكبير لكل ماتقوم به الدولة باعتبارها أصبحت " كائناً قدسياً لا يخطيء " .. بل أن السلطات يشغلون مناصبها بشر من لحم وعظم يخطئون ويصيبون ، وعليه تغدوا الصحافة النقدية الموضوعية بمثابة " الركن الرابع " الذي يقوم عليه سقف " الوطن " ، لذلك يجب ترسيخ مكانة الصحافة في الدولة وتعميقها ومنحها الضمانات اللازمة التي تستطيع من خلالها ممارسة رسالتها السامية دون إفراط أو تفريط .

وأختتم مقالي هذا برسالة مهمة ، رسالة تعرف طريقها جيدا لمن هي موجهة ، " احترقوا في صراعاتكم واطحنوا بعضكم بعضا كيفما شئتم ، لكن بعيداً عن عمان ، فعمان شامخة وستظل كذلك رغم أنوفكم جميعا " .
إنتهى

سعود الفارسي
13/8/2016م

هناك تعليق واحد: